واضح أن إيران تستخدم الدين لتحقيق مصالحها السياسية والقومية، وتستخدم لذلك المال والإعلام لتشييع بعض العرب كما في بعض الحالات في سوريا وغيرها، وتعمل كذلك على بث التفرقة بين العرب (شيعة وسنة)، مع اعتبارها للعرب الشيعة درجة ثانية بعد الإيرانيين الشيعة، كما جاء في كتاب (يا شيعة العالم استيقظوا) للإمام الشيعي الدكتور موسى الموسوي، العضو سابقا في البرلمان الإيراني وصاحب كتاب (الشيعة والتصحيح) المشهور. مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن الإيرانيين أدخلوا الكثير من الإضافات الفارسية والزرادشتية على مذهبهم الشيعي، الأمر الذي يدعو لتصحيح الشيعة العربية الأصل من ذلك. وقد أشار لبعض هذه الإضافات، كولاية الفقيه، الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، في مقابلة معه نشرت في جريدة الرياض (الاثنين 14/3/1433ه 6/2/2012م). لقد عبر الشيعة الإيرانيون (الفرس) عن حقدهم على العرب بشتى الوسائل ومنها اعتقادهم بأن الإمام الغائب (المنتظر) بعد أن يخرج سيقتل تسعة أعشار العرب، لكنهم لم يوضحوا، حسب اعتقادهم، من يمثل العشر الباقي !. لا جرم أن معتقدهم هذا يعبر عن كرههم التاريخي للعرب، بسبب الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس، وانتصار العرب عليهم في معركة القادسية، هذا رغم ادعائهم بمحبة آل البيت، والتناقض هنا في محبتهم لآل البيت مع كرههم للعرب في آن، مع أن آل البيت هم عرب، وكثيرون من الشيعة اليوم هم عرب أيضا. وما لعن الإيرانيين للعرب السنة إلا تعبير عن كرههم للعرب، مستخدمين في ذلك التقية. المصالح السياسية، لا الدينية، تدفع بإيران لتحقيقها بمختلف الأساليب، ويكمن في هذا سر وقوف إيران بثقلها مع النظام السوري ضد المتظاهرين السوريين، ومثل ذلك الصفويون من قبلهم. يستخدم قادة إيران وملاليها المذهب كوسيلة لخدمة أهدافهم في البلاد العربية وغيرها. وقد أكد ذلك الشيخ الطفيلي في المقابلة آنفة الذكر، بقوله: إن إيران، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، دعمت أرمينيا ضد أذربيجان، التي معظم سكانها من الشيعة، وبسؤاله وقتئذٍ لوزير خارجية إيران عن الموضوع، كما ذكر في المقابلة، حدثه الوزير عن شؤون ومصالح سياسية. كما قال الشيخ الطفيلي في المقابلة المذكورة أعلاه إن إيران في الحقيقة لا تهتم بمصالح الشيعة، خصوصا في الخليج، وأنها «من خلال تحريك الشارع الشيعي في الخليج أضرت بالشيعة»، وقال: «إيران لا تهتم بالشيعة فنحن وقود دفعوا ثمننا»، وأضاف: «إن السياسة الإيرانية ستلحق بالشيعة بشكل خاص خطرا عظيما وضررا كبيرا وعلى إيران أن تعيد النظر في كل سياساتها، فعلى إيران أن توحد المسلمين والشعوب لا أن تفرقها وتمزقها».. حكومة إيران اليوم غير ما يدعي قادتها وملاليها أنها دينية، فثورة 1979م استغلت لإعادة مجد وقوة الدولة الصفوية (1494م 1773م)، التي أسسها إسماعيل الصفوي وحول بالقوة والإكراه الكثير من السنة، وهي الأغلبية عندئذ، للمذهب الشيعي الإثني عشري، وشرد آخرين منهم، وعلى خطى الصفويين بدأ الخميني بتصدير الثورة، ولذا يمكن القول إن الدين اليوم في إيران، صفويا: فارسي وذو نزعة قومية وعنصرية.. والله أعلم.