أبدى عدد من مواطني محافظة المزاحمية استياءهم من التلوث والضجيج الناتج عن مصنعين أحدهما للطوب الحراري والآخر للجرانيت يتوسطان الأحياء السكنية منذ أكثر من 03 عاما. «عكاظ» تواجدت في الأحياء المتضررة، واستمعت لشكاوى السكان، حيث تحدث فهد السبيعي عن معاناة أهالي الحي الواقع شرق أحد تلك المصانع قائلا: نعاني منذ أكثر من 03 عاما من انبعاث الأبخرة الناتجة من مداخن أحد تلك المصانع، بالإضافة إلى الغبار المتطاير الناتج عن مواد ومخلفات المواد الخام المستخدمة. وناشد السبيعي الجهات المعنية بحماية البيئة، بالإسراع في إنقاذ المواطنين من الأضرار الناجمة عن ذلك، مؤكدا أن الجهات المعنية في المحافظة لم تعر أي اهتمام للشكاوى السابقة التي تقدمها بها (تحتفظ «عكاظ» بنسخة منها) حيث تضمنت الشكاوى، طلبات ومناشدات بنقل المصانع في أماكن غير مأهولة بالسكان. وشاركه الرأي المواطن عبدالله العباس مضيفا أن الأنظمة واللوائح تمنع وجود مثل هذا المصانع بالقرب من المناطق أو التجمعات السكانية أو المراعي أو الحيوانات، متسائلا عن كيفية السماح بإنشاء مصنعين في محافظة يربو إجمالي عدد سكانها على 50 ألف نسمة، حيث لا يفصل بينهما وبين الأحياء السكنية مسافة لا تزيد على 10 أمتار، كما الحال في الشارع الشرقي على سبيل المثال. وأبدى العباس اندهاشه من طريقة التضليل والمخادعة التي تتم أثناء التشغيل، حيث تتم عادة في المساء، فتنعدم الرؤية وتنتشر السحب السوداء والأدخنة التي تنبعث من المداخن لتعبئ المكان مسببة أضرارا بالسكان المحيطين بالمنطقة. أما المواطن سعد الزمامي أحد السكان الملاصقين للمصانع فلم يخف قلقه وتخوفه على البيئة ووصف ذلك قائلا: لم نعد في مأمن على صحتنا من الأبخرة السامة المنبعثة من المداخن، مضيفا: لم نعد نذق طعما للنوم والهدوء في منازلنا، فأصوات المحركات ومناشير تقطيع الأحجار تقض مضاجعنا، وتطير النوم من أعيننا، بخلاف أصوات الناقلات التي تقطع الطريق من وإلى المصنع ذهابا وجيئة، دون أي اعتبار للمناطق السكنية. واستغرب الزمامي من تجديد البلدية لأحد تلك المصانع، مستنكرا وجود مصانع لتقطيع الأحجار وسط الأحياء السكنية، ما يعد مخالفة صريحة لتعليمات وزارة الشؤون البلدية والقروية والمتمثلة في تخطيط المدن. من جهته أوضح مدير مستشفى المزاحمية خالد الفيفي أن المصانع ووسائل النقل من أهم العوامل المؤدية لتلوث البيئة، لما تنفثه في الهواء من أبخرة سامة ناتجة عن المخلفات الصناعية، ما يزيد من أخطار الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون والجلدية، مختتما بضرورة نقل المصانع إلى مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية، والتخلص الآمن من النفايات، ومراقبة الأماكن القريبة من المصانع وقياس نسبة التلوث فيها. وفي نفس السياق، اتصلت «عكاظ» بصحة البيئة داخل المحافظة والمتمثلة في بلدية المزاحمية، حيث رفض رئيس البلدية المهندس محمد اليابس التعليق على الموضوع قائلا «لا دخل لنا في الإعلام»، ثم أجرت «عكاظ» اتصالا برئيس المجلس البلدي عبدالكريم الشمالي للسؤال عن مصير شكوى المواطنين المرفوعة للمجلس بشأن المصانع المشار إليها، حيث أكد صحة ورود عدد من الشكاوى، مشيرا إلى إحالتها جميعها للبلدية، مشيرا إلى أن المجلس غير مقتنع بما جاء في ردود البلدية وخاصة في ما يتعلق بالمحافظة على البيئة بالمحافظة والمراكز والقرى التابعة لها كاشفا بقوله ان المجلس اتخذ قرارا بالرفع لسمو وزير الشؤون البلدية والقروية حول الموضوع مستوفيا. مستقبل مظلم أوضح رئيس المجلس البلدي المزاحمية إن مستقبل المزاحمية وقراها أصبح مظلما من الناحية البيئية في ظل صمت وتهاون الجهات المعنية وعدم التقيد بتعليمات وزارة البلديات وهيئة الأرصاد وحماية البيئة وأشار الى ان المجلس لا ينكر دور المصانع في التنمية شريطة ألا يكون ذلك على حساب صحة المواطنين التي توليها الدولة جل اهتمامها.