تجاوزت إنسانية رجال الأمن في ساحات المسجد الحرام أطر المهام الأمنية لتقف عند أبعاد اللمسات الإنسانية النبيلة في إسهام فريد بمساعدة المحتاجين من النساء والأطفال وكبار السن والحرص على مد يد العون لهم في أوساط الكثافات البشرية العالية. وظل رجال الأمن طوال ثلاثين يوما مضت في شهر التراحم والتعاطف يجسدون أروع الصور في هذا الجانب المضيئ من الحياة حيث قدموا خدمات جليلة لكافة المعتمرين والمصلين وتسهيلات حركة التنقل من وإلى المسجد الحرام في تعامل إنساني راق رفيع. ولم يكن يوم العيد بمنأى عن تكامل تلك الصور الفريدة إذ انتشل أفراد من الطوارئ الخاصة أمس طفلا من بين زحام المصلين بعد أن فقد والديه في ساحات المسجد الحرام وهو يبكي بشدة وخوف بعد أن تاه في وسط الحشود البشرية المهولة وقت خروج المصلين من صلاة العيد والذي كان أقرب للهلاك دهسا تحت أقدام المارة لكن أيادي رجال الأمن كانت قريبة منه في لحظة فاصلة بين الموت والحياة.