برعاية محافظ الطائف.. انطلاق فعاليات مهرجان الورد الطائفي «قطاف 19»    عباس يحذر من التهجير: وضع غزة مؤسف    روسيا وأوكرانيا تتبادلان إسقاط المسيرات    «الخارجية»: المملكة تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوترات العسكرية شمال دارفور    قلق في مجلس الأمن من هجوم وشيك على الفاشر    الجائزة العالمية للرواية العربية تذهب ل"قناع بلون السماء"    سمو أمير منطقة الباحة يستقبل مدير عام فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالمنطقة ويتسلم تقرير عن الحالة المطرية    الوسطية والاعتدال أبرز قضايا مؤتمر "تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي"    الاتحاد ضد الهلال.. تاريخية "الزعيم" تهدد عنفوان "العميد"    الإجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي لرؤية ٢٠٣٠    مطار الملك خالد الدولي يستقبل أولى رحلات خطوط شرق الصين الجوية القادمة من شنغهاي    وزير الخارجية يلتقي نائبة وزيرة خارجية المكسيك    ولي العهد يلتقي رئيس مجلس الوزراء العراقي    الاتفاق يفتح ملف الفيحاء    حتى لا نفقد هيبة الأخضر في آسيا    "تاسي" يتراجع بأدنى تداولات منذ شهرين    ولي العهد وأمير الكويت يستعرضان أوجه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين    حفلات فنان العرب مؤجله حتى إشعار آخر    رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: السعودية شهدت تطورا يعكس طموحها الاقتصادي    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    منتدى الرعاية الصحية السعودي الأمريكي يحتفي بالابتكار والتعاون في تكنولوجيا الرعاية الصحية    أشباح رقمية    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية النرويج    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    مؤتمر أورام الكبد يختتم فعالياته بالخبر بتوصياتً هامة    صدور الموافقة السامية علي تكليف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز التميم رئيساً لجامعة الأمير سطام    ساعة أغنى رُكاب "تيتانيك" ب1.46 مليون دولار    رسمياً.. الزي الوطني إلزامي لموظفي الجهات الحكومية    وكيل محافظة الزلفي يدشّن فعاليات أسبوع البيئة    فرنسا تطرح مقترحات لمنع الحرب بين إسرائيل وحزب الله    محافظ خميس مشيط يدشن مبادرة "حياة" في ثانوية الصديق بالمحافظة    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    270 دقيقة.. ويهتف «الشقردية»: نحن الأبطال    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    وصمة عار حضارية    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    تجربة سعودية نوعية    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نايف .. صانع الأمن الفكري .. عدو الإرهاب .. مهندس منظومة الحماية
من وكالة إمارة الرياض إلى ولاية العهد
نشر في عكاظ يوم 29 - 10 - 2011

«المواطن رجل الأمن الأول» عبارة ذات دلالات من أربع كلمات صاغها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والتي تنم عن بعد نظر ورؤية عميقة. فهذه الكلمة حملت معاني كثيرة اختبرها الأمير نايف على أرض الواقع ونقل هذه التجربة عبر اختزالها في كلمات بسيطة، فمعرفة المواطن أنه المعني الأول بأمن البلد تجعله مسؤولا عن تصرفاته وتصرفات الآخرين المخلة بأمن البلد، ولايمكن للشخص أن يدرك هذه المعاني إلا من خلال تعزيز المواطنة الحق والتي تغرس في الإنسان منذ الصغر وتمنى فيه عبر المنزل والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام التي من حوله وهو ما يعزز من خلال المشروع الرائد على مستوى العالم الذي أطلقه الأمير نايف بن عبدالعزيز وعرف بمشروع الأمن الفكري.
أما الجزئية الأخرى من عبارة الأمير نايف فهي تتحدث عن الجانب الأمني، فمتى أدرك الإنسان وأصبح على وعي بأهمية الأمن انطلق ليكون حارسا على أمن البلد ضد كل تصرف مشين أو عبث مهين، فأي خطر على أمن المواطن فإن المتضرر الأول منه هو المواطن نفسه.
وكأن الأمير نايف يطبق في هذه المقولة وفق الأنماط النظرية المعاصرة في مجال الوقاية من الجريمة التي يمكن حصرها في نمطين أساسيين أولها:
الوقاية الاجتماعية: وهذا النوع من الوقاية يركز على العوامل الاجتماعية والاقتصادية المفرزة للجريمة وكيفية معالجتها عن طريق التعلم والتثقيف وتوفير العمل والسكن وملء أوقات فراغ الشباب وغيرها من برامج اجتماعية موجهة، وهو ما سعى إليه الأمير عبر إطلاق الاستراتجية الوطنية للأمن الفكري وإطلاق الكراسي البحثية على غرار كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية ودعم فئات الشباب في كل المجالات حماية لهم من الوقوع في الانحراف والجريمة.
أما النمط الثاني الذي تمثل في المقولة هو الوقاية الموقفية، وهذا النوع من الوقاية تنصب الجهود فيه نحو فئات اجتماعية معرضة للوقوع في براثن الجريمة أو التي تكثر الجريمة في أوساطها (المناطق الساخنة) أو التركيز على الأنماط الإجرامية الشائعة في المجتمع وهو ما يتمثل حقيقة في برنامج المناصحة الاستباقية التي كانت المملكة رائدة فيها وأصبحت تجربتها نموذجا يحتذى به لأن الوقاية خير من العلاج، ووقاية المواطن وتحصينه تؤهله بأن يكون رجل الأمن الأول.
ويجسد الأمير نايف فكرة «الرجل موقف» فهو يتعامل باللين حين يتطلب الموقف هذا اللين ومع من يستحقه، لكنه رجل الحزم والعزم مع من لا أمل فيهم ولا رجاء بإصلاحهم ومع العابثين بأمن الوطن وأمان المواطن.
ويمثل هذه الرؤية عبارة الأمير نايف الشهيرة التي قالها لدى حضوره أحد اجتماعات مجلس الشورى «عازمون على اجتثاث الإرهاب ومن أراد العودة للصواب فعليه الاستفادة من مبادرة العفو».
ومثل هذه الآراء والأفكار والمواقف لا تأتي إلا من رجل متميز نهل من مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه الحكمة والحنكة وحسن التصرف وفق المواقف المتعددة التي تفرزها الظروف المختلفة.
ولهذا صدر الأمر الملكي بتعيينه وليا للعهد خلفا لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله مع احتفاظه بوزارة الداخلية بعد مواقفة هيئة البيعة على ذلك مساء الخميس الماضي.
سيرة حافلة
فالأمير نايف يملك سيرة ذاتية حافلة بالخبرات والتجارب والصعاب التي استطاع أن يتجاوزها بما يملك من فكر ودراية وحكمة وبعد نظر، فهو رجل الدولة ورجل الأمن ورجل الفكر ورجل الإدارة.
والمتأمل للسيرة الزاخرة للأمير نايف يجد أنه بأفضل المناصب جدير وعلى تحمل مسؤولياتها قدير.
من مدينة الطائف (عروس المصايف) بزغت شمس الأمير نايف سنة 1352ه/ 1933م، وتلقى التعليم في المدرسة على يد الأستاذ السيد أحمد العربي وهو مرب فاضل ومعلم قدير من أبناء مكة المكرمة، ثم على يد الشيخ عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام.
وقد أدرك الملك المؤسس يرحمه الله ما يمتلكه الأمير نايف من قدرات وإمكانات تجعله أهلا للمسؤولية؛ فحظي بثقة الوالد والقائد فكان وكيلاً لإمارة منطقة الرياض ثم أميرا للعاصمة الرياض وهو لم يتجاوز ال20 من عمره وظل في هذا المنصب حتى في عهد الملك سعود يرحمه الله، وفي عهد أخيه الملك فيصل يرحمه الله صار نائبا لوزير الداخلية ونظرا لانشغال الأمير فهد وزير الداخلية آنذاك بكثرة المهمات والمسؤوليات كان الأمير نايف يسير شؤون وزارة الداخلية في غياب أخيه، ثم أصبح عام 1395ه وزيرا للداخلية، وأدرك الأمير نايف منذ توليه وزارة الداخلية أن راية «الأمن والأمان» التي غرسها الملك المؤسس لتصبح السمة الأساس في المملكة، هي المسؤولية الأولى لوزارة الداخلية، فكانت استراتجياته وأطروحاته واجتهاداته في إطار هذا الهدف ومن أجل تحقيقه.
وفي منتصف يوم الثلاثاء الأول من محرم 1400ه الموافق 20 من نوفمبر 1979م، ومع آخر طلقات الكلاشنكوف التي كان يستخدمها أتباع جهيمان العتيبي قائد التمرد وبعد محاصرته ومن بقي من أتباعه في قبو الحرم المكي بعد أن كانوا يعتلون المنارات للسيطرة على بيت الله الحرام، يقطع التلفزيون السعودي بثه ليظهر الأمير (نايف بن عبد العزيز آل سعود) وزير الداخلية آنذاك على الشاشة وآثار التعب ظاهرة عليه وملامح البشرى على محياه ليعلن أنه قد تم فجر اليوم تطهير قبو المسجد الحرام من جميع عناصر التمرد، تلا ذلك المؤتمر الصحافي الشهير الذي عرف العالم بعده أن نايف بن عبدالعزيز هو الرجل القوي في الأمن السعودي، وليسدل الستار على أصعب مراحل التاريخ السعودي الحديث ببصمة لا تحتمل التزوير تحمل اسم هذا الرجل (نايف بن عبدالعزيز آل سعود)، ومنذ ذلك العام والأمير نايف يدير أهم الملفات في السعودية مثل الأمن الداخلي وهندسة اتفاقيات الحدود مع دول الجوار.
اختبارات عملية
اتضحت براعة الأمير نايف بعد حادثة محاولة الاستيلاء على الحرم المكي من قبل إحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة، ونظرا لحساسية المكان فقد كان التعامل معها يحتاج إلى شخصية قوية وقادرة على التعامل مع جميع الأطراف المعنية مثل نايف بن عبدالعزيز، وبالأخص المؤسسة الدينية والرأي العام الإسلامي، الذي كانت اللقاءات الصحافية تشكل فيه ماراثونا رائعا يتصدره هذا الرجل الفذ (القائد الأمني) الذي كان تعامله الإعلامي يطغى على شخصيته الأمنية، لذا كان من الطبيعي أن رجلا بقوة وزخم وكاريزما الأمير نايف بن عبدالعزيز، الوصول إلى الثقة الملكية ليصبح (الرجل الثالث في الدولة) بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في 30 من ربيع الأول 1430ه الموافق 27 من مارس 2009م، المنصب الذي ظل شاغرا منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله مقاليد الحكم في 26 من جمادى الآخرة 1426ه الموافق الأول من أغسطس 2005م بعد وفاة أخاه الملك فهد يرحمه الله ونظرا للأوضاع الراهنة فقد كان التعيين غير مستغرب من قبل الخبراء السياسيين، فثقة الملك عبدالله في أخيه الأمير نايف ليعينه نائبا ثانيا له مستمدة من التاريخ للأمير نايف بن عبد العزيز يحفظه الله في خدمة هذا الكيان منذ عهد والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله وجهوده في استقرار الأمن الداخلي للمملكة، ليدعم ويكمل مسيرة هذا الوطن الشامخ بجانب أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله.
ومع بداية العقد الحالي وبعد مرور 30 عاما، كان الأمير نايف على موعد شبيه بذلك الموعد في بداية الثمانينيات الميلادية، فالجماعات المتطرفة تعود مرة أخرى، لكن بطريقة مغايرة وتكتيكات صعبة أرهقت الأمن الدولي، لكنها لم تستعص على مهندس الأمن الفكري نايف بن عبدالعزيز، الذي عكف على هذا الملف ليخرج برؤية كانت مثار استغراب العالم عندما طرحها للوهلة الأولى وهي (الأمن الفكري) أقوى الأسلحة لمواجهة الإرهاب، كما بينت الاستراتيجية التي تبعتها وزارة الداخلية والنجاحات التي حققتها، استفاق العالم بعدها على تبني رؤية (نايف الأمير الوزير القائد الفذ) من قبل دول كبرى مثل أمريكا وبريطانيا، ناهيك عن الدول العربية والإسلامية التي نقل فيها الأمير نايف استراتيجية التعامل مع هذه الحركات بالسلاح إلى استراتيجية التعامل الفكري بتجفيف منابع التطرف، لذلك ظل الملف الأمني السعودي متماسكا متينا مقارنة بدول أخرى مشابهة، لتشكل المملكة بقعة من أكثر أماكن العالم أمنا وباعتراف هذه الحركات فالسعودية أصبحت بفضل من الله ثم بفضل صاحب السمو الملكي الأمير (نايف بن عبدالعزيز) الأكثر أمانا على الرغم من صعوبة ملف الإرهاب فيها والذي سيطر علية (قائد الأمن الفكري) في فترة قياسية.
ظاهرة الإرهاب
ولقد تنبه الأمير نايف لما لم يتنبه له أكثر المتمرسين في الأمن والسياسة تجاه قضية الإرهاب، فأصدر توجيهاته لتكون معطيات التعامل مع ظاهرة الإرهاب وفق منظومة شاملة تتركب بخطوط متوازية بين التربية والفكر والإعلام والقوة، دون أن يتسرب أي خلل إليها ودون أن تلقي إحداها بظلالها النمطي على الأخرى، فالتربية وحدها لا تكفي بعدما ضاعت أجيال كثيرة في أحضان السوابق السياسية المختلفة، والفكر وحده لن يمنع أحد أتباع الشيطان من أن يفجر نفسه أمام مدرسة أطفال أنهى طلابها للتو فصولا في القرآن الكريم، والإعلام وحده لن يوفق مهما استخدم من تقنيات للوقوف في وجه من صمت أذنه، وكذا القوة ليست وسيلة وقاية أو حماية، بل هي وسيلة ردع لا بد منها إذا بلغ السيل الزبى.
ومن هنا فإن الأمير نايف بن عبدالعزيز أسس لمنظومة ساهم المؤتمر الدولي للإرهاب الذي انعقد في الرياض على تشكلها تقوم على مبادئ الحماية في التربية وفي الفكر وفي الإعلام وفي القوة، وهنا مكمن خوف الإرهابيين.
ولكي تكون لهذه السطور قيمة معرفية لا بد من إجمال منظومة نايف الأمنية في وجه الإرهاب فيما يلي وفق دراسة الدكتور محمد حمود الطريقي:
أولا: تأكيد الأمير نايف الدائم على الحاجة الماسة للفكر الأمني والأمن الفكري.
ثانيا: انفراد الأمير نايف بفكر الأمن الاستباقي ضد التخطيط الإرهابي والذي أفشل أكثر من 90 في المائة من هذه المخططات.
ثالثا: رؤيته لأبعاد الفكر والعمل الإرهابي خارج حدود المملكة، فهو لا يكاد ينظر إلى الوجه الإرهابي إلا ويستدعي أحداث العراق ولبنان وفلسطين والصومال عربيا وأفغانستان إسلاميا.
رابعا: دفاعه الدائم عن نبالة العقيدة وفكرها الصحيح واعتباره أن الإسلام الحقيقي هو الحل الصحيح في وجه الإرهاب باعتباره عقيدة تقدم لا تخلف.
خامسا: ثقة الأمير نايف الكبيرة برجاله المستعدين للوقوف في وجه الإرهاب وتعاملهم الحكيم مع مقتضيات الأحداث بأقل ضرر ممكن على حساب الوقت.
سادسا: إدراك الأمير نايف للاستراتيجية الخبيثة التي ينتهجها الإرهابيون بنقل المعارك إلى الشارع في محاولة لاصطياد الأبرياء المدنيين، وتوجيهه للتعامل مع هذه النقلة بأسلوب الحماية لا الانتقام.
سابعا: استيعاب الأمير نايف لاستراتيجيات رموز الفئة الضالة في التعامل مع المغرر بهم على أنهم أدوات للقتل أو قنابل موقوتة، أي التعامل معهم على مستوى أنهم آلات لا أرواح، وهذا ما دفع الأمير نايف إلى التوعية وحث مؤسسات الأدوار الرئيسة في المجتمعات (المسجد، الجهة التربوية أو التعليمية، والأسرة) للتعريف بذلك.
ثامنا: تشخيص الأمير نايف للفكر الإرهابي على أنه (فيروس) أو سرطان لا بد من اجتثاثه وبتر الفاسد من الجسد، لذلك تجد تأكيده الدائم على أن العمل الأمني بلا عمل فكري هو عمل منقوص لن يؤتي الثمار المرجوة.
تاسعا: ربط الأمير نايف الدائم بين الإرهاب والاقتتال الطائفي على اعتبار أن كل اتجاه منهما مولد للآخر، فالإرهاب يخلق طائفيين متزمتين مدسوسين، كما أن الطائفية تخلق إرهابيا يقتل ابن دينه وجلدته.
عاشرا: إيضاح الأمير نايف الدائم لانعكاسات الأحداث السياسية الخارجية على الداخل وتأثر الداخل بمعطياتها، خاصة في إطارها السلبي.
الحادي عشر: تحديد الأمير نايف لأركان الجريمة الإرهابية من دعاة مغرضين، وإعلام مضلل، ووسائل اتصال مشبوهة، وهذه بلا شك هي مقومات وركائز أداة الجريمة الإرهابية بمفهومها الفكري.
الثاني عشر: تدبير الأمير نايف الفكري للوقوف في وجه شر الإرهاب عبر تقنين واجهة خط الدفاع الأول في (موجهي الرأي العام).
الثالث عشر: توجيه الأمير نايف حقيقة الحرب الإرهابية على أنها لا تقوم على محاربة أنظمة أو رموز أنظمة، بل هي موجهة لتداعيات أطماع الخارج إلى أكبر ثروتين تمتلكهما الأمة وهما: العقيدة، والوطن.
الرابع عشر: اعتماد الأمير نايف لمبدأ قناعة الفكر عبر الآخر من خلال دعواته الكثيرة لمفكري الأمة أينما كانوا لمناظرة أصحاب الفكر الإرهابي الضال، وهذا هو مبدأ انتصار العقل الذي يتبناه الأمير نايف.
الخامس عشر: إدراك الأمير نايف لأنه يتعامل مع عدو ينتهج قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) وهذا مكمن ومدعاة للحضور الفكري في وجهه.
السادس عشر: وعي الأمير نايف أن طرائق التعامل مع الإرهابيين سلاح ذو حدين قد يفضي إلى دحر حججهم وقد يؤيدهم بحجج أكثر من ذي قبل، لذلك نجد توجهه الدائم لإغلاق كل المنافذ الفكرية في وجه الإرهاب والإرهابيين عبر تحديد الجبهة المقابلة للإرهاب بأنها جبهة شعب بكامل أطيافه.
السابع عشر: بناء الأمير نايف لهيكل السلاح الفكري من خلال تحقيق بناء أمني قوي يواكب عمليتي التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مبدأ المواجهة بالحكمة والقوة في التصدي لكل ما من شأنه المساس بالاستقرار التنموي وربطه على مبدأ الجريمة الواحدة (الإرهاب، تهريب السلاح، المخدرات، غسيل الأموال، وسائل الغزو الفكري الأخلاقي).
الثامن عشر: تبني الأمير نايف إعلام الحقائق الموثقة في معركة الإرهاب من خلال وزارة الداخلية، وهذا هو تأصيل لبناء إعلام الحقائق غير المشوش أو المسموم أو المأجور، بل و يعد وقفة في وجهه.
التاسع عشر: حث الأمير نايف الدائم للجهات المعنية ومتابعة ذلك على المستوى السعودي والعربي الدولي لأخذ أدوارها الحقيقية في مواجهة داء الإرهاب وحرصه على متابعة ما يصدر عنها.
العشرون: حرص الأمير نايف على مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي والتقني في حربه مع الإرهاب وتوفير السلاح التقني القادر على اختراق جبهات العدو الإرهابي التقنية وعلى المستوى العالمي.
هذه الاستراتيجيات التي تشكل الجزء الأساسي من منظومة نايف الأمنية تقدم تصورا للمسؤول الواعي في أساسيات مفاهيم الآمن الشامل بكامل مقتضياته، بل وتوثق لربط حقيقي في استثمار فكر المواطنة للدفاع عن العقيدة والوطن، وهذا بحد ذاته يحتاج إلى مركز متخصص يتبنى فكر هذه المنظومة ويدفعها باتجاه الانتشار العالمي وفق أسس ومبادئ وثوابت وخبرات دافعة بهذا الاتجاه.
التسليح المعرفي
وتأكيدا لنظرية لا أمن بلا فكر التي تبناها الأمير نايف طبق التجربة عمليا من خلال تسليح أعضاء وزارة الداخلية بالعلم والمعرفة من خلال برامج مكثفة ارتقت بأفراد الوزارة، وجعلت منها أحد الأجهزة التي يفخر بها السعوديون، ولا عجب في ذلك فالأمير نايف رجل محب وحريص على العلم والتعليم.
وتظهر كلمات الأمير نايف في أحد مؤتمراته الصحافية خلال الحج ثقته الكبيرة على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه وتفهمه لأسباب ظهوره من خلال قوله: «إن موقف المملكة معروف ويتحدث عنه الواقع، المملكة أكثر الدول المستهدفة بالإرهاب، ولكن بحمد الله استطاعت المملكة أن تضع حدا لهذه التصرفات وأن تفشل المئات من المحاولات التي كادت أن تحدث وتستبق عمليات إرهابية كادت أن تحدث ونحن نستنكر هذا الأمر في بلاد العالم، وخصوصا في الدول الشقيقة العربية والإسلامية، ولكن المؤسف والمؤلم أن هؤلاء يدعون الإسلام ويدعون الجهاد وهم في الحقيقة هم الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وهم الذين يخالفون الإسلام لأنهم يقتلون الأبرياء وييتمون الأطفال، فهذا العمل يسيء إلى الإسلام ونأمل أن ينتهي، وأن يكون التعاون فاعلا وإيجابيا ليس بين الدول العربية والإسلامية فحسب، بل كل دول العالم».
وقد أدرك الأمير نايف أن حماية الفكر هو الأساس في بناء الإنسان فسعى لتحصينه ضد كل ما يذهب عقله، ومن هذا المنطلق كانت له إسهامات أساسية في مكافحة المخدرات التي تعتبر من أكبر المهددات لأمن البلاد والعباد، فكانت له ضربات استباقية ساهمت في الحد من تهريب والإتجار بالمخدرات.
ولعل تشكيل الأمير نايف بن عبدالعزيز عام 1405ه للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة الرئيس العام لرعاية الشباب وعضوية عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة هي خطوة مؤثرة في هذا المجال.
مكافحة المخدرات
وتحدث المسؤول الأول في مكافحة المخدرات الأمير نايف بن عبدالعزيز عن تأثير المخدرات بقلب الأب وعقل المسؤول وفكر المنظر، حيث قال: «لقد أدركت المملكة مخاطر وأضرار آفة المخدرات بحكم أن ظروفها ومعطياتها جعلتها في مقدمة الدول المستهدفة بأعمال المروجين والمهربين لهذه الآفة الخطيرة، ولذلك عملت على تسخير كافة الإمكانات والطاقات للتصدي لظاهرة المخدرات ومن يقف وراءها بكل عزيمة واقتدار انطلاقا من عقيدتها الإسلامية التي تحرم كل ما يعرض حياة الإنسان وعقله وماله للخطر وتوجب تطبيق أشد العقوبات على مرتكبي جريمة ترويج وتهريب المخدرات، ولقد اعتمدت وزارة الداخلية والجهات المعنية في تعاملها مع آفة المخدرات على منهجية العمل الوقائي، للحيلولة دون تمكين مهربيها ومروجيها من الوصول بها إلى المملكة، وذلك من خلال جهود استباقية وتعاونية دولية أثمرت ولله الحمد عن إحباط وضبط العديد من عمليات التهريب التي تحتوي على كميات كبيرة وخطيرة من المخدرات، كما عملت وزارة الداخلية على الإسهام في رفع مستوى الوعي الوطني العام بأضرار المخدرات ومخاطرها على الفرد والأمة من خلال العديد من البرامج والحملات، والمؤتمرات، والندوات، وتوظيف وسائل الإعلام والتوجيه في هذا المجال إلى جانب القيام بعلاج وإعادة تأهيل من وقع في براثن هذه الآفة ليعودوا أعضاء صالحين في مجتمعهم».
والملفات المهمة والحساسة لا يتحملها سوى من لهم القدرة على تحمل أمانتها، لذلك يبرز اسم الأمير نايف بن عبدالعزيز كأحد أهم الأسماء التي يناط بها كل ملف له قيمة، فلقد لقد اضطلع الأمير نايف بمسؤوليات ومهمات جسام تشرف بحملها دون تردد أو كلل، ومنها رئاسته للجنة الحج العليا التي لها دور بارز في إدارة مواسم الحج التي توليها حكومة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله اهتماما بالغا، وتعد مهماتها من التحديات الكبرى التي تتطلب درجات عالية من الإدارة والتنسيق، وتستوجب تفعيل التعاون وتوزيع الأدوار والمهمات بين مؤسسات الدولة بكاملها ودون استثناء، وهي ليست مجرد مهمة أمنية أو تنظيمية فحسب، وإنما هي مهمة متعددة الجوانب والأبعاد وتتطلب رؤية استراتيجية واسعة وشاملة، وهي في المجمل تعتمد على فكر يحقق الأمن ليثبت الأمير نايف نجاح نظريته التي وضعها.
أمن الحج
ويثبت حديث الأمير نايف في أحد المؤتمرات الصحافية قبيل الحج نظريته من خلال قوله: «المملكة لن تسمح بأي شيء في موسم الحج خلاف ما شرعه الله، وقد سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم القيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج، نرجو أن لا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء كان ليس ركنا مطلوبا في أداء نسك الحج»، وأضاف «الإجراءات الأمنية التي تتخذها حكومة المملكة للحفاظ على سلامة وأمن الحجيج هي إجراءات تتخذ في كل عام من مبدأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعقلها وتوكل».
فلا يمكن للإنسان أن يعمل دون أن يفكر، هذا ما يؤكد عليه الأمير نايف في كل أحاديثه، ولقد عززت خبرات الأمير نايف بن عبدالعزيز ونجاحاته في كل ما أنيط به من مسؤوليات ثقة القيادة والمجتمع بشخصه.
ولئن ألصق بعض الفلاسفة والمفكرين تهمة الغباء على العسكريين كما وصفهم الزعيم الهندي المهاتما غاندي عندما قال: «العسكرية تعني الغباء»، فإن الأمير نايف نسف كل هذه النظريات وقدم لنا رجل الأمن المفكر ورجل الفكر الأمين وصفة الفكر مجردة هي للفلاسفة وأرباب المعرفة وصفة الأمن وحدها هي للعسكر والجيش، لكن (الأمن الفكري) الذي ابتكرته عقلية الأمير نايف بن عبدالعزيز لا تخلع إلا عليه.
كل هذه المعطيات وكل هذه الإنجازات وكل هذه الصفات تخول الأمير نايف ليكون وليا للعهد وعضدا لأخيه خادم الحرمين الشريفين يحفظهما الله في مسيرة البناء والعطاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.