إن يوم المهنة كمدفع بلا قذائف وهدف خامل بلا هدف لا بل كمطعم بخيل لا يطعم وإن بحبحها قليلا وفتح يديه يطعمك إلا وجبة التسويق التي لوعت كبد وأمعاء ومريء الباحثين عن العمل. حتى أصبح هذا اليوم يوم الإحن على أولئك المتسمرين في كوشكات العرض بلا زبائن فأصبح البائع هو نفسه المشتري والمسوق هو المسوق له وليس المهن، ومن أتى ندم على ما أعطى لهذا اليوم من الوقت والتكلف بالمجيء بلا فائدة مرجوة إلا حمل بروشور. فلا يوجد حوافز ولا أبواب لطالب المهنة بل نوافذ بلا منافذ، تأتي به من عتمة البطالة وإليها. فالمسوق الذي يعي قدر هذا اليوم وأهميته لرفع اقتصاد الوطن والمواطن. يعكف جاهدا على تنويع منتجه وتطويره وطريقة عرضه بشكل واضح وصريح وملئه بالحوافز والهدايا المهنية من الوظائف الشاغرة، احتفالا بإنجاح ونجاح هذا اليوم المهم لبناء الدول. لأن زبون يوم المهنة ليس كأي زبون بل هو باحث وطالب للمهنة ولا يريد الدعايا والعرض. فلن يسد رمق الزائر والباحث عن العمل بروشور بل يزيد جوعه جوعا يسيل له اللعاب بوظائف وهمية لا ولن تكون في متناول يديه وليس له حظ ونصيب فيها بل هي للعرض وتلميع الواجهات على حساب كسر نفوس المحتاجين من الباحثين عن العمل. أمل مغربي (جدة)