استعادت شرطة جدة مليونا و280 ألف ريال سرقها ثلاثة لصوص من إحدى المكتبات الشهيرة شمال المحافظة، بعدما استطاعوا حمل الخزانة الحديدية الخاصة بالمكتبة والتوجه بها إلى أحد الشاليهات الخاصة المملوكة لأحدهم وفتحها باستخدام ألواح معدنية فولاذية قبل أن يتخلصوا منها بإلقائها في البحر. وكانت الجهات الأمنية تلقت بلاغا من إدارة المكتبة عن تعرضها للسرقة بعد فصل كاميرات المراقبة وخلع الباب المؤدي إلى مكتب المحاسبة وتضمن البلاغ اختفاء الخزانة الحديدية التي يوجد بداخلها المبلغ من الموقع، وعلى الفور انتقل المختصون من الأدلة الجنائية إلى المكتبة لرفع كافة البصمات والقرائن من مسرح الحادثة ولم يتم رصد أي بصمات حديثة سوى بصمات المحاسب والذي تم التحقيق معه. وبناء على الغموض الذي اكتنف السرقة، تم تشكيل فريق أمني توصل إلى أن منفذ الجريمة أكثر من شخص لأن الخزانة ثقيلة ولا يمكن لفرد واحد حملها كما أن فصل كاميرات المراقبة يدل على أن اللص الذي قام بذلك يعرف مواقعها وكيفية فصلها، ما حصر الشبهات في شخصين أحدهما شاب في العقد الثاني والآخر مقيم آسيوي. وبالتحقيق معهما وتسجيل إفاداتهما لاحظ المحققون في مركز شرطة السلامة ارتباك الشاب وبمراجعة حساباته البنكية اتضح إيداع مبلغ 800 ألف ريال في أحد حساباته بعد تسجيل السرقة ما عزز الشبهات نحوه، وبمحاصرته بالأدلة والقرائن المختلفة اعترف بتنفيذ السرقة بمشاركة آخرين دل على مواقعم، وعلى الفور تم إسقاط أفراد العصابة التي اتضح أن أحد أفرادها موظف في المكتبة، تقدم قبل تنفيذ السرقة بخطاب للانتقال إلى فرع آخر لإبعاد الشبهات عنه، والآخر يرتبط بعلاقة بأحد اللصوص شارك في تنفيذ السرقة. وبمحاصرة أفراد العصابة بالأسئلة والأدلة المختلفة أرشدوا الجهات الأمنية إلى الأموال المسروقة والتي كان من ضمنها 800 ألف ريال في حساب اللص الأول والذي أودعها في حسابه مستغلا علاقاته بأحد موظفي البنك حيث كان يريد استثمارها في سوق الأسهم كما أشار في بيان الإيداع. واتضح أن اللص الأول نقل الخزانة بسيارته الخاصة إلى الشاليه الذي يمتكله شمال المحافظة بعدما قام بفصل كاميرات المراقبة تنفيذا لفكرة زعيم العصابة الموظف في المكتبة والذي خطط للجريمة وكيفية تنفيذها معتمدا على الدخول من إحدى النوافد الخارجية وكسر الباب للتسلل إلى مكتب المحاسبة وسرقة الخزانة. وكشفت التحقيقات أن اللصوص تقاسموا المبلغ المسروق فيما بينهم لإخفاء الجريمة والتمويه على أفراد الأمن، مشيرين إلى أنهم تخلصوا من الخزانة بإلقائها في أحد مجاري السيول حيث نقلتها المياه إلى البحر وقادوا فريق التحقيق إليها حيث تم رصدها لرفعها من البحر. وأكد الناطق الإعلامي في شرطة جدة الملازم أول نواف بن ناصر البوق إيقاف أفراد العصابة وهم ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 23 عاما للتحقيق معهم، فيما تمت استعادة كامل المبلغ المسروق وهو مليون و280 ألف ريال. وأضاف «استخدم اللصوص عند تنفيذ الجريمة قفازات لمنع ظهور بصماتهم كما تلثموا بأقنعة لإخفاء شخصياتهم وقاموا بفصل كاميرات المراقبة، إلا أن الفريق الأمني نجح في التوصل إليهم وإعادة كامل المبلغ المسروق».