أفاقت سورية أمس بعد اعتذارها من حماة عن مجزرة عام 1982 على مذبحة جديدة وحمام دم مخيف، أودى بحياة أكثر من 300 شخص إثر قصف الجيش لمدينة حمص حسبما أفاد ناشطون. وشيع سكان الخالدية ضحايا المجزرة بمشاركة واسعة من أهالي المدينة، فيما تضامن السوريون في المدن الأخرى مع ضحايا المجزرة وسط مطالبات بإضراب عام في البلاد.وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في تصريح صحافي من حي الخالدية في حمص «توقف القصف منذ الصباح الباكر، وخرج الناس لرفع الأنقاض والبحث عن القتلى والجرحى والمفقودين، وهناك حوالى300 شهيد سيجري تشييعهم بعد قليل إلى حديقة الحرية في حمص». سياسيا، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشروع القرار حول سورية الذي يدعمه الغربيون «لا يناسب إطلاقا» روسيا، مؤكدا أن عرضه على مجلس الأمن الدولي سيؤدي إلى «فضيحة». وقال لافروف في مقابلة مع تلفزيون روسيا، ردا على سؤال عن التصويت على مشروع قرار بشأن الوضع في سورية إن «المشروع لا يناسبنا إطلاقا». وأوضح هذا المسؤول أن المحادثات التي ستجري على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ ستعقد قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك للتصويت على مشروع قرار يدين القمع العنيف في سورية، كما ذكر دبلوماسي. وأضاف «بإمكاننا التأكيد أن سورية والمشاورات في الأممالمتحدة ستكون بين عدد من القضايا التي ستطرح» خلال اللقاء.وفي الصيغة الجديدة لمشروع القرار، لا يطلب مجلس الأمن صراحة تنحي الرئيس بشار الأسد، ولا يشير إلى أي حظر على الأسلحة أو عقوبات جديدة على سورية، لكنه «يدعم في شكل كامل قرار الجامعة العربية الصادر في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي بتسهيل عملية انتقال سياسي يتولاها السوريون أنفسهم». إلى ذلك، أعلنت مصادر روسية أن وزير الخارجية الروسي ورئيس المخابرات الخارجية سوف يسافران إلى سورية في 7 فبراير من أجل بحث الأزمة مع بشار، وأعلن رئيس الجمهورية التونسية منصف المرزوقي أن بلاده قررت طرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق. وقال بيان لرئاسة الجمهورية على صفحتها على الفيسبوك «تعلن تونس عن الشروع في الإجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق». وأضاف «تونس تعبر عن تضامنها الكامل مع الأشقاء في سورية معتقدة أن هذه المأساة لن تعرف طريقها إلى الحل إلا بتنحي نظام بشار الأسد عن الحكم في دمشق، وفسح المجال لانتقال ديمقراطي للسلطة يحقق للشعب السوري الشقيق الأمن على أرواح وممتلكات بناته وأبنائه».