(1) (عواد) : موظف حكومي، يحب التنقل والزيارات الميدانية في اليوم الواحد، يزور أكثر من دائرة حكومية وأهلية. يعرف أغلب موظفيها. في بعض الأحيان يتصرف وكأنه من أهل الدار، كأن يجلب بعض الشاي من غرفة التخديم لموظفي الإدارة التي يقوم بزيارتها. بعض الذين يعرفونه، يقولون عنه: إنه بلا عمل! والصحيح أنه على رأس العمل، ويقبض راتبه في أواخر كل شهر هجري!.. رجل طليق اللسان، يحفظ الكثير من النكات والنكات المثيرة على وجه التحديد، ويتفنن في روايتها. ويقوم بتقليد بعض الأصوات، أصوات الطيور والبشر.. وحتى الريح والمطر. يجيد تحوير كلمات بعض القصائد الشعبية المشهورة، وإلقائها بلهجات هندية ومصرية بشكل كاريكاتوري! ذات صباح، قال (عواد) عن زياراته تلك: إنها تدخل في صميم عمله كموظف علاقات عامة !. (2) (عواد): يلبس لكل حالة لبوسها. يفتخر بأنه يجلس مع الجميع، مع الشيوخ والشباب والمراهقين. يسمع منهم، ويروي لهم الحكايات التي تناسب كل عمر ومزاج! يخوض في كل شيء. يفهم كل شيء. يفهم في الفلك، وعلم الأنساب، والزراعة، ونظام العمل والعمال، وحتى في الطب البديل!. يقول : في اليوم الذي لا أتكلم فيه أمرض!. ويضحك قائلا: بطاريتي تشحن في الليل وتفضى في آخر النهار!. (3) دائما، هناك من يقول له: ما عندك جديد يا أبا شيخة.. كل النكات التي عندك سمعناها!. يبتسم، ثم يقول: لا ما سمعتوا هذي .. فيقول قائل: طيب قلها لنا.. (4) في إحدى زياراته العديدة ل (وضاح)، وهو موظف حكومي آخر، دائم التواجد في مكتبه.. قال (عواد) وهو يرتشف كأسة الشاي: ممكن أسألك يا وضاح ؟ تفضل.. ماذا تعمل ؟ شوفة عينك . لا .. أقصد بعد نهاية عملك ؟ ثم رد (وضاح)، وكأنه يريد قفل الموضوع: لا شيء. فقط أجلس في البيت، وانتظر شروق شمس صباح اليوم التالي، لأعمل بهمة ونشاط. لا شك في أن عندك وقت فراغ ؟! لا أشعر بالفراغ يا أبا شيخة. ثم قال : طلع سجل تجاري باسم أمك.. الواحد منا وأنا أخوك لابد أن يبحث عن عمل ثان .. (يطقطق) في دكان صغير .. في مزرعة. قال وضاح باقتضاب: الحال مستورة ولله الحمد. رد (عواد): زيادة الخير خيرين يالغالي. باكر العيال يكبرون ويحتاجون إلى مصاريف. قال (وضاح): لا أعرف في أمور الزراعة والبيع.. لا أجيد إلا... قاطعه عواد قائلا: أنا الآن أعمل وأقبض فوق خمسة عشر ألف ريال.. بالإضافة إلى دخل مشغل خياطة وصالون حلاقة وملحمة.. وعندي عقار... و ... [email protected]