كانت البارحة الأولى أمسية تكريمية تليق بالفنان الراحل الكبير طلال مداح، وذلك في مناسبة تدشين ألبومه الجديد.. «منك يا هاجر دائي» كونه نفذ بشكل جلسة حديثة من تسجيلات طلال مداح الخاصة في سني عمره الأخيرة، أيضا كون هذا المنتج يحمل ما انتظره كثيرون من محبي الأستاذين محمد عبدالوهاب، وطلال مداح في تجربتهما المشتركة الثانية. إحدى شوقيات موسيقار الأجيال «منك ياهاجر دائي وبكفيك دوائي» التي كانت معضلة جهة إنتاجها في حياة النجمين، هي ما حال بين الأغنية وجمهور طلال مداح، والذي كان يتمنى في تلك الفترة (نهاية التسعينيات الميلادية) الالتقاء بتعاون ثان بين القمتين، بعد لقائهما الأول في بيروت في مطلع السبعينات «ماذا أقول» من أشعار الأمير الراحل سعود بن سعد «فتى الشاطئ». هنا لا بد من كلمة تقال في حق تنظيم الأمسية لجديد طلال، والمشرف على هذا الطرح، والمشارك في ميلاده الزميل خالد أبو منذر، الذي أدار حياة طلال مداح الفنية في سنينه الأخيرة، نؤكد هنا على الحس الفني والتوثيقي الراقي لخالد في اختيار وإعداد هذه الجلسة والإشراف على تنفيذها بشكل حديث، أيضا في الفيلم التوثيقي الجميل الذي عرض في الحفل «تحية حب لطلال مداح» الذي أعده وقدم مواده وأشرف عليه خالد أبو منذر، وأخرجه فيصل يماني، هذا الفيلم الذي أعاد على خواطر الحضور وأفئدتهم جوا طلاليا على الحياة الفنية والاجتماعية، افتقدوه طوال 11 عاما غاب فيها طلال عن المشهد، عبادي الجوهر أغرورغت عيناه مما شاهد فاحتال على دمعته وعلى الحضور بالذهاب إلى دورة المياه باكيا، وعازف الأورج الشهير عبدالرحمن باحمدين لم يحتمل وطأة الذكريات مع صوت الأرض والقلب الأبيض ليتلثم بشماغه ويهرب من الحفل، لا غرو، إنه طلال مداح لمن يعرفه! ولمن اقترب منه كفنان وإنسان. كان الحضور كثيفا في مقر الحفل كان في مقدمتهم وكيل إمارة منطقة عسير سابقا شاكر شكوري، اللواء إبراهيم عسيري، العميد عبدالعزيز المنجومي، الدكتور عبدالله مناع، رئيس تحرير البلاد علي الحسون، عبادي وسامي إحسان، سعود سالم، محمد المغيص الذي عرض له الفيلم التسجيلي تحفته الغنائية مع طلال والأمير الشاعر فهد بن محمد «كل عام وأنتم بخير»، حسن إسكندراني، أحمد عيد، عبدالله أحمد، الشريف منصور بن سلطان الذي جمعه الحب والفن مع طلال في «وضحكت لي بشفة مثل الشفق، قصري بعد المسافة لا تطول، هيلة يا هيلة»، الدكتور سعد وقاص، ثامر الميمان، عبده خال، أحمد عائل فقيهي، محمد الدوسري، عمر شلاح، يحيى شريم، أحمد المهندس، الجسيس الشاب محمد هاشم، عبدالخالق الزهراني، علي الخضيري، إبراهيم الفريان، عبدالقادر الصبياني، عجب أبو حنيفة، أحمد غزالة، وغيرهم. وحضر الحفل أيضا عبدالله طلال مداح، وفريق العمل في موقع طلال عبر الشبكة العنكبوتية، وقدم الحفل الزميل علي السبيعي، وتحدث الزميل كمال عبدالقادر عما جمعه بطلال، وحظي الحفل بتغطية إعلامية كبيرة، حيث نقلته على الهواء وسجلته وسائل مختلفة منها إذاعة البرنامج الثاني ممثلة بالزميل فريد مخلص وغيرها. الألبوم ضم إلى جانب «منك يا هاجر»، «يا قمر فوق الروابي» من كلمات أحمد عسيري، وألحان عبدالله محمد، «أغراب» في تسجيل جلسة لم يطرح من قبل، من كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل، وألحان سراج عمر، «أحرجتني» في تسجيل جلسة من كلمات منصور الشادي، وألحان الدكتور عبدالرب إدريس، «لي طلب عندك حبيبي» و«ضايع في المحبة» من كلمات بدر بن عبدالمحسن، وألحان محمد الموجي، «ليه يادنيا» من كلمات عبداللطيف البناي، وألحان طلال مداح، «ماني بنام» كلمات الأمير بدر وألحان طلال، «على شاطئ الوادي»، وهي من تراث الفنان الكبير حسن جاوة، «متى ستعرف كم أهواك يا أملا» من ألحان طلال وأشعار نزار قباني، كما ضم الألبوم تقاسيما بالعود لطلال مداح، ومن ملامح هذا الطرح جماليا، كان اختيار قصيدة بابا طاهر زمخشري في طلال مداح «معزف الحب» في الغلاف الأخير للمانفليت الذي تم توزيعه في الحفل.