اختلف طلاب التوجيهي في الثانويات العامة حول آلية الابتعاث الخارجي، لكنهم اتفقوا على أن اختبارات القدرات والتحصيلي أصبحت تشكل الهاجس الأكبر لديهم من القبول في الجامعات والكليات، بل ومن الوظيفة أيضا. «عكاظ» زارت إحدى أكبر الثانويات في محافظة الطائف، والتقت عددا من الطلاب، وحاورتهم حول ما يشغلهم بعد التخرج والبطالة والابتعاث، حيث يرى الطالب خالد محسن الزهراني أن اختبار التحصيلي أصبح أكبر هاجس في الفترة الحالية، لأنه لمرة واحدة في جميع المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة الإنجليزية، مما يشكل صعوبة بالغة عليهم، وفيما يفكر خالد بالابتعاث، يرى أن عدم إتقانه للغة الإنجليزية يمثل العائق الوحيد الذي يتمنى تجاوزه من خلال التحاقه بأحد المعاهد في الفترة المقبلة. نسبة الشهادة الثانوية والتي لا تشكل أكثر من 30%، لم تعد تشغل الطالب أحمد إبراهيم البعداني بقدر ما تشغله اختبارات القدرات والتحصيلي «لقد كثرت علينا الاختبارات، ونتمنى حصرها، والتقليل منها» لافتا إلى أن أهم ما في الابتعاث هو اختيار الصحبة الطيبة، وأن الحصول على شهادات من جامعات خارجية يساعد أكثر في الحصول على وظائف ممتازة. ولا يختلف مهند مصلح الحارثي كثيرا عن زميليه خالد وأحمد من حيث اختبارات القدرات والتحصيلي، ويزيد على ذلك «أن وجود أكثر من فرصة في اختبار القدرات يجعل الأمر سهل علينا بعكس التحصيلي» لكنه لا يؤيد الابتعاث نظرا لما يسمعه من مشاكل كثيرة تقع للطلاب المبتعثين في الخارج، إضافة إلى أن لدى المملكة فرصا تعليمية كثيرة. ويتفق معه في هذا الاتجاه رأي الطالب حسين حسن حربان الذي لا يؤيد الابتعاث الخارجي أيضا، مستندا في ذلك على تجربة ابتعاث فاشلة لعمه الذي ذهب في بعثة بعد المرحلة الثانوية ولكنه لم يتوفق هناك. وعلى النقيض من الآراء السابقة، يؤيد الطالب ماجد محمد السواط الابتعاث الخارجي ولكن ليس بعد المرحلة الثانوية لأنه يعتقد بأن نتائجه ستكون أفضل بعد التخرج في الجامعة أو الكلية، فضلا عن أن السن سيكون مناسبا، مؤيدا رأي من سبقوه في أن اختبار التحصيلي بات الأصعب والأكثر هاجسا لهم في المرحلة الثانوية.