يعيش الإعلامي المخضرم علي البعداني حالة انطلاق جديد في مساحات العمل الإعلامي مجددا تاريخه الكبير مع الإعلام في مرحلة ما بعد التقاعد. وفي لقائنا به البارحة الأولى بعد انتهائه من تكليف العمل خلال موسم الحج، ليحكي لنا عن جديده المرتقب في العمل خلال مرحلة ما بعد التقاعد، يقول البعداني: أستعد للسفر إلى القاهرة اليوم بعد أن انتهيت من العمل طوال موسم الحج هذا العام مذيع فترات، إلى جانب عملي الدرامي في الإذاعة أي التمثيليات والسباعيات وما إلى ذلك في الكتابة والتمثيل. • نعرف أن لك مثل هذه المشاركات منذ عملك فيها في سبعينيات القرن الميلادي الماضي والذي تخللته تجربتكم العمل في ال bbc، هل نتحدث عن هذه الفترة قبل التقاعد؟ نعم، كنا أسرة إذاعية أكثر من رائعة، ذلك الجيل هو جيل الرواد في العمل الإذاعي السعودي. تخيل أنت تتزامل وتكاد تكون واحدا من فريق عمل ثقافي قبل أن يكون إعلاميا، مثل مطلق الذيابي، بدر كريم، محمد حيدر مشيخ، محمد أحمد صبيحي، حسين نجار، اليغمور، وأمين قطان، وغيرهم؛ فمعظمنا لم يعرف طعم التقاعد، إذ تجدنا نواصل عملنا بعد التقاعد في كبد إعلامي ليس له حدود، فأنا مثلا بعد تقاعدي واصلت عملي التجاري، إلا أن الإعلام لم أجد مبررا واحدا لانسلاخه عن وجداني، فعدت. حتى في تلك الفترة العصيبة التي مرضت فيها وعانيت خلالها من نزق وشقاء قلبي لي في مراحل تلك العمليات الجراحية المتعددة عدت، ولم أكن أستطيع لأبتعد كثيرا عن الإعلام فعدت، حيث تلقفني وتلقف على وجه التحديد الزميل عبد الله الشائع مدير إذاعة البرنامج الثاني عودتي. • تحديدا، ما هي عوامل تحفيزك للعودة إلى الإعلام بعد التقاعد؟ كثيرة، أهمها كما قلت لك الاشتياق وحب المايكروفون، ثم إن الهم الدرامي إلى جانب كوني مذيع فترة يدفعني للكتابة والتمثيل، وهذا ما فعلت أخيرا، إذ إنني خلال عملي في موسم الحج في إذاعة البرنامج الثاني، هو التكليف الذي قطعت من أجله إجازتي والنقاهة في القاهرة التي أعود اليها اليوم. • ما هي أعمالك الدرامية الجديدة في الإذاعة؟ دعني بداية أشكر زميلي في الإذاعة عبد الرحمن القبيسي مسؤول الفترات الإذاعية في البرنامج الثاني لتعاونه الكبير معي. أما ما فرغت منه الآن في دراما البرنامج الثاني؛ كتبت حلقتين من (تمثيلية الأسبوع) في موضوعات تندرج اجتماعيا تحت مسمى (وراء كل باب حكاية)، كما أن لي جلسات عمل متعاقبة مع مدير الإنتاج في الإذاعة أحمد الأحمدي ومدير الإخراج فيصل منشي لخطوات برامجية ودرامية كبيرة للدورة الجديدة التي تنطلق في مطلع محرم. • ما هي أبرز ملامح هذه الخطوات؟ دخولي قريبا مجال الإخراج، حيث انتهيت من إعداد برنامج جديد من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وأعتبر هذه التجربة بالنسبة لي في التعاون مع الأدب العربي الكلاسيكي وتحويله إلى دراما محل فخر لي ولتجربتي الفنية والإعلامية. وصنعت لهذا العمل (كاركتر) جديدا وخاصا بالتراث الأدبي العربي حيث سأقوم ببطولته أيضا. كذلك سأقدم فكرة برنامج باسم (قرأت لك) وستكون البداية مع أحد أهم تراجم أنيس منصور؛ كتاب العظماء مائة أعظمهم محمد (صلى الله عليه وسلم). ومن الجديد أيضا فتح باب التعاون مع الإعلاميين السعوديين وربطهم بالإذاعة، وكانت البداية مع الزميل الإعلامي بدر العباسي الذي سأفتح وإياه ورشة عمل اجتماعية درامية محلية وبالعامية، وربما كانت الخطوة الثانية مع كاتب صحيفة عكاظ المطبوع بهذا اللون من الكتابة فتحي حلواني.
