تطبق كاميرات «ساهر» في المدينةالمنورة نصيحة الشاعر علي بن الجهم حين قال «كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا... يرمى فيعطي أطيب الثمر»، وعلى الرغم من أنها اسهمت بفعالية في خفض نسبة الحوادث بنسبة تزيد على 52 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل تطبيق النظام، إلا أنها لم تسلم من اعتداءات بعض الجناة. وبينما أشاد عدد من أهالي المدينةالمنورة بتطبيق النظام، واصفينه بالإيجابي لدوره في حماية العابرين، كشفت الإحصائيات الأمنية وقوع أكثر من 15 حالة اعتداء على كاميرات النظام. ووصف عدنان عبدالرزاق منشي تطبيق نظام ساهر في المدينةالمنورة ب«الإيجابي»، مشيرا إلى أنه أسهم في تقليص نسبة الحوادث، خصوصا على الدائري الثاني، مبينا أن وضع الكاميرات على إشارات المرور قلل من حالات قطعها. وطالب مرور المدينةالمنورة بالاستمرار في الحملات، وتعقب المتحايلين على النظام بطمس اللوحات والاسراع في السير دون الاكتراث لساهر. إلى ذلك، أكد فهد عبدالله الهذيلي أن تطبيق نظام ساهر حد من الحوادث القاتلة، مطالبا المرور بأن يبدأ تعميم المرحلة الثانية على جميع الإشارات.ورأى أن الاعتداء على كاميرات ساهر لا يمثل ظاهرة، مشددا على أهمية أن يحترم الجميع الأنظمة التي وضعتها الدولة للحفاظ على أرواح الناس. من جهته، أفاد حاتم عبدالعزيز هاشم أن نظام ساهر جيد، متمنيا من المرور عدم مضاعفة المخالفة بل منح الذي يسدد سريعا «تخفيض»، مستنكرا الاعتداء على المركبات الخاصة بساهر، خصوصا أنها تقدم خدمات جليلة للعابرين، وتضبط المتهورين، مؤكدا أنها أسهمت في تقليل نسبة الحوادث الناجمة عن السرعة الزائدة. في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي لمرور المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي أن نظام ساهر وضع من أجل حماية المواطن والمقيم، مبينا أن نسبة الحوادث انخفضت بنسبة تزيد على 25% مع تطبيق النظام. وقال النزاوي: «نسبة المخالفات والحوادث كان مرتفعة إلى حد كبير في نفق المناخة خلال الفترة السابقة، ولكنها انخفضت إلى حد كبير بتطبيق نظام ساهر فيها»، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية من تطبيق النظام تعتمد وضع الكاميرات على إشارات المرور، في أربعة مواقع رئيسية وهي طريق السلام وطريق تقاطع الأمير نايف وتقاطع سلطانه وتقاطع الحزام. وذكر أن تطبيق المرحلة الثالثة يشمل مدخل طريق الهجرة وطريق تبوك، مبينا أن نسبة الوفيات من جراء الحوادث المرورية انخفضت إلى حد كبير. اعتداءات على «ساهر» سجلت المدينةالمنورة أكثر من 51 اعتداء على مركبات ساهر، منها إقدام مجهولين على تحطيم زجاج سيارة ساهر على طريق الحزام بجوار مستشفى الولادة، في حين تكثف شرطة المدينةالمنورة من عمليات البحث عن الجناة. وتعرضت إحدى كاميرات النظام إلى التكسير من قبل مجهولين، كما قذف أحدهم كاميرا ساهر بزجاجة مياه أثناء انطلاقه بسرعة جنونية، وجرى ضبطه بعد أن كرر نفس السيناريو مع كاميرا أخرى، فيما حاول أحدهم من قبل دفع مركبة «ساهر» بمقدمة سيارته في أحد المواقع، وفي مكان آخر أضرم مجهولون النار في كاميرا ساهر قبل فترة.