عندما تسأل الكثير من الناس عن أفضل مرحلة عمرية مرت عليه في حياته فإنهم أو غالبيتهم لا تخطئهم مرحلة الطفولة لما لها من وقع خاص في قلوبهم. ويرجع ذلك لما تتميز به هذه المرحلة من صفاء روح وطهارة نفس ولما يحمله الطفل في قلبه من براءة في تعامله مع أقرانه وأصحابه. فالكثير منا يتذكر وتجول به خواطره في دهاليز أيامه الماضية كيف كان يقضيها مع أقربائه وأصدقائه ومع من يحب فلا يتذكر إلا الأيام الجميلة المليئة بالتسلية والمرح وكل الأوقات كانت تمضي على هذا النحو بلا شجار ولا عراك، وحتى وإن حدث ذلك فإنه يحدث بين أناس صغار لا يحملون في طيات أنفاسهم حقدا ولا كراهية تذكر فيما بينهم، ويقع كل هذا وسط عناية من ولي الأمر أو من يقوم مقامه وأكثر تلك العناية تنصب في الجانب المعنوي والتربوي مع قلة آلياته في ذلك الوقت أم اليوم مع توفر تلك الآليات إلا أن العناية أصبحت أقل بحجة الانشغال في أدوار الحياة وأصبحت العناية أو نقول الاهتمام بالجوانب المادية فقط، جانب المأكول والملبوس حتى كانت التخمة أن تصيب أطفالنا، ففي هذا الجانب ذكرت إحدى الصحف المحلية بأن 10 % من أطفال المملكة وزنهم زائد. وفي جانب مشابه، ذكرت صحيفة محلية أخرى بأن 80 % من أطفال المملكة بأسنان غير صحية، ولعمري أن هذا لا ينبئ عن اهتمام بل عن قلة وعي وربما ضعف أدراك بوجوب العناية بنظافة الأسنان. محمد المبارك الأحساء