بعد مضي عامين على انهيار أجزاء من منزل شحاتة الأثري تسبب حريق صباح أمس، في انهيار بقية الأجزاء القائمة والتي لم تصمد طويلا، لتتهاوى أمام أعين سكان جدة القديمة رغم محاولات فرق الدفاع المدني لإخماد النيران، إلا أنها لم تفلح ليسقط المنزل والذي يزيد عمره على 100 عام. ويبحث فريق تحقيق متخصص من إدارة الدفاع المدني في جدة عن خبايا حريق منزل شحاتة الأثري والمصنف من ضمن المباني الأثرية التاريخية في المحافظة. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد بن سرحان وقوع الحريق، مبينا أنه: «تبلغت غرفة عمليات الدفاع المدني بنشوب حريق في المنطقة التاريخية تم على إثرها تحريك خمس فرق إطفاء وفرقتي إنقاذ بالإضافة إلى سيارة السنوركل والسلالم وسبعة وايتات مساندة ومدنية كانت في منطقة المساندة للطوارئ، وبعد وصول الفرق اتضح أن الحريق في مبنى تاريخي مكون من خمسة أدوار، حيث انتشر اللهب في أجزاء كبيرة من الأدوار، وباشرت الفرق الحادث وتم إخماده ومحاصرته في المبنى وعدم انتقاله إلى المباني المجاورة». وأشار إلى أن فرق الإطفاء ناضلت كثيرا في مكافحة النيران، خاصة في ظل المخاطر من دخول الفرق إلى المنزل كونه مهددا بالسقوط ومخاطر تشبع أرضيته وأسقفه بالمياه، لذا اعتمدت الفرق على استخدام تقنية الإغراق المحددة بالمناطق التي طالتها النيران أو المهددة بوصول النيران إليها مع الحرص على عدم زيادة كمية المياه على المبنى، الذي انهار بعد دقائق من نشوب الحريق. وباشر عمليات التحقيق قسم التحقيقات في الدفاع المدني، للبحث عن أسباب حريق المبنى الذي تعرض منذ عامين لضرر بفعل مياه الأمطار، مما تسبب في انهيار أجزاء منه، غير أن الحريق أتى على بقية المبنى الذي كان مهجورا ولا توجد به كهرباء بعد فصلها منذ عامين. وشدد مدير عام السياحة والثقافة بأمانة جدة ومدير بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار على ضرورة المحافظة على منازل جدة الأثرية، مضيفا: «نحاول الحفاظ على نسق ومباني المنطقة التاريخية والاهتمام بها ومنع أية عمليات إزالة أو أحداث». وأشار إلى أن هناك قرارا بفصل التيار الكهربائي عن كافة المنازل المهجورة في المنطقة التاريخية وذلك بهدف منع استغلالها من قبل ضعاف النفوس ولمنع اشتعال النيران بسبب حوادث الالتماس الكهربائي. وأضاف أن المنازل الأثرية تم إلغاء التصنيف السابق الذي قسمها إلى ثلاثة أقسام وفق تقسيم ماثيو لتصبح جميعا في فئة واحدة وهي كونها مباني أثرية تاريخية. مصادر ل «عكاظ» أكدت أن المنطقة فقدت منذ أعوام وحتى الساعة ما يقارب 202 مسكن أثري وتاريخي، إما بالفقد الجزئي أو الفقد الكلي عن طريق الانهيار أو الحرق الكامل.