لا تقتصر خطورة الطريق الدولي، الرابط ما بين محافظتي رجال ألمع وجازان على ضيق المسارات والمنعطفات الحادة، بل تتجاوز ذلك إلى كثرة المواشي السائبة التي تعبر الطريق، خاصة خلال الليل، ما يتسبب في حوادث مرورية مأساوية يذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم. وبشكل يومي، يشهد الطريق الدولي حوادث مرورية تستدعي التدخل الجاد من قبل الجهات المعنية من خلال تسوير الطريق، وفرض عقوبات رادعة على أصحاب المواشي السائبة. عبد الله إبراهيم الألمعي يقول «تنتشر المواشي السائبة على جانبي الطريق الدولي، وتحاول في الكثير من الأحيان عبور الطريق للرعي في الجهة المقابلة، ما يؤدي إلى وقوع حوادث مأساوية يوميا». وأضاف: الطريق بحاجة ماسة إلى تنفيذ مشروع لتوسعة مساراته بشكل يتناسب مع كثافة الحركة المرورية، خاصة في إجازات الصيف والعيدين، ما سيساهم في الحد من الحوادث المأساوية ويخفض نسبة الوفيات والمصابين، واصفا الطريق بالخطير جدا بسبب منعطفاته العديدة التي تفاجئ السائقين، خاصة في الفترة المسائية. وطالب أحمد علي عسيري الجهات المعنية بالعمل على تسوير الطريق من بدايته حتى نهايته، وإنشاء مراكز للإسعاف على جانبيه للتدخل السريع لإنقاذ مصابي الحوادث المرورية، لا سيما أنه في بعض الأحيان لا يجد المصابين من يتدخل لإسعافهم في الوقت المناسب. واعتبر المواشي السائبة من أخطر ما يواجه السائقين خلال عبورهم الطريق الدولي، كونها تعبر الطريق في الظلام الدامس. وأشار إلى إمكانية الحد من انتشار هذه المواشي السائبة على جانبي الطريق من خلال فرض عقوبات مالية رادعة على أصحابها. محمد إقبال (باكستاني الجنسية سائق ناقلة للوقود) يقول «أعبر الطريق الدولي بشكل يومي بحكم عملي ودائما ما تعترضني الإبل والأبقار السائبة، خاصة في ساعات الصباح الأولى وفي الليل، الأمر الذي يجعل السفر عبر هذا الطريق مجازفة بحد ذاتها، لتسبب المواشي السائبة في العديد من الحوادث المرورية القاتلة. وأضاف يحتاج المسافرون عبر الطريق الدولي إلى القيادة بحذر وبسرعات منخفضة لتلافي الاصطدام بالمواشي السائبة وتجنبا للحوادث المرورية. واستغرب مفرح محمد يحيى تسوير الطريق حتى هذا الوقت، رغم الحوادث المأساوية التي يشهدها يوميا بسبب المواشي السائبة، مطالبا الجهات المعنية بوضع الحلول المناسبة لهذه الإشكالية، خاصة أنها تسببت في إزهاق العديد من الأرواح البريئة، من خلال العمل على تسوير الطريق وتوسعة مساراته وتعديل منعطفاته الخطرة. ويرى محمد يحيى القيسي أن حل مشكلة المواشي السائبة يكمن في تنفيذ مشروع لإنارة الطريق وإنشاء سياجات واقية تمنع المواشي من عبوره. من جانبه، أوضح مدير خدمات البلدية في محافظة رجال ألمع عبده بكري، أنه سبق مخاطبة مركز الحبيل التابع لمحافظة رجال ألمع بهذا الخصوص، مشيرا إلى اقتراح البلدية إنشاء حظائر في بلدة الحبيل لحجز المواشي والحيوانات السائبة، مشددا على دعم وتواجد الجهات الأمنية في حال تسليم هذه الحيوانات لمالكيها. وطالب الجهات ذات العلاقه والمواطنين بالتعاون مع البلدية للحد من انتشار هذه المواشي السائبة على جانبي الطريق الدولي.