حذر الأطباء النفسيون من إهمال المرضى النفسيين المتشردين في الطرقات ووسط الأحياء، مشيرين ل «عكاظ» إلى أن هذه الفئة تشكل خطورة على المجتمع وفقا لطبيعة المرض النفسي الذي يعانون منه. وأضافوا أن هذه الفئة تمتاز بقدرتها على أي تصرف عشوائي في حالة عدم الاستجابة لمطالبها البسيطة مثل السيجارة أو مبلغ بسيط أو أي طعام يريدونه. ودعوا إلى ضرورة رصد هذه الحالات، ودراستها، وتوفير سكن ملائم لها، وقبل كل ذلك علاج كل أوجه الأمراض المصاحبة للمرض النفسي الأساسي. تصرفات شرسة واعتبر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن المرضى النفسيين المتشردين في الطرقات ووسط الأحياء لا يشكلون ظاهرة منتشرة وإنما حالات فردية يجب أن تدرس اجتماعيا وتعالج نفسيا، خصوصا أن هذه الفئة تختلف في تصرفاتها وفقا لطبيعة المرض النفسي الذي يعانون منه، فبعضها مسالمة ولا يصدر منها أي تصرفات شرسة، وبعضها لديها استعداد أن ترتكب أي نوع من المخالفة مثل كسر زجاج أي سيارة واقفة أو يضرب الأطفال الصغار أو يسرق. وأضاف «أهم ما تتصف به هذه الفئة من علامات فارقة هي عدم الاعتناء بنفسها، فتبدو الملابس رثة ومشققة، والمظهر العام متسخ، والوجه غير نظيف، والأهم من كل ذلك معاناتهم من أمراض أخرى بجانب المرض الأساسي النفسي، وكم من الحالات التي تم رصدها ودراستها ووجدت أنها تشكو من جملة أمراض مصاحبة للمرض النفسي». الدكتور الحامد يؤكد على ضرورة رصد الحالات النفسية المتشردة ودراستها بدقة، ومعالجة كل الأمراض المصاحبة التي تشكو منها، ولا سيما أن هذه الفئة تختار أماكن مكشوفة للعيش والنوم مثل الكباري أو الحدائق وما شابه ذلك، وبالتالي فإنه يمكن رصدها ودراستها من قبل الشؤون الاجتماعية والجهات ذات العلاقة، وذلك من منطلق إنساني باعتبار أن هذه الفئه تعيش بيننا. حالات فردية ولم يختلف رأي استشاري الطب النفسي الدكتور سامي أحمد الحميدة عن رأي الدكتور الحامد، ويقول: السؤال الذي يفرض نفسه في هذه القضية من هي هذه الفئة أو الحالات التي تنتشر في الشوارع أو الأحياء وكيف وجدت؟ لا شك أن المرضى النفسيين المتشردين يختلفون في سلوكياتهم وفي طبيعة أمراضهم، فهناك فئة قد تشكو من الاكتئاب الحاد وآخرون من الوسواس القهري وفئة من انفصام الشخصية، وجميعها في النهاية تستوجب التدخل العلاجي. وأفاد «للأسف هذه الفئة وهي حالات فردية ولكنها تشكل خطورة مختلفة في درجاتها، فالمريض النفسي وخصوصا المتشرد لديه استعداد أن يبادر بأي عمل خطير يهدد فيه أفراد المجتمع الآخرين، مثل العراك نتيجة مطالبته بحبة سيجارة، أو مبلغ من المال، وفي حالة عدم الاستجابة له يتفوه بكلمات وشتائم قد تكون مفهومة وأخرى غير مفهومة كردة فعل منه لإثبات ذاته، ولا يستبعد أن تصدر من فئة أخرى تصرفات أكثر حدة». تخصيص رقم ويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا مع الآراء السابقة، ويقول: كثيرا ما نقرأ عن مثل هذه الحالات في الصحف، فالمرضى النفسيون المتشردون يعتبرون فئة تفقد إلى حلقة الوصل مع المجتمع لاعتبارات مرضية وانطوائية وسيكولوجية، وتحتاج إلى التدخل العلاجي والسلوكي والاجتماعي حتى تصبح فئة صالحة تشارك أفراد المجتمع في دورها المطلوب. وطالب الدكتور براشا بضرورة تشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة لرصد مثل هذه الحالات التي قد تنتشر في الشوارع ودراستها وتوفير السكن الملائم لها.. وقبل كل ذلك تشخيص وتحديد الأمراض التي تعاني منها وعلاجها، باعتبار أن المرض النفسي له درجات وتبعات مختلفة، وبالتالي تختلف ردود أفعال هذه الفئة نحو المجتمع. الدكتور براشا أكد أن انتشار هذه الفئة لم يصل إلى حد الظاهرة، وبالتالي فإنه يمكن بسهولة رصدها من قبل الفرق الميدانية، وبالإمكان تخصيص رقم في الشؤون الاجتماعية للإبلاغ عن مثل هذه الحالات المنتشرة داخل الأحياء، خصوصا أن هذه الفئة تختار بعض الأماكن أو المعالم موطنا لسكنها.