يصفونهم برجال خط النار، فهم في المواجهة للحفاظ على أمن وسلامة حدود الوطن من العابثين والمهربين والمتسللين، إنهم رجال قطاعات حرس الحدود في جميع أنحاء المملكة، تجدهم يقفون شامخين في حالة تأهب مستمر على مدار الساعة يتناوبون في مراكزهم بين أفرادهم. «عكاظ» قامت بجولة ميدانية على رجال الأمن في حرس حدود نجران في أحد قطاعاتها المهمة على امتداد طول الشريط الحدودي مع اليمن الشقيق، في أحد القطاعات المهمة هي (سرو سقام) جنوب غربي نجران المحيطة به الأسلاك الشائكة والشبوك القوية، ومسارات تمنع العبور باتجاه مسارات الحدود الدولية. وعلى الطريق المؤدي إلى علو سرو سقام، تواجهك عقبة عالية مسفلتة بمنحنيات خطرة، استطاع رجال حرس الحدود التعامل معها بيسر وسهولة في تنقلاتهم نزولا وطلوعا، حيث وصلنا إلى مركز المراقبة بالمجمع على محاذاة المسار الحدودي لدوريات حرس الحدود، حيث كان جميع أفراده إلى جانبهم قائد المجمع الملازم أول علي حكمي قائد مجمع سرو سقام، التقيناه فأشار إلى أنه «رغم بعد الأهل وظروف المكان وقسوته إلا أننا استطعنا تجاوز مثل هذه الظروف بالإرادة وإحساسنا بأننا في واجب ديني ووطني للتصدي لهؤلاء من المهربين للمخدرات وغيرها والمتسللين العابثين، وقطع الطريق عليهم يشعرنا بالسعادة أننا حققنا هدفا ساميا لهذا الوطن الغالي غير مبالين بأي شيء يواجهنا بكل ما أوتينا من قوة. ويضيف الملازم أول حديثه «أننا نعمل بحرس الحدود كمجموعة ولا يمكن العمل فرديا، حيث نكون في مواجهة المهربين ونعد الخطط والتدريبات سويا ونحمي بعضنا البعض، حيث نعلم أننا جميعا في خندق واحد». وأشار إلى أن «هناك مواقف إنسانية عديدة مع زملائنا وتغطية مواقعهم في حالة تعرضهم لظروف أسرية كمرض أو زيارة ذويه، إضافة إلى مواقف بعض المتسللين، حيث يواجهون غالبيتهم العطش وإصابات في المنحدرات الصخرية ونقوم بتقديم الماء والغذاء لهم وعلاج من يحتاج إلى الإسعاف ونقلهم للمستشفيات، حتى أن بعضهم يواجهوننا مسلحين، ورغم ذلك نقبض عليهم وعند إصابتهم نقوم بعلاجهم وإسعافهم وتقديم العلاج، كوننا نعتبره إنسانا وليس مهربا أو متسللا، وهذا واجب إنساني يفرضه علينا ديننا وأخلاقنا ومجتمعنا وقيادتنا». أما عن أحمد علي عسيري فيقول عن أبرز المواقف التي يواجهها منها رؤية بعضنا البعض في الحفاظ على أرواح بعضنا عند أية مواجهات مع مهربين أو متسللين مسلحين يحاولون تهريب المخدرات أو غيرها، فكل واحد منا قلبه على زميله وهذا فضل من الله». راشد علي آل فهاد فيقول، «إن مهمة رجال حرس الحدود حساسة حيث يقفون في الصف الأول لحماية الحدود من المهربين والعابثين وعيوننا يقظة لهم ولمن يحاول التسلل أو العبث بأمن الوطن وترابه». أما محمد عذال القحطاني، وكيل رقيب, فيقول «هذا شرف لنا جميعا نعمل على حماية الوطن من هؤلاء وسعيدون به رغم المتاعب والظروف، إلا أننا نقدم أنفسنا فداء للدين والمليك والوطن». أما هادي عبدالله الرسام، يقول من موقعه «نحن هنا لحماية أمن الوطن وانتمائي لهذا القطاع الحيوي حرس الحدود، فخر واعتزاز ونحن هنا نعتبره خط النار الأول لمواجهة أي متسلل أو مهرب ونحن جاهزون لأي لهم بالمرصاد». بدوره، أوضح الناطق الإعلامي بحرس الحدود النقيب حسن محمد العمري الذي كان يرافقنا في جولتنا الميدانية على محاذاة الحدود وتسهيل مهمتنا للقاء رجال حرس الحدود في مواقعهم وهم يؤدون دورهم.