تغير معنى الموسيقى في السنوات العشر الأخيرة في أوساط الشباب في مكةالمكرمة، حيث استطاعوا إدخال نوع من الموسيقى الراقصة التي استطاعت اجتذابهم بكل فئاتهم العمرية، واستطاعت أن تحدث تغيرات جذرية فيها وهو أمر مغاير لما اعتدنا عليه من الغناء العربي والشعبي، وهي عبارة عن الأغاني والموسيقى الراقصة المستحدثة على طريقة اللعب بالأقراص «DJ» والتي تسمى الراب. الراب هو عبارة عن موضوع شعري يردده المغني على نغمات «الديجيه» وكذلك يردده بعض من في المجموعة حيث يؤدون رقصاتهم الغريبة والمستحدثة «البريك دانس»، ويحاول شباب الهيب هوب التطرق إلى معالجة مواضيعهم الاجتماعية والشخصية والسياسية وقد تدخل فيها العاطفة، يؤدونها بطريقة قوافي الشعر التي تغنى بطريقتهم الخاصة الكلامية وفي الغالب يحدث جدل كبير بينهم وبين أوساط مجتمعهم. ويتحد أغلب الهواة في فريق واحد ويترأس هذا الفريق من يؤدي دور المغني للراب، ويندرج تحته عدد من الموهوبين المتمرسين للرقص أو الشعر أو فن الكتابة على الجدران، وأكثر ما يميزهم طريقة لبسهم التي تعبر عن هواية الهيب هوب، وهناك إيمائات وحركات بالأيدي تميزهم وينظمون في العادة بمهرجانات خاصة بهم أو يستدعون إلى الاحتفالات السياحية أو الشبابية. ويقول محمد الملقب ب«الجوكر جي آر» رئيس قروب جنود الغربية في مكة إن هذا الفن بدأ في أوائل السبعينيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالتحديد في مدينة نيويورك، وقد دخل فيها فن «DJ» على يد أحد المهاجرين الأفارقة من جمايكا، مشيرا إلى أن هذا الفن وصل إلى مكة من قبل عشر سنوات، أو أكثر عن طريق الأفلام أو المعجبين به، موضحا أنه لايزال هناك غموض من ناحية تقبل الجمهور، فهناك معارض وهناك مؤيد له. وعن بداية الفريق قال «كانت البداية الفعلية لنا قبل 8 سنوات، وقد لاقت الفكرة إقبالا كبيرا من قبل الشباب، وبدأت في التزايد بشكل ملحوظ، فكانت بداية تشكيلنا للفريق وبدأنا بأربعة أشخاص أما الآن فالعدد وصل إلى أكثر 50 شخصا، وأصغر عضو في الفريق هو مصعب الذي نلقبه (new g) ويبلغ من العمر 9 سنوات». من جانبه، قال موسى الملقب ب«جيسون»: «إن الهيب هوب يعني لنا الموهبة والإتقان والهواية ولا بد من اجتماعها في شخصية واحدة»، مشيرا إلى أن «كل منا له مكانته في الفريق وعليه واجب، فعلى سبيل المثال مؤدي الراب عليه الغناء وكتابة القافية وطريقة إلقائها وتناغمها مع الموسيقى، والراقص كذلك لا بد له من توفر اللياقة البدنية العالية لكي يستطيع أن يؤدي حركاته، ولا بد من مجانستها مع الموسيقى وأن يكون هو واللحن واحد»، مضيفا أن الراقص لا بد له من التمرين المستمر. وختم بأن الموهبة هي الأصل في ذلك والهواية تلعب دورها في الفريق. أما ابراهيم الملقب ب«ناتو» فقال إن الأغنية في الهيب هوب هي في البداية فكرة تدخل في التطوير حتى نخرج منها بأغنية، مشيرا إلى أن الأغنية قد تكون عن شخصية أو قصة أو واقعة اجتماعية، وقد نؤلف أغنية تغلب عليها العاطفة، إضافة إلى أن هناك الأغنية السياسية التي تكون عادة أكثر جرأة عن سابقتها والكلام فيها يكون متحررا وتستخدم فيها الألفاظ الجريئة، معتبرا أن هذا النوع من الأغاني دائما ما يكون مثيرا للجدل في أوساط المجتمع. وقال إسماعيل الملقب ب«أوجي» إن «القروب» دائما ما يشارك في مناسبات أو مهرجانات خاصة بالشباب، مشيرا إلى أن هناك جمعيات خيرية تستضيفهم، إضافة إلى منظمي الاحتفالات الكبرى. وقال «إننا لقينا إعجاب واستحسان الجمهور، ولذلك سنقدم في الاحتفالات ما هو أفضل من السابق ونحن يجمعنا الحلم للوصول إلى الأفضل».