بكل سخافة تجد هذا السؤال في العديد من المنتديات أو مواقع الشبكة العنكبوتية.. وكأن المسألة تحتاج إلى سؤال. للأسف لا يوجد مثل هذه النوعيات من البشر المتحجرين والمؤمنين بعقدة نفسية اسمها الشك. وإن سألت نفس هذه الفئة.. هل تقبل الفتاة بالزواج من ممرض أو طبيب؟ لقالوا وما العيب.. أو ما المشكلة.. أو لماذا السؤال أصلا؟ وبنفس السؤال نتوجه وما المشكلة إذا بالزواج من طبيبة أو ممرضة؟ مجتمع عجيب غريب. يقبل طبيب ويرفض طبيبة، يقبل ممرض ويرفض ممرضة، يقبل صيدلي ويرفض صيدلية. للأسف أن المسألة ليست مقتصرة على فئة متعلمة أو غير متعلمة بقدر ما هي صورة سوداء وضعت أمام هذه المهن.. (طبيبة .. ممرضة) وقائمة لا ندري ماذا سوف يضاف إليها. أفتخر بأننا مجتمع متدين؛ لكن أرفض ربط قضية الزواج من (الطبيبة أو الممرضة) بحجج تتعلق بالدين؛ لأن أي مختص أو متفقه في أبسط أمور الدين ليعلم أن من الجهل العظيم أن يتم استقدام آلاف بل عشرات الآلاف من الممرضات الكافرات وبنات البلد المسلمات في البيوت يحجبن عن مثل هذه التخصصات بحجة التدين. أسألكم: من هي رفيدة الأنصارية؟ هي صحابية جليلة رضي الله عنها عملت في مهنة التمريض؛ بل كانت أول من اشتغل في مهنة التمريض. عجيب.. لماذا؟ أن يحدث هذا الأمر في مجتمع يتحاكم إلى الكتاب والسنة في حين يحكم على الممرضة بأحكام جاهلية وعادات قبلية بالية ومنتهية الصلاحية منذ أول يوم خرجت فيه. أن يحدث هذا في القرن الحادي والعشرين الذي أظهرت فيه الإحصائيات حاجة العالم الماسة إلى تخصص التمريض وبشكل كبير، ونحن ما زلنا نتناقش في تقبل مجتمعنا للممرضة والطبيبة. ومجرد سؤال خطر ببالي: هل مهنة الطب أو التمريض جريمة يعاقب عليها القانون؟! أم كبيرة من كبائر الذنوب؟ أم مهنة غير شريفة في المجتمعات؟! ننتظر الإجابة من هذه الدراسة التي أجرتها مجلة لها اون لاين والتي تقول: بأن 97 % من الرجال يرفضون وبشدة الزواج من طبيبة أو ممرضة أو صحافية. أقولها بحرقة؛ لأن الممرضة والطبيبة في بقية الدول العربية يتنافس عليها الخطاب، ويحرص عليها الأقرباء قبل غيرهم. وأقول لكل من أساء أو اتهم أي ممرضة أو طبيبة بالفحش في مجلس أو منتدى أو موقع .. اذهب يا رجل فأين تفر من رب عزيز قوي شديد .. قال في محكم كتابه: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم*يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) يقول الداعية الشيخ حسين الفريدي، وهو رئيس لجنة الزواج ورعاية الأسرة بمدينة حائل عن العاملات في المهن الطبية: إن تواجد هؤلاء مع الرجال في مجال العمل لا ينبغي أن يكون مقياسا أو معيارا للرفض «فربما كانت بعض تلك الفتيات أفضل من غيرهن في الأدب والاحتشام والأخلاق» وقال: المقياس الحقيقي هو «الصلاح والتربية والأخلاق وليس مجال العمل». في النهاية أقول: تفتخر الشعوب المتقدمة جميعها بزيادة نسبها الوطنية في المهن الطبية؛ بل إن بعضها تجعل لهم مرتبات وحوافز أعلى بسبب طبيعة وظروف المهن الطبية الصعبة وخصوصا الطب والتمريض. فهل يفتخر الآباء والأمهات بتخرج أبنائهم كأطباء وطبيبات، وممرضين وممرضات أم أن نظرة بعض المجتمعات الأوروبية بأننا مجتمع متخلف يحارب التطور والعلم ما زال لها نصيب؟! عبد العزيز جايز الفقيري تبوك