أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق النائب سعد الحريري ان الشعب اللبناني بكل فئاته يشهد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وللمملكة اهتمامها المتواصل في حماية استقرار لبنان والمنطقة ولن ينسى مواقفه مدى الحياة. وقال في حوار اجرته «عكاظ» ان اللبنانيين يقدرون الدور البارز الذي قامت به المملكة في جمع القادة والسياسيين اللبنانيين نهاية الثمانينات من القرن الماضي في الطائف، لإنهاء الحرب الأهلية وانجاز اتفاق الطائف الذي أصبح دستور لبنان وكرس المصالحة بين اللبنانيين المتخاصمين. وفي ما يلي وقائع الحوار: كيف تنظرون الى دور خادم الحرمين الشريفين في حماية استقرار لبنان؟ في الواقع ان الكل يشهد للمملكة اهتمامها المتواصل في حماية استقرار لبنان في وجه المخاطر التي تواجهها، ان كان من قبل العدو الإسرائيلي الذي يتربص شرا بلبنان وقام بالاعتداءات المستمرة على القرى والمدن اللبنانية واحتل أجزاء كبيرة من الأراضي خلال العقود الماضية ودمر العديد من البنى التحتية والخدماتية، او تمكينه من مواجهة تحديات الخلافات الداخلية والمشاكل التي عصفت بلبنان جراء الحرب الأهلية. وكان للمملكة الدور البارز في دعم لبنان في المحافل العربية والدولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وبلسمة جراح اللبنانيين. ويحفظ اللبنانيون بكثير من الامتنان الدور البارز الذي قامت به المملكة في جمع القادة والسياسيين اللبنانيين نهاية الثمانينات من القرن الماضي في الطائف، لإنهاء الحرب الأهلية وانجاز اتفاق الطائف الذي أصبح دستور لبنان وكرس المصالحة بين اللبنانيين المتخاصمين ووضع لبنان في مرحلة جديدة، كما قدمت الدعم السياسي والمادي لعملية إعادة الأعمار. ما هو رأيكم بموقف المملكة في منع تداعيات الأزمة السورية على الداخل اللبناني؟ المملكة تعي واقع لبنان بتركيبته السياسية والطائفية وحساسية علاقته بسوريا، جراء تداعيات جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وموقف النظام السوري السلبي من أطراف رئيسيين في الداخل اللبناني وتعاطيه النافر معه. ولذلك، ومنذ اندلاع الثورة الشعبية السورية قبل نحو عام ونصف تقريبا، حرصت المملكة في اتصالاتها مع العديد من الأطراف اللبنانيين والعرب والخارج على السعي للحفاظ على استقرار لبنان ومواجهة احتمال تمدد الأحداث المأساوية وارتكاب النظام السوري الدموية الى الداخل اللبناني، وسعت قدر المستطاع لمد يد المساعدة للاجئين السوريين وتمكين الدولة اللبنانية من القيام بواجباتها في توفير مقومات عيش هؤلاء وتخفيف معاناتهم. ما هو تعليقكم على مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ الاستقرار الدولي؟ لم يترك خادم الحرمين مناسبة الا وبادر للتحرك على كل المستويات ومن موقع المملكة العربي والدولي لتخفيف حدة الخلافات في المنطقة ولمنع تفاقمها، بالرغم من جنوح بعض الدول والجهات للهيمنة والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولأجل ذلك كانت دعوته للقمة الإسلامية الذي عقدت مؤخرا في مكة وجمع خلالها الدول الإسلامية بهدف توحيد الكلمة وقيام حوار إسلامي على أعلى المستويات لبحث ومناقشة القضايا والمواضيع الخلافية بين المسلمين، وكان لهذه المبادرة الوقع الطيب لدى هذه الدول وعاملا ايجابيا في تخفيف حدة التوترات والخلافات القائمة على الساحتين الإقليمية والإسلامية. ولا بد من الإشارة كذلك، للسعي الحثيث لدى خادم الحرمين الشريفين في القيام بالجهود والمشاركة الدائمة في كل الاجتماعات واللقاءات العربية والدولية لدعم الشعب السوري ومؤازرته لتحقيق أهدافه في التغيير وإقامة النظام الديموقراطي الذي يناضل بكل قواه للوصول إليها، إضافة الى التحركات المشهودة للملكة لدعم القضية الفلسطينية في مواجهة التعنت الإسرائيلي وتعطيل محاولات إحلال السلام، والقيام بكل ما يلزم لتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين وتقديم الدعم المادي للإخوة الفلسطينيين في نضالهم المشروع. واننا في مناسبة العيد الوطني للمملكة لا بد لنا من الإشارة الى النهضة الكبيرة والانجازات المميزة التي حققتها المملكة في المجالات التنموية والتعليمية والاقتصادية، والدور الريادي الذي بلغته المملكة جراء السياسة الحكيمة والرصينة المتبعة، ليس على الساحتين العربية والإقليمية فقط وانما في العالم كله وهذا بشهادة المجتمع العالمي، وهو ما يوجب علينا جميعا ان نتوجه بالتهنئة القلبية الخالصة لخادم الحرمين الشريفين وكل المسؤولين السعوديين والى الشعب السعودي الشقيق في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، آملين المزيد من التألق والتقدم والتطور على مختلف الصعد.