شرفني نادي أدبي الباحة بدعوته لي في مغرب الأحد الماضي لإحياء أمسية عن التغيير، وكان على رأسهم رئيس النادي الأستاذ الشاعر حسن الزهراني ومساعداه وأعضاء النادي رجالا وسيدات، وقد بدأت الأمسية بعد الصلاة والسلام على رسول الله. بأن كل فرد عليه أن يتغير بنفسه ولا ينتظر من الآخرين تغييره، فقد لمس ذلك أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم عندما نادى بتغييرهم من الكفر وعبادة الأوثان إلى عبادة الله وحده، وقد لمسوا الخير في ذلك، قال تعالى «إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم». تغييرنا نابع من دواخلنا والذات التي نحملها، التغيير نحن من نصنعه وليس هو من يصنعنا، ما رأيكم بوجهة نظري؟، ثم اسألوا أنفسكم هل هناك خطوات تساعدنا على التغيير؟. الجواب أولا: ثقوا بأنفسكم وبادروا، وكونوا صادقين معها ليصدق معكم الله وسوف تجدون الكثيرين ممن يقفون إلى جواركم ويساعدكم على ذلك لأنهم تغيروا، وقد توجد اعتقادات معينة لدى البعض لا ترغبهم ولا تحثهم على التغيير، لذلك تجدهم يستمرون بها طيلة حياتهم إلى درجة أنه لا يمكنهم إيجاد بدائل حتى لمجرد كسر الروتين في حياتهم، فأصبحو سجناء برمجتهم واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على التغيير. ولكن، هل تتغير الحياة من حولنا؟. نعم، فالحياة تتغير وأحوالنا تتغير، وفي كل يوم جديد يولد تزداد خبراتنا ونكتسب مهارات ونزداد تفتحا ورقيا ووعياً وإدراكا رغم وجود معوقات تعيق الشخص من أن يرتقي بذاته ومن حوله، ولكننا نحن من يوجد هذه المعوقات، ولا أحد يوجدها لنا، ومن هذه المعوقات التي تعيق مسيرتك نحو التغيير والوصول إلى أهدافك، أن تكون مسجونا خلف قضبان السلبية وعليك أن تتحرر وتمضي نحو الأفضل، وابدأ الآن أفضل من أن لا تبدأ أساسا واجعل إرادتك قوية ونفذ. ضع لنفسك مجموعة أهداف ووقتا معينا لتتمكن من تحقيق ما تريد، وها هو بائع الأحذية الأمريكي عندما سئم من بيعها قرر أن يكون شيئا ما في مجتمعه وألا يعيش ويموت بائعا للأحذية، وجد طريقه في علم الرياضيات فأخذ يستقطع من وقته ساعة يوميا ليدرس الرياضيات وكان له ما أراد وحقق مبتغاه وأصبح عالما في الرياضيات يشار له بالبنان، والعبرة دوما بالنهايات. لذلك كن صاحب أفق واسع ومتفتح المدارك وأضف كل يوم معلومة وانتظر النتائج، أعشق التغيير وأكسر الروتين اليومي القاتل الممل. ودائما ما تردني استشارات لرغبة البعض في التغيير ويكون السؤال الذي يطرح ذاته «ألحقيني دكتورة زوجي سيتزوج علي ماذا أفعل، دكتورة زوجي لا يتغير، ابني لا يريد أن يتغير، مديرتي كل من حولي لا يتغير؟». والإجابة بسيطة على كل هذه الأسئلة: كيف تريدين منهم أن يتغيروا وأنتِ في الأساس لم تتغيري؟. غيري قناعاتك السلبية للإيجابية، في معاملتك مع أبنائك ومع من حولك، جددي نشاط يومك بالقراءة والبحث عن الأفضل لينتشلك من واقعك العادي، ثم اسالي نفسك هذه الأسئلة ولتكن هذه رؤيتك للتغيير: أين أنا الآن؟ إلى ماذا أريد أن أصل؟ هل وصلت إلى ما أريد؟ وهناك الكثير من القصص التي ساعدتهم في التغيير وكان النجاح حليفا لهم ولي، وشكرا للجميع أن وجدوا منفذا لهم للتغيير. * مدرب ومستشار من المجلس العربي عضو هيئة الأممالمتحدة ومدرب معتمد لإزالة المشاعر السلبية