استغرب سكان حي الإسكان بمكةالمكرمة حين بدأت أمانة العاصمة المقدسة بإنشاء حديقة أم الكتات وبداخلها المقبرة القديمة التي تضم مقابر لا تقل عن 40 قبرا، والتي تقع في المكان الفاصل بين الإسكان وحي الرابية غرب مكة بالقرب من طريق جدة السريع.وعبر عدد من الأهالي عن استيائهم جراء البت في إنشاء الحديقة، آملين أن يحظى الموتى بحقوقهم مثلما يحظى الأحياء بها، داعين الأمانة إلى وقف علميات إنشائها ابتغاء حرمة الأموات بها. وأوضح عبدالله الحسنين أنه فوجئ حين رأى الآليات تقوم بعملية تبريح المنطقة المحيطة بالمقبرة، مشيرا إلى أنه حين بدأ العمل كان يدور في باله أنهم سيوسعون المقبرة مؤكدا: «عند سؤالي لهم فوجئت بما قالوه لي بأن الأمانة سوف تنشئ حديقة تحيط بتلك القبور من كل الجهات، فسألتهم وأين حرمة هؤلاء الأموات فأجابوني نحن جهة تنفيذية فقط وجاءتنا أوامر عليا بإنشاء الحديقة للمتنزهين وقد وصلت الأعمال الإنشائية إلى الأرصفة». ويضيف محمد العمري أنه حاول إيقاف العمل ولكن دون جدوى، مشيرا إلى حرمة تلك القبور ومؤكدا أن العمل بها بدأ منذ قرابة الشهر في المكان، مضيفا: «كنا ننتظر الحديقة وكان يخطر ببالنا أنها ستكون صغيرة لأن المقبرة أخذت جزءا كبيرا من الأرض، ويجب على الجهات المعنية النظر فيها لما قد يقع من ضرر على المقابر». وقال أمير الأنصاري إنه لو تم الانتهاء من تلك الحديقة سنرفع نحن أهالي الإسكان قضية نطالب فيها بحفظ حرمة الموتى وحرمة البناء فوق القبور، موضحا أنه في حال اكتمالها فإنها ستصبح مزبلة للحديقة ومكانا للعابثين وأصحاب الكتابة على الجدران، وقال: «كيف يهنأ بال المتنزه وهو بجانب المقبرة، فيما المقبرة قديمة أنشئت قبل أن ينشأ الإسكان نفسه». من جانبه، نفى رئيس المجلس البلدي بأمانة العاصمة المقدسة خالد أبو حفاش علمه بإنشاء تلك الحديقة، مؤكدا بأنه لا يرضى بأي حال من الأحوال إنشاء حديقة محيطة بالمقبرة ومشددا على حرمتها، متسائلا كيف تمت آلية الإنشاء قبل النظر في المكان؟، مشيرا إلى دور الأهالي بالإبلاغ سريعا وأن الجهة المختصة ستشكل لجنة للوقوف مع الأهالي على هذه الحديقة.