يعتقد العديد من أهالي الطائف أن مياه الأمطار قادرة على شفاء الأسقام خاصة السحر والحسد، مستندين في ذلك على بعض الأحاديث النبوية، مما يدفعهم إلى النزول في مياه السيول والأودية معرضين أنفسهم وذويهم للخطر المحدق متجاهلين التحذيرات بالابتعاد عنها، وذلك على الرغم من خطورة الأودية التي تجري فيها مياه الأمطار والتي غاليا من تفاجئ مرتاديها بسيول جارفة قادمة من أعالي الجبال والهضاب والأودية البعيدة، مما يقودهم هذا الاعتقاد إلى مجاهل غير معلومة العواقب. «عكاظ» رصدت عشرات الأسر وقد حزمت حقائبها وتوجهت إلى داخل أعماق تلك الأودية. يؤكد عدد من أهالي محافظة الطائف أن الأجواء الخلابة والساحرة وخرير الأمطار وهدير السيول، يدفهم للخروج مع أسرهم في رحلات داخل تلك الأودية وبالقرب من الجبال للاستمتاع مع أطفالهم ونسائهم بمياه الأمطار. ويشير كل من منيف العتيبي وناصر الحارثي وسعيد القرشي وعلي الشمراني ومحمد الصمداني إلى أنهم يخرجون مع أسرهم كلما هطلت الأمطار الغزيرة في المحافظة، للاستمتاع بتلك المناظر الرائعة ثم تأسيا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم استناد إلى أحاديث نبوية في هذا الخصوص بأهمية الأمطارالتي تشفي من السحر والحسد وهو ما يتمنونه على حد قولهم مستدلين بما جاء في حديث أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر»، وقال: «فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: (لأنه حديث عهد برب)». من جانبه، أكد العقيد خالد بن عبدالله القحطاني الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بالطائف وقوع حوادث مؤلمة أثناء وبعد هطول الأمطار وجريان السيول، حيث يتعرض لها البعض جراء نزولهم في مياه السيول والأودية، مما يعيق مهام الدفاع المدني ويعرض حياة رجاله لمخاطر شتى جراء الازدحام على الكباري وبعض الطرق المؤدية للأودية وأماكن هطول الأمطار الغزيرة والتي ذهب ضحيتها كثير من الشباب ببعض المناطق المتضررة. ويقول العقيد القحطاني إن إدارة الدفاع المدنين ترسل رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام بشتى قنواتها لأخذ التحذيرات على محمل الجد، علاوة على بث ونشر أخبار الحوادث المؤلمة التي تخلف خسائر فادحة في الأنفس والممتلكات التي تكون رادعا في كثير من الأحيان. وأضح العقيد القحطاني أن الممارسات السلبية تلك تشكل خطرا على مرتكبيها في حين أنها تضيف عبئا آخر على رجال الدفاع المدني، مشيرا إلى أن البلاد تعول على رجال وأبناء الوطن، مؤكدا بأن تلك الصور السلبية تقابلها صور مشرقة من رجالات الدفاع المدني والتي تبرز المعدن الحقيقي لشبابنا الأبطال.
