لم تكتمل فرحة أهالي القنفذة حينما بدأت قبل أربع سنوات بحفريات مشروع تحويل أسلاك الضغط العالي الهوائية إلى أرضية. فتلك الأسلاك التي تسببت في وفيات وإصابات عديدة نتيجة للصعق الكهربائي ماتزال على حالها هوائية، إذ إن مقاول المشروع توقف عن تنفيذه لأسباب غير معروفة لهم، لتظل سائدة بينهم حالة من الخوف والترقب طوال العام خاصة في أوقات الأمطار وموسم الصيف واشتداد الحرارة والرطوبة. لم تتوقف معاناة الأهالي بعد مصرع شاب إثر تعرضه لصعق كهربائي قبل سنوات حينما صعد ذات ليلة إلى سقف منزله ولم ينتبه إلى سلك ضغط عال قريب من السقف. فقد تعرض مواطن آخر لصعق مماثل عندما كان يحاول تثبيت أحد أطباق القنوات الفضائية ليسقط من أعلى المنزل مصابا بحروق بالغة وتلف في أعصاب إحدى يديه. وبسبب الخوف من تلك الأخطار يرفض كثير من عمال البناء العمل في بناء أو ترميم أو تبليط أو طلاء واجهات المنازل الملاصقة لأسلاك الضغط العالي. ويقول عبدالله الغامدي، محمد الشهري ومحمد الحربي إنهم وكافة أهالي القنفذة يعانون من وجود هذه الأسلاك الخطرة فوق رؤوسهم، ما يهدد حياتهم ويعرضهم للإصابة ببعض الأمراض حيث إن دراسات طبية تشير إلى أن أسلاك الضغط العالي ترسل ذبذبات تتسبب في إصابة الإنسان بسرطان الدم «اللوكيميا». كما أنها تتسبب بشكل غير مباشر في تعطيل أعمال البناء والهدم والترميم للمنازل إذ لا بد قبل الشروع فيها من مراجعة شركة الكهرباء لعمل عوازل تغطي هذه الأسلاك الخطرة ما يهدر الكثير من الجهد والوقت في المراجعات. كما يشير أحمد «من سكان حي الشرقية» إلى أنه مايزال يتذكر حادثة تعرض لها أحد جيرانه عندما صعد إلى سقف منزله لتفقد خزان المياه فسقط صريعا بصعق كهربائي. أما سعد عبدالرحمن فيقول «كنت أمام إحدى المدارس الابتدائية أنتظر خروج ابني في نهاية الدوام لأتفاجأ بسقوط أحد أسلاك الضغط العالي بالقرب من بوابة المدرسة قبل بضعة دقائق من موعد خروج الطلاب الذين لا يدركون مدى الخطر الذي يتهددهم بملامسة أقدامهم لذلك السلك. وعلى الفور أبلغت الجهات المختصة التي تواجدت على الفور بالموقع ومنعتهم من الاقتراب منه. وحمدت الله لكوني كنت هناك عند سقوطه وإلا لكانت وقت كارثة». من جانبه، روى محمد تجربة مؤلمة تعرض لها أحد أصدقائه قائلا «كان صديقي معي في منزلي نشاهد في التلفاز وقائع مباراة في كرة القدم. وفجأة انقطع البث نتيجة لعطل في الاستقبال الفضائي. فعرض الصعود إلى سطح المنزل لإصلاح العطل ولم يكن يعلم أن أحد أسلاك الضغط الكهربائي العالي في انتظاره بالقرب من حافة السطح. وتعرض لصعق كهربائي أتلف أعصاب يده وأفقده القدرة على تحريك كفه». وأضاف متسائلا «إلى مدى تستمر معاناتنا؟ ومن يحاسب شركة المقاولات المنفذة لمشروع تحويل أسلاك الضغط العالي الهوائية إلى أرضية والتي أوقفت أعمالها بعد الانتهاء من حفريات المشروع في بعض الشوارع». الاكتمال قريباً محافظ القنفذة فضا بين البقمي يؤكد أن المشروع لم يزل قائما وتم الانتهاء من جزء منه وسوف يكتمل قريبا بإذن الله.