«نحملك كافة المسؤولية عن حدوث كارثة نتيجة تجاهل الأمانة لمطالبنا المتكررة وعدم تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول».. هذه الجملة سطرها الأهالي الساكنون على امتداد طريق الأمير نايف غرب منطقة نجران، ضمن شكواهم الجماعية التي تقدموا بها إلى أمين المنطقة المهندس فارس بن مياح الشفق الأسبوع الماضي، ودعوه فيها إلى تحمل المسؤولية والعمل على تنفيذ مطالبهم بسرعة لكي يأمنوا شر الأمطار والسيول التي تداهمهم في منازلهم وتحتجزهم فيها لفترات طويلة. وأوضحوا أن تحميلهم المسؤولية كاملة للأمين مرده إلى أن الأمانة تتجاهل مطالبهم المتكررة، وعدم تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول، لأحياء قبائل آل هتيلة، آل سدران، آل سوار، المستنير، آل شيبه، بني علي، وقبيلة آل ساري. وأجمعوا في شكواهم الجماعية على تحميله شخصياً المسؤولية في ظل ميزانية الخير لهذا العام التي خصصت لأمانة نجران أكثر من مليار و600 مليون ريال، ولم تقم الأمانة بعمل مشاريع لدرء أخطار السيول في أحيائهم لحمايتهم عند هطول الأمطار وتدفق السيول من الجبال المطلة على منازلهم، خصوصا أنها تقع خلف عدد من الشعاب التي تصب فيها السيول وليس لها مخرج إلى وادي نجران، رغم أن المسافة بين منازلهم والوادي لا تتجاوز 4 كيلو متر. «عكاظ» حصلت على نسخة من شكوى المواطنين، إذ وضع أمين المنطقة خطاً تحت عبارة «نحملك كافة المسؤولية»، ودون بقلمه عليها توجيهاً إلى إدارة المشاريع في الأمانة للإسراع في طرح هذه المشاريع ومتابعتها لدى الوزارة والاهتمام بذلك. «عكاظ» وقفت ميدانياً على معاناة المواطنين وتحدثت معهم، حيث قال علي هادي آل هتيلة «مضت سنوات ونحن نعاني عند هطول الأمطار ونحتجز داخل منازلنا، رغم مطالبنا المتكررة لدى الجهات ذات الاختصاص»، مشيراً إلى أن المنازل الممتدة على طريق الأمير نايف أصبحت مهددة بالغرق نتيجة إغلاق عبارات السيول بعد ازدواج الطريق إلى مسارين. وأكد أن أمين منطقة نجران وقف العام الماضي على آثار السيول الأخيرة وشاهد بأم العين معاناة الأهالي ولكن للأسف بقي الوضع على ما هو عليه ولم تحل مشكلة تصريف أمطار السيول حتى يومنا هذا. وناشد سمو أمير المنطقة بحل المشكلة قبل حدوث كارثة تذهب فيها أرواح بريئة، مشيرا إلى أن الشعاب التي تحيط بمنازل عدد كبير من قبائل حي أبا السعود مروراً بخشيوة حتى دحضة، مهددة بكارثة في حال عدم التحرك الجاد من أمانة نجران وإدارة الطرق التي كان لها دور في إغلاق عبارات مجاري السيول خلال تنفيذ طريق الأمير نايف إلى مزدوج. من جانبه استغرب دهيمان حمد القحص من رد وكيل الأمين للمشاريع والتعمير المهندس حمد آل عيبان على شكواهم بأنه لا يوجد لدى الأمانة «فلوس» لتنفيذ مشاريع درء أخطار السيول، قائلا إن حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله خصصت ميزانية لأمانة نجران تجاوزت المليار و600 مليون ريال. وقال إن معاناة الأهالي مع الأمطار والسيول اطلع عليها جميع المسؤولين، من الإمارة والدفاع المدني والأمانة والطرق وأيضا المسؤولون في الوزارة، ولكن لم يتحرك أحد لحماية الأحياء المأهولة بالسكان، مشيرا إلى أن السيول أثرت على منزله الذي أصبح آيلا للسقوط وأصبح يشكل خطراً على عائلته. وأوضح أنه ناب عن سبع قبائل ليتقدم بشكوى جماعية إلى الأمين شخصيا الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنهم حملوه كافة المسؤولية عن كل ما يحصل، حيث وجه عليها بطلب لمهندسي الأمانة، يوحي بضرورة التحرك لحل المشكلة. ممنوعون من التصريح «عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي إلى وكيل الأمين للمشاريع والتعمير المهندس حمد آل عيبان الذي قال إن «الأمانة ليس لديها فلوس لتنفيذ مطالبهم»، وأضاف «يصعب عليّ التصريح لكم والشخص المخول بذلك هو أمين المنطقة، حيث إننا ممنوعون من التصريح لوسائل الإعلام».
