أكد ل «عكاظ» نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، أن الهيئة لن تسمح بأي اعتداء أو استيلاء على الآثار الإسلامية. وقال الغبان «إن اعتداء المواطن على بئر غرس التاريخية الواقعة في حي قباء تم التعامل معه ويجري العمل على إزالته على الفور، إذ جاء التوجيه عقب ما نشرته الصحيفة بالتواصل المباشر مع إمارة وأمانة المنطقة لإزالة هذا الاعتداء والطلب من المعتدي ما يثبت تملكه للبئر لتعويضه عنها في حال ثبتت ملكيته للأرض». وأشار نائب الرئيس إلى أن المعتدي عمد إلى تلييس الجدار الموجود سابقا وإلحاقه إلى سوره ثم بناء مواقف أمامها، إذ أن هذا التصرف يعد تعديا يخالف تعليمات الدولة في هذا الخصوص، وسيتم اتخاذ اللازم حياله فورا بالتنسيق بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة وأمانة المدينةالمنورة. وذهب الغبان إلى أنه عندما صدر أمر سام العام الماضي بحماية جميع الآثار الإسلامية في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، تم تكليف الهيئة بحفر جميع الآبار التي تخضع للحماية، ومن بين هذه الآبار بئر غرس، وتمت هذه الإجراءات بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية وأمانة المدينةالمنورة. ولفت نائب الرئيس إلى أن هذا الموقع لا تزال عليه مشكلة منذ عام 1427ه، إذ يدعي مالك المدرسة أن البئر يقع ضمن أملاكه، وجرى حينها تشكيل لجنة لهذا الغرض بالاشتراك مع أمانة المدينةالمنورة، وذكرت اللجنة في تقريرها أن البئر يقع خارج أملاك المواطن، وتم إفهامه في حينها، ومن ثم أزيلت التعديات السابقة عليها. وقال الغبان «إن نظام الآثار واضح في هذا الشأن، وأن على المعتدي الخضوع للنظام، وإذا كان لديه ما يثبت ملكيته فالنظام يكفل له التعويض ويكفل للآثار الحماية». وأكد نائب الرئيس، وجود برنامجا اختصاصيا تعمل عليه الهيئة الآن بالتعاون مع الجهات المعنية لتأهيل المواقع التاريخية، إذ لا تنظر الهيئة إلى هذه المواقع على أنها تاريخية، بل تهم الجميع داخل المملكة وخارجها، وهي سجل حي وإرث تاريخي يجب المحافظة عليه. وفي السياق ذاته عقدت أمانة منطقة المدينةالمنورة أول أمس اجتماعا طارئا مع مسؤولين في جهاز السياحة والآثار، استمر لساعات طويلة، لبحث قضية تفاصيل ما نشرته «عكاظ» حول الاعتداء على بئر غرس النبوي. وبعثت بلدية أحد مندوبا أمس للوقوف ميدانيا على البئر وذلك في أولى الخطوات الاحترازية التي تتخذها الأمانة تجاه التعدي، للتأكد من كافة الوثائق الرسمية ومطابقتها مع سجلات الأمانة. وينتظر أن يقدم مندوب البلدية، تقريرا رسميا عن عملية التعدي على البئر، والأسباب التي دفعت مالك المدرسة للاستيلاء عليها وإخفاء معالمها، وفق ما جاءت به الأنظمة المنصوص عليها في هذا الشأن. ورصدت «عكاظ» أمس الوقوف الميداني لمسؤولي بلدية قباء على أحوال البئر، إذ خرج مسؤول في المدرسة وطالب «عكاظ» بعدم التصوير ومغادرة الموقع فورا دون إبداء الأسباب. وأوضح ل «عكاظ» عدد من المجاورين لمنطقة البئر أن وفدا سياحيا مهتما بتتبع الآثار النبوية الموجودة في المدينةالمنورة، عمد إلى تكسير جزء من السور المحاط حول البئر لمشاهدة ما يحويه، إذ بقي هذ الجزء مفتوحا لمنح الآخرين فرصة النظر بعد أن جرى إغلاقها من كافة الجوانب بواسطة مالك المدرسة. وفي السياق ذاته، عقدت أمانة منطقة المدينةالمنورة اجتماعا طارئا ومطولا مع مسؤولين من الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة أمس الأول، للبحث في قضية تعدي مالك المدرسة على بئر غرس النبوية. كما بعثت بلدية أحد مندوبا للوقوف ميدانيا على بئر غرس أمس، وذلك في أولى الخطوات المتخذة تجاه التعدي، للتأكد من كافة الوثائق الرسمية ومطابقتها مع سجلات الأمانة، والتحري عن التعديات التي صاحبت البئر، والأسباب التي دفعت مالك المدرسة إلى إخفاء معالمها، وبالتالي تحديد نظامية التعديات الحاصلة. وفيما رصدت «عكاظ» الوقوف الميداني لمسؤولي بلدية قباء، خرج من المدرسة أحد المسؤولين العاملين فيها، ورفض التصوير، وطلب من مصور «عكاظ» الابتعاد عن الموقع. وتزامنت زيارة «عكاظ» للموقع مع موعد انصراف الطلاب بعد نهاية اليوم الدراسي، إذ رصدت فتحة جانبية يستطيع الشخص من خلالها مشاهدة البئر داخل السور بصعوبة بالغة. وأوضح ل«عكاظ» عدد من المجاورين لمنطقة البئر أن وفدا سياحيا مهتما بتتبع الآثار النبوية الموجودة في المدينةالمنورة حطموا في وقت سابق جزءا من السور المحيط بالبئر ليتمكنوا من رؤيتها.