كشف ل«عكاظ» المدير التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية بمكةالمكرمة، الدكتور حسن بن سالم باخميس، أن الموقع الجديد للمدينة الطبية في طريق مكةجدة سيتم استلامه خلال ثلاثة أشهر، لينطلق العمل في صفر المقبل على مساحة 3 ملايين ونصف المليون متر مربع. وقال: إن مدينة الملك عبدالله الطبية تضم 700 عيادة تقدم خدمات علاجية لمرضى الدرجة الرابعة، وتستهدف برنامجا جديدا هو الخدمات العلاجية السياحية، خصوصا في مكةالمكرمة التي تنمو فيها السياحة الدينية للمرضى الأثرياء من المسلمين في العالم، مؤكدا أن المدينة تعمل وفق رؤية عالمية ستثبت المقدرة على تقديم الخدمات المميزة، مطالبا المنتقدين لعملهم بالصبر حتى عام 2030م حينها سيرون ما هي مدينة الملك عبدالله الطبية وخدماتها. وقلل الدكتور باخميس من خطورة الأخطاء الطبية التي يعتبرها البعض شماعة للانتقاص من الخدمات الصحية وقال: لسنا ملائكة.. نحن نعمل وربما نقع في أخطاء، في أمريكا ووفق إحصاءات رسمية تقع سنويا 198 ألف حالة وفاة بسبب الأخطاء الطبية، وفي عام 2011 مثلا وقع مليون وثلاثمائة ألف خطأ طبي، منها 113 ألف خطأ في عمليات جراحية خاطئة. وقدر حجم الإنفاق على مستشفى النور التخصصي خلال العامين الماضيين فقط ب800 مليون ريال، ما قاد لتطوير الخدمات الطبية في المستشفى، موضحا أن المدينة تتجه صوب السياحة العلاجية في خدماتها الطبية كواحدة من أهم الروافد المستقبلية، حيث ستصبح قلعة ومنارة للطب الحديث والتعليم، وأن تكون مثالا يحتذى به من تميز في كافة التخصصات الطبية ونشر ثقافة الجودة الشاملة في المجتمع وجذب السياحة العلاجية. وأوضح المدير التنفيذي أن المدينة وخلال (6) أشهر ماضية مقارنة بالعام الماضي قامت برفع العيادات إلى 700 عيادة وبلغ إجمالي المراجعين للعيادات الخارجية 70 ألف مراجع وعدد المرضى الجدد بلغ 26 ألف مريض محال من مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها وبلغ إجمالي عدد الأسرة 286 سريرا مع القدرة على تشغيل 418 سريرا ونسبة إشغال تختلف من موسم إلى موسم ومن شهر إلى شهر ومعدل الإشغال بلغ 79 في المائة وحالات التنويم بلغت 4405 حالات تنويم والحالات الحرجة 247 حالة وأيام الإقامة من 5000 إلى 24 ألف يوم، وشهدت المدينة إجراء 1349 عملية جراحية تخصصية من النوع الكبير كسرطان البنكرياس واستئصال الكبد ومرضى صحة القلب بلغ 20 عملية قلب مفتوح دون حدوث وفيات ولله الحمد، ودعم المسؤولين وتشجيعهم دفع إلى تحقيق هذه الإنجازات وسيتم قريبا افتتاح أكبر وأحدث مركز قلب في المملكة يضم أربعة معامل قسطرة وأربع غرف عمليات قلب و19 سرير عناية مركزة قلبية ونتوقع في شهر حج هذا العام أن يتم إجراء 900 عملية قسطرة و100 عملية جراحة قلب مفتوح، وهذه الأرقام تؤكد مدى الإمكانيات التي تحظى بها المدينة، ونحن لا ننظر إلى إجراء العملية لمجرد إجرائها لأنه باستطاعة أي طبيب جراح القيام بإجراء العمليات لكن نحن نهتم بمخرجات هذه العملية هل نحن نجري عمليات القلب المفتوح ونسبة الوفيات تتجاوز 20% بينما المعدلات العالمية توضح بأن أي مركز تجاوز نسبة الوفيات في عملياته 5% يقفل، حيث حرصنا بالمدينة على ذلك حيث لم تتجاوز نسبة الوفيات 2% فقط ولله الحمد وهذا يعتبر من أفضل الأرقام على مستوى المملكة ونسبة الاستشاريين من السعوديين بلغ 61% و99% منهم حاصلون على البورد الأمريكي والكندي والزمالات المختلفة. ومركز المخ والأعصاب شهد مراجعة 2631 مريضا و1588 إحالة في هذا الجانب ومركز طب الشبكية، حيث لم يكن هناك مركز متخصص سوى في مستشفى الملك خالد للعيون بالرياض، حيث تم تجهيز المركز بأحدث الأجهزة وبلغ عدد المراجعين 5 آلاف مراجع و170 عملية شبكية. وقال: هذه المدينة الطبية هدية خاصة من القيادة وهي من أكبر المدن الطبية بالمملكة بسعة سريرية 1500 سرير تأكيدا على حرص ولاة الأمر على راحة المواطنين والمقيمين في مكةالمكرمة، ونحن في مدينة الملك عبدالله الطبية نقدم خدمات تخصصية من الدرجة الثالثة والرابعة مثل جراحات القلب المتقدمة، وعلاجات الأورام بكافة أشكالها، وجراحات الكبد وزراعة الأعضاء ومركز الأبحاث الطبي كما نعمل على التوسع لتلبية الاحتياجات ولعل من أهم ما تحقق العام الماضي قي هذا الصدد كان ضم مركز الأورام بجدة لمدينة الملك عبدالله الطبية، مما مكننا من توفير العلاج الإشعاعي الذي لم يكن متوفرا سابقا، علاوة على الإضافة النوعية لخبرات الزملاء في المركز لمواردنا البشرية كما تم افتتاح مركز مرجعي متكامل لأمراض الجهاز الهضمي والكبد لخدمة كافة المرضى التابعين لوزارة الصحة ومن جميع مناطق المملكة. تشخيص الكبد الوبائي وأضاف: يعتبر هذا المركز الأول من نوعه على مستوى المملكة والشرق الأوسط من حيث البنية التحتية والتجهيزات التقنية الرقمية، وفي ضوء اهتمامنا بزيادة الخدمات المقدمة، فقد أنشأ مركز المناظير المتقدمة قسما متخصصا لتشخيص أمراض الكبد الوبائي، ما ساهم بشكل ملحوظ في تقليص أعداد الإحالات لخارج مكة لهذا الغرض، كما أنجز مركز صحة العين أيضا العديد من العمليات الجراحية المعقدة والمتطورة وذلك بتقدمها وقيادتها الحصرية في مجال عمليات زرع القرنية والشبكية التي تتوفر لأول مرة في مكةالمكرمة، وكذلك افتتح قسم صحة الرأس والعنق عيادة العلاج المناعي وعيادة اختبار الحساسية والتي هي الأولى من نوعها في مكةالمكرمة، وكان لافتتاح هذه الأقسام الجديدة الأثر الكبير في توفير الرعاية الطبية المتقدمة للمرضى في مكةالمكرمة بدلا من تحويلهم لخارج مكة، ومنذ افتتاحها تمكنت هذه الأقسام من إجراء أكثر من 50 عملية جراحية دقيقة باستخدام المناظير. وزاد: شمل هذا التوسع الأقسام التشخيصية والعلاجية مثل المختبر والأشعة والصيدلية، وحرصنا على توفير خدمات شاملة للمراجعين لتأمين جميع الفحوصات الأساسية، المتقدمة والمتخصصة التي قد يحتاجها المريض في مختبرات المدينة دون الحاجة لإرسالها للخارج وما يترتب على ذلك من تأخير للرعاية الطبية، وبحمد الله فقد انخفض عدد الفحوصات المحولة بشكل ملحوظ منذ بداية العام الحالي بعد أن تم توفير عدد كبير منها في مختبرات المدينة والعمل جار على تأسيس وتشغيل وحدة الوراثة الخلوية لنفس الغاية، كما تم افتتاح بنك الدم الخاص بالمدينة الطبية لتأمين كافة احتياجات المرضى من الدم ومشتقاته، وفي إطار التميز في الخدمة كان الحرص على إبرام اتفاقيات تعاون مع الخدمة المخبرية المرموقة عالميا مثل مختبرات مايو كلينيك حتى تكون متوفرة لمرضانا ومراجعينا في حالة الحاجة إليها دون تكليفهم أيه مشقة. واستطرد قائلا: تضم المدينة الطبية عددا من الأقسام التي تم الانتهاء من تجهيزها وبدأ العمل بها مثل مركز الأورام ويعتبر أول مركز تم افتتاحه في المدينة الطبية، ويضم خمسة أقسام هي: أورام البالغين، العلاج الكيميائي، أمراض الدم السرطانية، العلاج التلطيفي والرعاية المنزلية والمتابعه الهاتفية وانتهاء بقسم العلاج الإشعاعي، الذي يعتبر جزءا مهما في علاج الكثير من الأمراض وخصوصا الأورام. تجهيز 9 عيادات خارجية وقال: لتسهيل سبل الراحة لمرضى السرطان تم تجهيز 9 عيادات خارجية بأحدث الأجهزة بالإضافة إلى عيادة فحص العلامات الحيوية للمريض وصيدلية خاصة بعيادة مرضى السرطان وقاعة انتظار مجهزة بكل وسائل الراحة للمراجعين، ولتسهيل قدوم المرضى وتجنب الانتظار الطويل يقوم كادر العيادات الخارجية بتذكير المرضى هاتفيا بمواعيدهم والاستفسار عنهم في حال عدم تمكنهم من حضور العيادة، وقد تم مؤخرا ضم مركز الأورام بجدة للمدينة في تأكيد من الوزارة على ثقتها بإدارة المدينة كما يوجد قسم العلاج الإشعاعي لأهميته في علاج الكثير من الأمراض وخصوصا الأورام سواء كانت أوراما حميدة أو سرطانية حيث يستخدم في 50%-60% من حالات الأورام، ويعتبر من أكثر التخصصات المبنية على التقنية الحديثة والمتطورة، ونتطلع في قسم العلاج الإشعاعي بمدينة الملك عبدالله الطبية لتقديم أفضل وأحدث الطرق والأساليب العلاجية لمرضى الأورام في مكة والمناطق المحيطة بها لندرة وجود مركز شامل لقسم العلاج الإشعاعي وصعوبة تشغيل مثل هذه الأقسام، ويشمل قسم العلاج الإشعاعي وحدة التخطيط، وحدة الفيزياء وهي متخصصة لعمل الخطة العلاجية وحساب الجرعات المناسبة للمريض، وحدات العلاج الإشعاعي الخارجي وتحتوي على أجهزة حديثة ومتطور ومن ضمنها TBA التي عن طريقها يتم تجهيز المريض لعملية زراعة نخاع العظم ووحدة العلاج عن قرب ووحدة علاج أورام الدماغ المتخصصة، حيث ستكون هناك 6 وحدات للعلاج الإشعاعي متطورة، وحدة الأشعة التشخيصية خاصة بالقسم مزودة بأحدث الأجهزة، وكذلك وحدة عمليات مصغرة لعلاج بعض الحالات الخاصة، بالإضافة إلى الكوادر الطبية المؤهلة والمتخصصة، فيما سيخصص قسم خاص لمتابعة المرضى وتعليمهم بأساليب وطرق العلاج الإشعاعي والآثار الجانبية المتوقع حدوثها ويقوم القسم بتقديم خدمات إضافية للمرضى بعد دراسة احتياجاتهم المالية والنفسية وتقديم المساعدة حسب الاحتياج وذلك في سبيل رفع مستوى الخدمات الطبية للمرضى. مركز صحة القلب وقال: يوجد في المدينة المركز المتميز لصحة القلب وبه فريق متخصص من الاستشاريين والجراحين ذوي التدريب النادر والمعتمد في كبرى مراكز القلب بامريكا واوروبا، بمساندة طاقم تمريضي من ذوي التدريب والمهارات في تمريض القلب، إضافة لمركز صحة العين ويعتبر من أكثر المراكز ازدحاما حيث يصل عدد مراجعي العيادات الخارجية الى 1000 مراجع شهريا كما يزيد عدد العمليات الجراحية عن 500 عملية في الشهر ويقدم مركز صحة العين خدمة علاج أمراض العيون في التخصصات الدقيقة، مثل جراحات الشبكية والقرنية وعلاج المياه الزرقاء وغيرها. مركز المناظير المتقدمة وأضاف: يوجد مركز المناظير المتقدمة وتم اختيار موقعه بعناية فائقة ليكون بالقرب من قسم الطوارئ وقسم الأشعة وغرف العمليات الجراحية، ويعتبر هذا المركز الأول من نوعه على مستوى المملكة والشرق الأوسط من حيث البنية التحتية وتجهيزه بأحدث التقنيات الرقمية وأنظمة التعليق السقفية وتطبيق أحدث الوسائل العالمية للحصول على أعلى درجات التعقيم داخل غرف العمليات عن طريق تغطية جميع الجدران الداخلية لغرف العمليات بمادة الفولاذ المقاومة للصدأ stainless steel ونقوم حاليا بإجراء عمليات التنظير التشخيصية والعلاجية مثل عمليات التنظير للقنوات المرارية التشخيصية والعلاجية، وأجرينا أكثر من مئة وعشرين حالة منظار علاجي من هذا النوع وكذلك عمليات التنظير بالأشعة فوق الصوتية التشخيصية والعلاجية، ولهذا المركز الوحيد في المنطقة الغربية على مستوى وزارة الصحة أهمية كبيره في تشخيص الأورام وعمليات التنظير التشخيصية والعلاجية للجهاز الهضمي العلوي والسفلي والأمعاء الدقيقة. وحول قياس مدى جودة العمل قال: حققنا الكثير من المنجزات الطبية المتميزة في مجال جراحة الأورام، ففي إنجاز طبي فريد من نوعه تمكن فريق طبي استشاري سعودي في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة من إزالة ورم كبير وزنه (7) كيلو وحجمه 30 سم 25 سم من الكبد ويمتد حتى منطقة الحوض لمريضة، في الخمسينات من عمرها، وتكللت العملية التي استغرقت سبع ساعات بالنجاح دون أية مضاعفات، وتعتبر هده الحالة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والأربعين على مستوى العالم وسوف يتم نشرها في المجلات الطبية، كما كان واحدا من أكثر الإنجازات المتميزة لقسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق استئصال ورم جزئي من منطقة العنق لسيدة في الخمسينات من عمرها، وقام الفريق الطبي بإتمام جراحة ترميمية للرأس والعنق استغرقت أكثر من 12 ساعة تكللت بالنجاح، حيث كرس فريق جراحة الأنف والأذن والحنجرة جهوده لتمكين المريضة من التعافي بشكل كامل، كما تمكن فريق الجراحة من زراعة جهاز صوتي مصنوع من السليكون لمريض سعودي في الخمسين من العمر تم استئصال حنجرته كاملة بسبب الإصابة بالسرطان، وتمكن فريق طبي استشاري سعودي في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة من إزالة ورم كبير (وزنه 12 كيلو) من منطقة الحوض لسيدة في الثلاثينات من عمرها واستغرقت العملية خمس ساعات ونجحت على الرغم من خطورتها وقرب الورم من متجمع الأعصاب، كما تمكن فريق طبي استشاري سعودي في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة من إزالة ورم لطفل سعودي يبلغ من العمر سنتين وكان يعاني من ورم لمفاوي كبير بالجهة اليمنى من الرقبة كان يعيقه عن حركة رأسه بالإضافة إلى الضغط على مجرى التنفس، وفي نفس السياق تم إجراء جراحة فريدة لشاب سعودي يبلغ من العمر 24 سنة كان يعاني لعدة سنوات من تشوهات شديدة بالوجه وتضخم باللسان مع فقدان للأسنان وقد راجع العديد من المستشفيات بحثا عن حل لمشكلته التي أثرت عليه نفسيا واجتماعيا حيث كان طوال الوقت يغطي الجزء الأسفل من الوجه. 1000 موظف في المدينة الطبية وحول الكادر البشري للمدينة قال: يزيد العدد الكلي لموظفي المدينة الطبية على 1000 موظف في التخصصات الطبية والإكلينيكية والهندسية والفنية والإدارية والحرفية ومجموعات الخدمات المساندة، ولأن المورد البشري عنصر أساسي في أي تخطيط استراتيجي لتطوير المدينة وخدماتها تتولى إدارة الشؤون الأكاديمية والتدريب ومركز التعلم وتوفير البرامج التعليمية والتدريبية المتقدمة في تخصصات الرعاية الصحية للارتقاء بالمعايير القيادية والمهنية. وأكد المدير التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية أن دعم خادم الحرمين الشريفين للخدمات الصحية يضع المسؤولين في الوزارة تحت ضغط كبير للانتهاء من المشاريع التي خصصت لها، في إشارة للمبلغ الذي دعم به الملك الخدمات الصحية المستقبلية، والتي كان لمدينة الملك عبدالله حصة منها. وأضاف أن مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية بالمنطقة الغربية سيتيح تقديم خدمات طبية عالية ودعم التشغيل الطبي وغير الطبي بأفضل الكفاءات، كما سيكون الموقع إضافة ممتازة للتوسعات المستقبلية للمدينة الطبية. وأضاف أن العاملين في مدينة الملك عبدالله الطبية ومنذ توقيع العقد مع الشركة المنفذة بدأوا في عقد عدد من الاجتماعات وإنهاء المخططات في وقت قياسي بتوجيهات من وزير الصحة. وبين باخميس أن مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية بالشميسي رغم ضخامته إلا أن المخططات التنفيذية انتهت في وقتها المحدد وبخاصة أن فريق العمل بدأ في العمل بشكل شبه يومي، مضيفا أن المشروع انتهى من جميع مراحله والتي شملت دراسات الجدوى واختيار الموقع والدراسات الأولية كما تم وضع التصميمات الأولية للمشروع، ويتم الآن العمل وفق الجدول الزمني للمشروع في تصميماته التفصيلية والمخطط العام، ويسابق فريق العمل الزمن للانتهاء من المشروع في الوقت المحدد، مشيرا إلى أن الفكر التخطيطي للمشروع اعتمد على فكر الاستدامة وهو فكر له جذور عميقة في الحضارة الإسلامية فتوفير الطاقة واستخدام المواد المتوافقة بيئيا والاتزان مع النظام الايكولوجي هو من أهم سمات العمارة التقليدية إبان الحضارة الإسلامية. وزاد أن فكر الاستدامة الآن مقنن وله نظريات وأساليب حديثة ومبتكرة، لافتا إلى أن فكرة المشروع جاءت لتحقق التوازن الحذر بين إمكانات الحداثة الهائلة والقيم التراثية الثابتة التي لا تسقط بمرور الزمن. وقال إن العملية الاستشفائية لها شقان، أحدهما مادي والآخر معنوي واستوعب تصميم المدينة الطبية بمكةالمكرمة هذين الشقين، الشق المادي تم التعامل معه من خلال توفير أحدث الأساليب العلاجية المتطورة والتجهيزات الطبية الحديثة، والشق المعنوي تعامل معه المصمم عن طريق توفير بيئة علاجية تجلب الراحة والسكينة من خلال تشكيل منظومة فراغية تتكامل مع النظام البيئي المحيط وتحقق التكامل ما بين المباني والفراغات البينية والداخلية، مع إدراك أهمية المياه والنباتات الخضراء والأفنية الداخلية التي كانت من أهم ملامح المستشفيات التقليدية والتي كانت تعرف بالبيمارستان ومشروع مدينة الملك عبدالله الطبية يعيد إنتاج هذه المنظومة الفراغية بتقنيات وأساليب القرن الحادي والعشرين.
