ماحدث للعاملة المنزلية من تعذيب (من قبل امرأة سعودية بالمدينة) هو فعل فردي لا يجب تعميمه على الجميع، وموقف بلاد هذه العاملة برفع الكرت الأحمر في وجوهنا كونها ستتخذ قرارا بمنع العمالة المنزلية المصدرة للبلاد موقف مبرر أيضا إلا أن الموقفين يحملان اللونين الأبيض والأسود بينما بينهما درجات مختلفة من اللونين قبل وصولهما إلى الموقفين (يا أبيض يا أسود). ومشكلة العمالة المنزلية هي المشكلة التي تستكين في بيوت معظمنا حتى تحولنا إلى مخزن عالمي لجمع العمالة (غير المفيدة) بل المحققة للأضرار الاجتماعية الكبيرة (والتي نعيشها الآن) وأهم تلك العمالة غير المفيدة الخادمة والسائق، ومن الأسباب الجوهرية لارتفاع نسب العمالة لدينا تحجر المجتمع في موقفه المتناقض والشاذ من تمكين المواطنة من إدارة حياتها وإنهاء مشاويرها بنفسها من خلال قيادتها لسيارتها الخاصة.. وأما وجود الخادمة فقد تحول إلى (مسمار جحا) وهو مسمار مغروس داخل كل البيوت بحجة ومن غير حجة وحين طالبنا بإدخال المرأة السعودية كمربية داخل منازلنا هاجت البلد وماجت بسؤال سخيف يتمثل: كيف تجيز لنفسك المطالبة لأن تعمل المرأة السعودية خادمة؟ بينما في كل بلدان العالم لا توجد هذه الحساسية المفرطة حيث تجد الخادمة الفرنسية والبريطانية والألمانية والأمريكية والباكستانية والإيرانية والتركية وكل منهن تعمل خادمة في بلادها.. فهل نحن المصطفون والسادة وبقية شعوب العالم كتب الله عليهم أن يكونوا خدما لنا؟ هذا الموقف الاستعلائي هو نتاج تراكمات من وهم المواطنة الزائفة المرفهة التي وضعتنا على رقاب العباد من غير مراجعة حقيقية لما نعيشه من ويلات ومصاعب اجتماعية تصل لدرجة التواكل على الآخرين حتى في جلب شربة الماء.. وفي كل مرة تتأزم بها قضية العمالة المنزلية وبمجرد إعلان الدول المصدرة لهذه العمالة رغبتها في وقف تصديرها نجد أن نوايا المستقدمين تتجه إلى دولة أخرى لتمدنا بهذه العمالة وهو الموقف الذي يتكرر في كل حين من غير أن تقف أي جهة موقف المستبصر (والمنقذ للبلد) كأن تقف الوزارات مجتمعة موقفا حازما بتغير السلوك الاجتماعي وقبول قيادة المرأة للسيارة والقبول بعمل المرأة السعودية كمربية منزل.. حالنا المتردي ليس مقتصرا على ارتكازنا على العمالة المنزلية وحسب بل على كل المهن البسيطة، فنحن الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها عمالة وطنية في جوانب الحياة المختلفة والتي تمثل قاعدة أي مجتمع فليس لدينا الفران أو المغسل أو الفوال أو البقال أو السباك أو الراعي أو الصياد أو المزارع أو الحداد أو الطباخ أو البناء أو المنجد أو السمكري أو المليس أو الدهان أو المجبس أو الحلواني أو.. يا الله كل هذه المهن يترفع عنها المواطن، إذا من يجر العربة؟ وهذا يعني أن كل المهن تم تجفيفها من ابن الوطن بحجة أنه سعودي لتصبح النتيجة أننا مجتمع يرتكز على أرض رخوة يمكن لأي حادثة أن تجعلنا معلقين في الهواء ولا نعرف هل سنسقط على رقابنا أم على بطوننا أم على ظهورنا لكن المؤكد أننا لن نسقط واقفين على أقدامنا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة