وقد استمع جني يدعى «فرعون بن الجون» لأشعار كثيرة لابن شهيد. ويقول ابن شهيد في وصفه ل «فرعون بن الجون» كأنه هضبة لركانته وتقبضه، ويسأل ابن شهيد قرينه زهير عن هذا الجني فيقول له زهير: أستعذ بالله منه، إنه بصق في عين رجل فندرت من قفاه ! استمد الشعر الجاهلي قوته من عدة أمور ترتبط بالحياة الجاهلية وتقاليدها ومنها ارتبط الشاعر الفحل بشيطان، وتعظيم الإباء والفخر بالإنسان والانتصارات القبلية، فنلحظ اعتماد الشاعر الفحل على شيطان يوحي إليه بالشعر، كما زعم !. فشيطان امرئ ألقيس «لافظ بن لاحظ»، وشيطان النابغة الذبياني «مسحل السكران بن جندل»، وقد قال فيه الأعشى: وماكنت شاردا ولكن حسبتني ... إذا مسحل سدى لي القول انطق شريكان فيما بيننا من هوادة ... صفيان جني وإنس موفق يقول فلا أعي لشيء أقوله ... كفاني لا عي ولا هو أخرق وشيطان عبيدة بن الأرض الأسدي «هبيد» وشيطان البحتري «أبو الطبع». وشيطان أبي القاسم الإ فليلي «أنف الناقة» من سكان خيبر.. وشيطان طرفة «عنتر بن العجلان» في وادي الأرواح. وشيطان قيس بن الخطيم «أبو الخطار» وشيطان أبي تمام «عتاب بن حيناء» وشيطان المتنبي «حارث ابن المغلس» !! لذا أرى أن الدكتور الأديب عبد العزيز الفيصل، لم يذهب بعيدا حينما أورد لنا شيئا عن قصة ابن شهيد في توابعه وزوابعه، من شياطين الشعراء والكتاب الملهمين شعرا ونثرا، وذلك لما كنا نعرفه ونورده من وصف متخيل حينما نقول الشاعر الفلاني «مخاوي» أي صديقه جني وهو القرين المرافق. والمعنى واحد هو مصاحبة شيطان ملهم فيما يبدر من عظمة شاعر وبراعة كاتب !. هذه قصة من قصص أدب الخيال في الجاهلية، والموحية بشيء من شياطين الإلهام الزاعمين بها جهلا فحول الشعر الجاهلي، ولم يتواجد والحمد لله شيء من هذا القبيل لدى شعرائنا. بينما الموهبة هي مصدر إلهامهم ليس إلا !.. أعاذنا الله وإياكم من شياطين الجن والإنس معا !!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة