طالب إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بعدم حمل ألقاب ليست لهم. وقال، في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، أمس: «الذين يصعدون على أكتاف الآخرين وكأنهم رواد هذا الصعود، أو في تصدر مؤلفات هي من صنع الآخرين، أو في شهادات ورتب علمية ليست لهم ولا هم لها، وإنما أعماهم التشبع بما لم يعطوا». وأضاف «شهرتهم أو مناصبهم أو تجارتهم دعتهم لأن يتلقبوا بهذه الألقاب، وهو ليس لهم ولا هم منه، ويعلم الناس أنهم حصلوا عليها تشبعا أو شهرة أو منصبا يكملون به نقصهم، ويروون به غرورهم ولهثهم الذي لا يقنع بالحقيقة». وأشار الشيخ الشريم إلى أنه «في مجتمعاتنا موجود من هذا الصنف الذي يلبس ثوبا ليس له، أو فقير يدعي الغنى، أو بخيل يدعي الكرم، وبليد يتظاهر بالذكاء، وتافه يتظاهر بالعلم، وكل واحد منهم يتظاهر بمحمدة بين الناس وهي ليست فيه»، مؤكدا أن «الناس لن تنظر إلى المتشبع بما لم يعط إلا نظرة استهجان واحتقار، وأنه وإن لم تنطق ألسنتهم في وجهه، فلا أقل من أن تعلكه علكا في قفاه». وقال: «من أبشع الحماقات أن ينسى المتشبع معرفه الناس بحقيقته قبل أن يتشبع بما لم يعط». مشيرا إلى أنه قاد هذا المسلك لهؤلاء الناس قلة الرضى بما قسم الله، وميل النفس إلى التكلف وإخفاء الحقيقة بتزوير أو تدليس، مشيرا إلى الكذب والتدليس الذي خدعت به المجتمعات في حياتهم الاجتماعية والسياسية والعلمية والاقتصادية وسائر شؤون الحياة. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن «المؤمن الغر هو صفي السريرة طيب الظاهر لا غل فيه ولا حسد تصلك قرائن باطنه قبل أن ينطق لسانه، وقد تأتيك بديهته بخير ما يكنه ولحسن قوله وقول لسان حاله كلها كفيلة بوصف معدنه»، موضحا أنه من الجميل أن يرى الناس الإنسان الطبيعي كما هو دون تزويق أو تدليس أو تزوير، كما أنه من الجميل أيضا في التعامل بأن لا يتكلف بمفقود أو لا يبخل بموجود، وأن يراك الناس بما تحب، وأن تعرف قدرك قبل أن تعرف قدر الناس، وأن لا تلبس لباسا غير لباسك، ولا تتلقب بلقب غير لقبك، ولا تتشبع بما لم تعط، فإنك بذلك كلابس ثوبي زور. وفي المدينةالمنورة، طالب إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير بعدم الاستهزاء بالكتاب والسنة. وقال، في خطبة الجمعة أمس: «الكتاب والسنة هما أساس الدين ومعتمده المتين، وأنه لا يجوز المساس بهما، فضلا عن الاستهزاء بشيء منهما». وأضاف «من يقوم به هو ضال مضل ويدخل ضمن من توعدهم الله بالويل؛ لأن ذلك من نواقص الإيمان»، واصفا إياهم بالمبتدعة وبدعاة الفتنة والضلال، مطالبا بمحاسبتهم ومعاقبهم لردعهم ومنعهم لأنهم مفسدون مخربون.