«إيكونوميكس»: 5.5% نمو اقتصاد السعودية «غير النفطي»    ميزانية إنفاق توسعي رغم العجز    مشروع "بلدي" لأنسنة طريق الشفا الدائري بالطائف ورفع كفاءته    الأخدود لخدمة نفسه والهلال    16 ألف موظف يتأهبون لاستقبال الحجاج بمطار "المؤسس"    احتجاجات داخل الاتحاد الأوروبي ضد العدوان الإسرائيلي على غزة    لبنان: العين على «جلسة المليار اليورو»    قوات سعودية تشارك في"إيفيس 2024″ بتركيا    سمو محافظ الخرج يستقبل رئيس مجلس إدارة شركة العثيم    ولي العهد يهنئ رئيس وزراء صربيا بتشكيل الحكومة    15 سنة سجناً لمواطن روّج وحاز «أمفيتامين» المخدر    35 موهبة سعودية تتأهب للمنافسة على "آيسف 2024"    «المؤتمر الدولي للقادة الدينيين» يستهل أعماله بوقفة تضامنية مع شهداء غزَّة    "الداخلية" تنفذ مبادرة طريق مكة ب 7 دول    وزير الشؤون الإسلامية يدشّن مشاريع ب 212 مليون ريال في جازان    أمير المدينة يرعى حفل تخريج طلاب الجامعة الإسلامية    المناهج في المملكة تأتي مواكبة للمعايير العالمية    أمير تبوك يشيد بالخدمات الصحية والمستشفيات العسكرية    «حِمى» أصداء في سماء المملكة    «إثراء» يسرد رحلة الأفلام السعودية في 16 عاماً عبر «متحف حكاية المهرجان»    وغاب البدر    طلاب «مصنع الكوميديا» يبدؤون المرحلة التعليمية    مشوار هلالي مشرف    القادسية يعود لمكانه بين الكبار بعد ثلاثة مواسم    «أسترازينيكا» تسحب لقاح كورونا لقلة الطلب    احذروا الاحتراق الوظيفي!    ولي العهد يهنئ رئيس وزراء صربيا بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسته    البدء في تنفيذ 12 مشروعاً مائياً وبيئياً بقيمة 1.5 مليار بالمنطقة الشرقية    المملكة تستضيف المؤتمر الدولي لمستقبل الطيران    9 مهام للهيئة السعودية للمياه    الفيضانات تغرق مدينة بالبرازيل    «سلمان للإغاثة» ينفذ 3 مشاريع طبية تطوعية في محافظة عدن    سعود بن مشعل يكرم متميزي مبادرة منافس    انطلاق المؤتمر الوطني السادس لكليات الحاسب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل    ساعة HUAWEI WATCH FIT 3 أصبحت متوفّرة الآن للطلب المسبق    القبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر بالمنطقة الشرقية    محمد بن ناصر يقلّد اللواء الحواس رتبته الجديدة    مركز التحكيم التجاري الخليجي يطلق مبادرة "الأسبوع الخليجي الدولي للتحكيم والقانون"    فيصل بن نواف يدشّن حساب جمعية "رحمة" الأسرية على منصة X    «الشورى» يسأل «الأرصاد»: هل تتحمل البنى التحتية الهاطل المطري ؟    برعاية وزير الإعلام.. تكريم الفائزين في «ميدياثون الحج والعمرة»    مهما طلّ.. مالكوم «مالو حلّ»    محمد عبده اقتربت رحلة تعافيه من السرطان    4 أمور تجبرك على تجنب البطاطا المقلية    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يُجري جراحة تصحيحية معقدة لعمليات سمنة سابقة لإنقاذ ثلاثيني من تبعات خطيرة    اختتام دور المجموعات للدوري السعودي الممتاز لكرة قدم الصالات في "الخبر"    بدر الحروف    مؤتمر الحماية المدنية يناقش إدارة الحشود    الأمير خالد بن سلمان يرعى تخريج الدفعة «21 دفاع جوي»    المدح المذموم    البدر والأثر.. ومحبة الناس !    تغريدتك حصانك !    ولي العهد يعزي هاتفياً رئيس دولة الإمارات    انتهاك الإنسانية    وزير الخارجية ونظيره الأردني يبحثان هاتفياً التطورات الأخيرة في قطاع غزة ومدينة رفح الفلسطينية    القيادة تعزي رئيس مجلس السيادة السوداني    الأول بارك يحتضن مواجهة الأخضر أمام الأردن    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحياء القديمة.. مسكونة بالخوف وأوكار لتفريخ الجريمة

ليست هذه بالطبع الأحياء المثالية التي تنعم بمختلف أنواع الخدمات التي نطمح إليها، بل هي أحياء مزروعة في بعض مدننا وقد اكتظت بمختلف أنواع العمالة الوافدة والسائبة والمخالفة لأنظمة العمل والإقامة في المملكة، بعد أن هجرها سكانها الأصليون من المواطنين إلى أحياء تنعم بالخدمات. وأقل ما توصف به هذه الأحياء التي أفرغت من سكانها أنها أصبحت أوكارا وبؤرا لتفريخ الجريمة بجميع أشكالها، لدرجة أن الكثيرين باتوا يخشون الدخول إليها ليلا أو الخروج من منازلهم، فضلا عن العشوائية التي تعم هذه الأحياء، مما جعل من الصعوبة بمكان دخول سيارات الخدمات إليها لضيق شوارعها وأزقتها.
ورغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لإعادة تأهيل هذه الأحياء العشوائية، ومدها بكل أنواع الخدمات، تظل هذه الأحياء مصدر خطر كبيرا على السكان، وهو ما أجمع عليه المشاركون في هذه القضية من المواطنين والمسؤولين، مما يعجل بتنفيذ الخطط والبرامج التي أعدت لتخطيطها وإعادة تأهيلها، أو إزالتها نهائيا إذا لزم الأمر.
هنا عدد من المواطنين في مختلف الأحياء في مناطق مختلفة يتحدثون عن واقع هذه الأحياء، ورد المسؤولين وتعليقاتهم عليها، بما يحفظ أمن هذه الأحياء واستقرارها وإعادة تأهيلها مستقبلا.
في جدة، كشفت جولة «عكاظ» في العديد من أحيائها الشعبية العفوية والمنسية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووسطا، ما تعانيه تلك الأحياء من إهمال ونسيان.
أحمد الجحف (من سكان حي بني مالك) قال: الحي فيه الكثير من الأزقة الضيقة والممرات التي لا تستوعب السيارات الكبيرة كسيارات الأمانة وآليات الدفاع المدني، ناهيك عن أنه لا يمكن السير داخله ليلا لكثرة وجود العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة.
أزقة ضيقة
خرجنا من حي بني مالك واتجهنا إلى حي مشرفة الذي يعاني هو الآخر من العشوائية وتكدس العمالة، تدخل إلى الحي عبر شارع يتوسطه إلى أن يتفرع ثم يضيق، وفي زقاق ضيق تنبعث منه رائحة الصابون والغسيل والدهان كانت هناك مجموعة من عمال البناء ينشرون غسيلهم في سيطرة واضحة على الحي.
الخوف ليلاً
طلال الغانمي (أحد أفراد فريق حصر عدد السكان في جدة العام الماضي) يقول: الحي يشتكي من نقص الخدمات والمخالفات، وفي الليل يسكنه الخوف، فبعض سكانه يشيرون إلى تعرضهم لسرقات منازل وخطف حقائب نسائهم، وهذا ينطبق على أحياء أخرى خاصة منطقة البلد القديمة التي تشتكي من وجود منازل مهجورة تحولت إلى أوكار لضعاف النفوس.
وفي حي الجامعة، توقفنا عند العم عابد غانم (70 عاما)، قال إن الحي أصبح مقصدا للعمالة المتخلفة، والخوف من السير في داخله أثناء الليل.
ويقول أحمد السهيمي: لا تستطيع السير أو التجول ليلا في شوارع حي الجامعة الذي أسكن فيه، بسبب وجود بعض بعض الطائشين.
غياب النظافة
وفي السياق ذاته، يرى عبد الله مشعل تواضع الخدمات في الأحياء الشعبية، حيث غياب النظافة وتكدس النفايات في زوايا الأحياء، نتيجة وجود أزقة ضيقة لا تساعد سيارات النظافة إلى الدخول في الحي.
خلخلة الشوارع
أما العم منصور الحربي (65 عاما)، فأكد سيطرة الأفارقة والعمال الآسيويين على حي الجامعة، الأمر الذي يستوجب تواجد وانتشار الدوريات الأمنية وإعادة تأهيل الحي وخلخلة شوارعه.
عبد الله الجحدلي (من حي العزيزية الشعبي) قال: الكثير من المخالفات التي تشتكي منها الأحياء العشوائية لن ينصلح حالها إلا إذا تمت إعادة تخطيطها.
ويقول جابر الشهري (من سكان حي الرويس)، إن جنوبي «شارع السيد» أصبح وكرا للمتخلفين، فيما تتقاسم مجموعات من الصبية وأصحاب العضلات المفتولة من الأفارقة الشوارع، ناهيك عن «حارة الشروق» التي أصبحت تسمى «حارة مقديشو»، مطالبا بتنفيذ حملات تفتيش متواصلة لهذا الحي العريق بماضيه، البائس بحاضره.
ويشير محمد الغامدي (أحد سكان الرويس) إلى أنه لا يوجد في جدة حي منظم ومخطط، خاصة في الشمال، إلا وإلى جواره حي عشوائي أو عفوي، مما يفقد المدينة جمالها العمراني والتخطيطي.
عمد الأحياء
ويضيف حسن الزهراني (من سكان حي بني مالك سابقا)، أن عمد الأحياء لا بد أن يكون لهم دور في تصحيح أوضاع الأحياء القديمة التي تشهد أكثر من غيرها مخالفات وممارسات مخالفة للأنظمة.
ويشير سلطان الرازمي (أحد سكان حي غليل جنوبي جدة)، حاجة الحي إلى البنية التحتية، حيث إن الآليات الكبيرة لا تصل إلى مواقع كثيرة داخل الحي خاصة عند نشوب الحرائق.
فيما يضيف صالح البارقي (من حي بريمان)، أن الحي يعاني من مشاكل كثيرة، خاصة بعد أن كشفت الأمطار الأخيرة الحاجة إلى تنفيذ الكثير من الخدمات، في ظل انتشار البعوض وتكاثره، ووجود مياه راكدة وملوثة تضر بصحة الإنسان وبالبيئة المحيطة به.
ويرى محمد المزمومي أن سكان جدة وخصوصا الأحياء التي تعاني من سوء التصريف، هم الأكثر تضررا، ولذلك يطالب بسرعة إنجاز مشروع التصريف.
عشوائية تبوك
وفي أحياء تبوك؛ سلطانة، المنتزه، البساتين، كريم، رحيل وأبو سبعة، رصدت بعض العشوائيات ونقص الخدمات وتكدس النفايات وترويج المخدرات، إضافة إلى وجود بعض السيارات المسروقة داخلها في ظل غياب الجهات الأمنية.
يحيى مجرشي، وعبده علواني (من سكان حي المنتزه)، قالا: رغم ما تبذله أمانة تبوك في إنارة الشوارع الداخلية، إلا أن هناك من يحطمها لتغرق في الظلام.
وفي حي المنتزه وتحديدا في أحد الأزقة الذي يعرف بزقاق «التقاطع» أو «الشباك»، رصدنا في وقت متأخر ليلا مجموعة من الشباب يضيئون أشعة «الزينون» كلما توغلوا داخل الحي خوفا على أنفسهم من الظلام الذي يخيم على المكان وضيق الأزقة.
ولا يختلف الوضع كثيرا في حي سلطانة، في ظل وجود تجمعات للعاطلين يمتهنون السرقة وبيع مسروقاتهم من أجل الحصول على المال.
أما في أحياء؛ كريم، رحيل، وأبو سبعة فالسكان أناس بسطاء غالبيتهم من البدو الذين استقروا في هذه الأحياء، فقط هم يفتقرون إلى بعض الخدمات الضرورية التي بدأت الجهات المعنية في الآونة الأخيرة الالتفات إليها، حتى وصلت إلى نسب كبيرة في إنجاز المشاريع.
بخارية الطائف
وفي وسط حي البخارية في الطائف، أقدم أحياء المدينة الذي أخذ تسميته من الجالية البخارية التي سكنت الحي قبل عشرات السنين، تحس بالغربة؛ ذلك أن أسواقه ومحاله وشوارعه تكتظ بالوافدين من مختلف الجنسيات الآسيوية؛ الهندية، البنغالية، والباكستانية، كما أن نوعية البضائع المعروضة في هذه المحال تستهدف هذه الجنسيات دون غيرها، وترتسم في شوارع الحي الضيقة ملامح الخوف من خروج أشباح في الظلام تسلب ما معك وقد تعرض حياتك للخطر!
محمد أمين (من الجنسية الأفغانية)، أكد أن الحياة في الحي لا ينغصها إلا بعض العناصر المخالفة التي تتخذ من الحي سكنا لها نظرا لرخص إيجاراته، واختيارها للأزقة الضيقة لممارسة أعمالها.
أما حسن إبراهيم (مصري الجنسية)، فذكر أن أغلب المخالفين والهاربين من كفلائهم يجدون في شوارعه الضيقة والمظلمة وغير المراقبة ملاذا آمنا لهم. ويضيف: أسكن هنا منذ خمس سنوات، وقبل فترة سرقوا من سيارتي معدات عملي التي تقدر قيمتها ب2000 ريال، وقيدت القضية ضد مجهول!
انتشار الجريمة
ويقول عبد السميع أمان (من الجالية البخارية)، إن أبناء الجالية قد تناقص عددهم في الحي بسبب انتشار الجرائم، ومن أهمها جرائم ترويج المخدرات وتهريب الخادمات والتزوير والسرقات، فضلا عن كثرة حملات الدهم والتفتيش التي يتعرض لها بشكل مستمر.
وادي النمل
وفي مكان غير بعيد عن حي البخارية، وتحديدا في حي وادي النمل الذي تشكل الجالية الأفريقية 85 في المائة من سكانه، منهم أكثر من 90 في المائة يقيمون بطريقة غير نظامية، ما جعل الحي من أكثر الأحياء احتضانا للجريمة، فشوارع الحي الشعبي ضيقة وأغلبها غير مسفلت أو مضاء، فيما يتمركز سكان الحي من السعوديين في المنطقة الجبلية منه.
يقول حمدان المالكي (أحد سكان الحي)، حتى الآن ننتظر نتائج شكوانا من انتشار السرقات التي أصبحت مظهرا مألوفا في الحي.
ويؤكد إبراهيم الثبيتي وجود «عصابات» تخصصت في الجريمة والسلب والنهب، اتخذت من الحي مركزا لممارساتها المشبوهة، مستغلة ضيق شوارعه للهرب من مطاردة الجهات الأمنية.
صبيخة الخبر
وفي المنطقة الشرقية، تحول حي الخبر الشمالية المعروف ب«حي الصبيخة» من حي كانت غالبية سكانه من المواطنين، إلى حي غالبية سكانه من العمالة الوافدة، بعد انتقال سكانه الأصليين إلى أحياء أخرى، فأصبحت السرقات والممارسات غير النظامية تظهر فيه بين الحين والآخر، في ظل تفضيلهم السكن فيه لرخص إيجاراته نظرا لقدم مبانيه، إضافة إلى اشتراك العشرات في إيجار منزل واحد وتقسيمه فيما بينهم.
أبو أحمد (أحد سكان الحي)، تحدث عن معاناة الحي مع الوافدين وقال: كان هذا الحي قبل 30 عاما من أفضل أحياء مدينة الخبر من حيث البناء والموقع، وكان يسكنه العديد من الأسر المعروفة، وبمرور الوقت بدأت الأسر في مغادرته وتأجير منازلهم في بداية الأمر على مواطنين، ثم ما لبث أن تحول 95 في المائة من المستأجرين إلى عمالة وافدة ليصبح المواطن غريبا في الحي، بل إن بعضنا يخشى الخروج في أوقات متأخرة من الليل بسبب السرقات.
حرة المدينة الشرقية
وفي المدينة المنورة، قال عبدالسلام الحارثي (أحد سكان الحرة الشرقية)، إنه يبحث حاليا عن مسكن آخر بعد أن بات يخشى السطو على بيته أو تعرض أبنائه لمضايقة، في ظل وجود عمالة أفريقية انتشرت داخل الحي.
حي وعيرة
ومن حي وعيرة، أضاف أحمد حسن قائلا: الحي في حاجة إلى وجود دوريات أمنية، بعد انتشار الكثير من المخالفات فيه.
خوف أم
من جانبها، قالت أمل خالد (إحدى ساكنات حي القبلتين)، إن الحي في حاجة إلى سفلتة ومتابعة من الجهات الأمنية بأجهزتها المختلفة، في ظل وجود متعاطي المخدرات والمخالفين لنظام الإقامة، حتى أصبحت أخاف على أبنائي الخروج من البيت.
في الجزء الثاني من هذه القضية نعرض لآراء بعض المسؤولين حول هذه الأحياء العشوائية، وسبل تأهيلها وتطويرها مستقبلا.
آثار نفسية
من جانبها، قالت الخبيرة في علم النفس والمحاضرة في جامعة طيبة عهود ربيع الرحيلي، إن استمرارية وجود الأحياء العشوائية في المدن قد تؤثر سلبا على التركيبة النفسية والاجتماعية لسكان المدن، خاصة أن الكثير من سكانها هم من العمالة الوافدة غير النظامية التي قد تتسبب في ارتفاع مستوى البطالة وانتشار الجريمة وظاهرة التسول، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة جنوح الأحداث بين بعض أبناء الجاليات.
حصر الملاك
وأشار العقاري المهندس يوسف عبد الله الغامدي إلى أن علاج الأحياء العشوائية لا بد أن تبدأ مراحله بالموجود في وسط المدينة، والخطوة الأولى حصر ملاكها والاجتماع بهم وتعريفهم بالفوائد التي ستعود عليهم من خلال تطوير المنطقة.
فيما أكد مدير مكتب استشارات هندسية في جدة المهندس يوسف محمد صعيدي، أن علاج مشاكل هذه الأحياء يتطلب تحويل هذه المناطق إلى أحياء منظمة متكاملة البنية التحتية.
جشع سماسرة العقار
ويعزو رئيس مجلس إدارة إحدى شركات المقاولات العقارية في جدة فهاد المرزوقي أسباب العشوائيات إلى عدم قدرة المواطنين على التملك داخل المدينة، بسبب ارتفاع الأسعار، والمبالغة في أسعار بعض المخططات، وافتقاد بعض المخططات إلى الخدمات الرئيسة.
دوريات أمنية
إلى ذلك، أشار عمدة حي الخبر الجنوبية الوليد الحميان، حاجة الحي إلى دوريات أمنية راجلة وراكبة، مؤكدا أن هناك تجاوزات متعددة لكثير من العمالة التي تجد في هذه البيوت التي تركها أصحابها ملاذا آمنا لها.
صمت الجهات
فيما أبدى عمدة حي البخارية سلطان الداموك، استغرابه من صمت الجهات المختصة عن الأحياء العشوائية، وما تشكله من خطر حقيقي يتمثل في تلك الأزقة التي تتوارى خلف الأنظار، والأسوار المظلمة التي تحوي الكثير من الخبايا، مضيفا أن الدراسة التي أجراها على الحي أوصت بإعادة ترميمه بالكامل وإبعاد العزاب عنه وإخلائه من الوافدين، مطالبا في الوقت نفسه بتكثيف الحملات الأمنية على الحي.
مشاريع المياه والصرف
وقال مدير عام المياه في تبوك المهندس صالح الشراري، إن نسبة إنجاز مشاريع المياه والصرف الصحي في هذه الأحياء وصلت إلى أرقام قياسية (80 100 في المائة) وإن العمل جار على قدم وساق للانتهاء منها في أقرب وقت.
دراسة عاجلة
وأوضح رئيس المجلس البلدي في تبوك جمال الفاخري، وجود دراسة عاجلة رفعت للأمانة عن أوضاع هذه الأحياء، وقد بدأ بالفعل العمل فيها بعد تحديد مطالبها التي تركزت في النظافة وإعادة سفلتة بعض الشوارع، والصرف الصحي، مضيفا أن في داخل هذه الأحياء مباني مهجورة وتعديات كثيرة، مؤكدا وجود تخوف من دخول هذه الأحياء نظرا لمشاكلها الكثيرة التي غالبا ما يكون مصدرها السكان أنفسهم.
فريق عمل
وإلى ذلك، يؤكد أمين المجلس البلدي في منطقة المدينة المنورة الدكتور صلاح الردادي، سعي المجلس لمعالجة أوضاع الأحياء العشوائية، وأن المجلس في جلسته ال22 شكل فريق عمل لدراسة خطط البلديات الفرعية وما نفذ فيها من مشاريع في ميزانية عامي 1426/1427ه وكذلك 1427/1428ه، ومتابعة استكمال مشروع الدراسات التنفيذية للمناطق التطويرية في المناطق العشوائية، وكذلك في بعض الأحياء مثل حي القبلتين خلال عام 1428ه، لكن ذلك لم ينفذ بسبب عدم وجود ميزانيات كافية، مما أسهم في عدم تطوير الحي وبالتالي انعدام بعض الخدمات الأخرى، لافتا إلى أن تطوير الأحياء العشوائية في المدينة المنورة قد اعتمدت له أنظمة ولوائح للتطوير وفق استراتيجية وافق عليها مجلس المنطقة والمجلس البلدي، مثل ما حدث في مكة المكرمة وجدة لتشابه الظروف، من خلال إسناد المناطق العشوائية لشركات التطوير العقاري.
إصلاح العشوائية
فيما أشار عضو اللجنة العقارية في غرفة جدة عبد الله الأحمري، إلى ضرورة إصلاح وضع الأحياء العشوائية التي مع الوقت تتمدد وتشهد كثافة سكانية، موضحا حاجة هذه الأحياء إلى تعاون كافة الوزارات والقطاعات الحكومية والخاصة، موضحا أن حالات المباني في هذه الأحياء تنقسم إلى ثلاثة أنواع؛ 20 في المائة حالتها جيدة، و30 في المائة متوسطة، و50 في المائة رديئة لا تصلح للسكن، فيما تعاني هذه الأحياء بصفة عامة من انخفاض المستوى التعليمي، وانخفاض مستوى الدخل، وسكانها من جنسيات مختلفة الغالبية منهم من غير السعوديين.
الحد من الظواهر السلبية
مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، أكد أن مشروع دراسة المناطق العشوائية الذي نفذته أمانة الطائف من شأنه الحد من الظواهر السلبية، واحتواء الآثار الناجمة عن التكدس العمراني والسكاني في غياب التنظيم، مشيرا إلى أن مشروع تطوير المواقع العشوائية الذي رفعه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة إلى المقام السامي يقضي على هذه الأحياء غير المنظمة في المنطقة، وما تعانيه من إشكالات ومخاطر أمنية واجتماعية وبيئية وصحية. وقال: صدرت التوجيهات بتشكيل لجنة وزارية رفيعة المستوى انبثقت عنها لجنة تنفيذية برئاسة الأمير خالد الفيصل تضم العديد من الجهات وتتبع هذه اللجنة ثلاث لجان، هي؛ اللجنة الأمنية ومهمتها معالجة أوضاع المتخلفين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، واللجنة الاجتماعية وتعمل على إصلاح الأوضاع الاجتماعية لسكان الأحياء في المنطقة وتنميتها، واللجنة الفنية وهي المسؤولة عن رسم لائحة تطوير الأحياء ولائحة تطوير الضواحي الخاصة بالإسكان الميسر، مبينا أن المقام السامي صادق على جميع ما رفعته هذه اللجان وبدأ العمل في هذا المشروع لخدمة أهالي المنطقة، ونقلهم نقلة تطويرية تشمل جميع أمور حياتهم.
إزالة المباني
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في تبوك العقيد ممدوح العنزي، وجود تنسيق بين الدفاع المدني والإمارة والأمانة لدراسة وضع المباني المهجورة، وإقرار المباني التي ستزال عبر لجنة «إزالة المباني الآيلة للسقوط»، مضيفا أن غالبية الحوادث التي تقع في هذه الأحياء تتمحور حول حرائق المنازل والسيارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.