«الحظ لا يصنع النجاح.. وإنما العزيمة والعلم والطموح والقدرة على تجاوز التحديات»، بهذه الرسالة انضم عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد أمين الصندوق مسؤول الاستثمار المهندس فراس التركي إلى الكيان الاتحادي ، وعلى الرغم من قلة خبرته في الوسط الرياضي، إلا أن بصمته ذات الطابع الخاص ظهرت على النهج الإداري بالتزامن مع إدارة الدكتور خالد المرزوقي، وقدم نفسه بصورة مميزة، ساهمت في معالجة الكثير من الإشكاليات المعلقة، رافضا كلمة الاستسلام كونها مفردة لا وجود لها بين ثنايا قاموسه ، عشق التحدي لثقته العالية بنفسه، ورضي بالانتقادات البناءة طالما لا توجه إلا للناجحين، المهندس فراس اختار «عكاظ» ليكشف الحقائق ويضع النقاط على الحروف في حديث الصراحة والشفافية. فإلى الحوار: • كيف بدأت العمل في الاتحاد؟ في رمضان من عام 1429ه سنحت لي الفرصة بالانضمام إلى أعضاء مجلس إدارة نادي الاتحاد بالتكليف بتوجيه من الأمير خالد بن فهد رئيس المجلس الشرفي آنذاك، والذي رأى أن تزخر المرحلة المقبلة للنادي بدماء شبابية في الإدارة المستقبلية، ومن هناء جاءت الفكرة. وكانت فترة التكليف آنذاك للمهندس جمال أبو عمارة هي البداية، والتي تعد التجربة الأولى لي للتعرف على ما يدور في الوسط الرياضي، وعندها بدأت اهتم بشئون الاستثمار في نادي الاتحاد، وخلال ذلك اطلعت على العقود الاستثمارية التي لم تكن ضمن مسؤولياتي، كما اطلعت على حقوق النادي التي تم بيعها بالكامل بموجب عقود شرعية مع ثلاثة شركاء هم (صلة)، (صاب) وإسهام. •كيف وجدت العقود الاستثمارية؟ كان اطلاعي بدافع الاستفادة وليس لإدارة استثمارات النادي، مما تبين لي بأن نادي الاتحاد هو أول ناد وقع عقده مع الشريك الاستراتيجي بطريقة تختلف عن بقية الأندية، يظهر ذلك من خلال توسيط الشركاء الثلاثة وليس بتوقيع مباشر بين الاتحاد وشركة الاتصالات، مع العلم أن الاتصالات أخذت على توقيع عقودها بنفس الصيغة مع الأندية الاخرى باختلاف القيمة المالية، إلا أن الاختلاف في عقد النادي مع الشركاء وهي نقطة مهمة يجب التركيز عليها (بأن المميزات التي من الممكن النادي أن يستفيد منها خارج عقد الاتصالات كما هو حال الأندية الأخرى تجدها مبيوعة للشركاء الثلاثة ..؟. وهو عقد رعاية شامل كان من الممكن أن يتم توقيعه برقم أكبر من الرقم الحالي. •ما رأيك بعقد الشركاء؟ العقد الذي يربط الاتحاد بالشركاء الثلاثة تم صياغته بدقة عالية، والذي كتبه يعي الأمور القانونية جيدا، وبكل صراحة «أرفع له القبعة على حرفيته العالية والحصول على مميزات كل النادي». وأعترف بان عقد الشركاء الثلاثة والذي وقع مع المهندس جمال أبو عمارة رئيس الاتحاد في ذلك الوقت قبل انخراطي في النادي والذي تم في أواخر 1428 لمدة خمس سنوات، كان بالإمكان أن يكون بقيمة أعلى. شرط تعجيزي • كيف وافقت الإدارة السابقة لنادي الاتحاد على توقيع عقد بهذه الصيغة؟ وهل هناك شرط تعجيزي يمنع فسخ العقد؟ يتهيأ لي أن هناك اتفاقا قبل توقيع العقد بين نادي الاتحاد وبين «صاب» و«صلة»، وبالتالي قبلا التنازل عن حقوقهما للاتصالات مقابل توقيع عقد جديد مع نادي الاتحاد ليضمنا حقهما، وهذا حق مشروع، ولكن لا تسألني لماذا الاتحاد وقع معه الشركاء بهذا المبلغ كوني لم أحضر الحدث، أما مسالة وجود الشرط الجزائي فبالتأكيد هناك شرط جزائي وتقدر تسميه تعجيزي لمن يرغب فسخ العقد. • هل نفهم بأن النادي محتكر؟ بالطبع .. ولا يعنى ذلك أنه محتكر سلبا، فهناك احتكار إيجابي، ولو أخذنا احتكار حقوق نقل الدوري السعودي تجده احتكارا إيجابيا، وبيع حقوق النقل بالكامل ساهمت في زيادة الدخل عند الأندية، وبالتالي الاحتكار ليس مشكلة، وإنما قيمة العقد الضعيفة. • هل حاولت تقريب وجهات النظر بين الشركاء والاتحاد بخصوص تفعيل العقد؟ وجهت ثلاث دعوات متتالية إلى الشركاء لحضور اجتماع مغلق لنضع مصلحة الاتحاد فوق كل اعتبار، إلا أنه لم يحضر إلا شريك واحد فقط. •لماذا لم تخاطب المفوض أحمد محتسب؟ محتسب لم يعد مفوضا وقدم اعتذاره •تقصد أن وجود الشركاء عرقل العملية الاستثمارية في النادي. لو نظرنا إليهم كشركات لم يقدموا ما نتوقعه منهم في تحقيق عوائد مادية، ولو نظرنا إليهم كأعضاء للنادي نجدهم من خيرة من دعم العميد. • هل تم اختيار الشركاء من منطلق الكفاءة في التسويق؟ بالطبع. ولدينا مشروع عقاري سيقام على أرض النادي، عبارة عن مشروع سكني كبير ومحلات استثمارية سينفذ عن طريق أحد الشركاء. إلتزام بالحقوق •ماذا عن قناة ART العميد؟ بيع حقوق ART للعميد وقع عن طريق صلة، وكان أعلى عقد وقع في ذلك الوقت وتم بنفس المنهج عن طريق الثلاثي. وعقب بيع قناة ART للجزيرة أوقفت البث، وبالتالي أرسلنا خطابا إلى القناة لمعرفة الوضع، وتم الرد علينا بعرض خيارين، الأول: استمرار الدفعات كما ينص العقد. الثاني: أن يكون هناك مبلغ مقطوع مع خصم مبلغ سبق لدفعة ART كرعاية لمهرجان أحمد جميل، ولم يتم المهرجان وبالتالي خصم من القيمة، ورددنا عليهم بخطاب مجلس الإدارة وننتظر الرد النهائي، كما أن لدى المجلس طرقا أخرى لتفعيل القناة، لكن لابد أن نحترم عقدنا السابق، فقانونيا قناة الاتحاد من حقها طالما أن النادي يتحصل على دفعة من الحساب بموجب عقد. الهجوم الإعلامي • بماذا تفسر الهجوم من بعض وسائل الإعلام لشخصك الذي يؤكد عدم تحقيقك المعدل المطلوب من الاستثمار؟ ردي بسيط جدا.. لو سألت من يردد هذه العبارة ما معنى الاستثمار؟ ستجد أغلبهم لا يفقه فيه شيئا، ورحلة الاستثمار تمتد لأربع سنوات لتحقيق الهدف المنشود، وإذا ما أردت أن تقيم الهدف عليك مراجعته في نهاية الفترة، وهدفنا كان أن يكتفي النادي ماديا بنسبته 85%، فبعد 10 اشهر حقق 60% والمتبقي25% للمتبقي من فترة الرئاسة، ماذا تسمى ذلك برغم أن مداخيل الأندية العالمية من النقل التلفزيوني والذي يتراوح ما بين 65% إلى 70% من دخل النادي، ونحن لسنا بمعزل عنها، بينما دخل نادي الاتحاد من النقل التلفزيوني يساوي 5% أو أقل، إضافة إلى الأندية المحلية الكبيرة، كما تشكل الرعاية 80% من الدخل الذي من المفترض أن لا يشكل أكثر من 50%، ومعنى ذلك أن المعادلة الاستثمارية للأندية تحتاج إلى إعادة النظر، وكلي أمل أن يراعي العقد الجديد للنقل التلفزيوني حقوق الأندية الجماهيرية التي تبيع وتسوق الدوري، وأن لا تقارن أندية لها مكانتها الجماهيرية وأندية أخرى نكن لها كل الحب والاحترام، وعقد النقل التلفزيوني ملك للاتحاد السعودي، وزيادته تفيد الكرة السعودية وتخدم الاندية، والهجوم الإعلامي لم يكن للاستثمار، فيكفيني شهادة الاتحاد الآسيوي وشهادة هئية دوري المحترفين وكبار رجالات الاتحاد، وقبل ذلك يكفي رضائي عن نفسي وقد يكون توجه الإدارة لم يرق للمتهجمين. كفاءة مدعومة • ربما كانت الحملة بسبب توليك منصب أمانة الصندوق؟ للمعلومية.. منصب أمين الصندوق فرض علي، وبإمكانك أن تسأل الأعضاء. ويعود رفضي إلى رغبتي في التفرغ في الاستثمار، ومنصب أمين الصندوق كان يعمل بطريقة مختلفة عن منهجي المحاسبي، وحين توليت أمانة الصندوق فضلت تغيير المحاسب بآخر سعودي، وعملنا طبقا للأنظمة المتعارف عليها في المحاسبة وفق تنظيم جديد لمستندات الاستلام ومستندات الصرف، وتلاءم النظام مع متطلبات هيئة دوري المحترفين ومع متطلبات الاتحاد الآسيوي. • ماذا بالصندوق؟ الصندوق فيه كل شيء .. قالها «ضاحكا» . وللأسف الناس كانت متعودة على نظام معين لأمانة الصندوق. وهنا طرأ الاختلاف. • لكن النظام يبقى على حاله ولا يتغير؟ حتى نضع النقاط على الحروف كان لابد من تغيير الكوادر، بمعنى أن الإدارة السابقة عملت لمدة سبع سنوات تقريبا في تسيير الأمور بطريقة واحدة وأسلوب معين، وعندما تغيرت أمور النادي تغيرت الإدارة، وسنضحك على أنفسنا إذا قلنا عكس ذلك، فصناع القرار في الاتحاد هم أيضا تغيروا، وهذا لا يمسح كل الجهود السابقة. • هل منعت صدور شيكات لبعض أعضاء الشرف؟ الذي أعرفه أن عضو الشرف الاتحادي هو الذي يعطي، ولم يسبق لي أن منعت صرف مبالغ لعضو شرف، كما أن دفعات الاتصالات تصل النادي مباشرة . • طالما عملك ناجح بماذا تفسر الهجوم الإعلامي عليك؟ لدينا عشر مطبوعات إعلامية تقريبا تسع منها تشيد بمهنية فراس التركي وتبقى واحدة تهاج، وهذا يعنى بأن عملنا أكثر من ممتاز، ولا يمكن أعمل شيء ما لم أضع رضاء الله في كل خطواتي، ولك أن توجه السؤال للمتهجمين عن أسباب سخطهم. تأثير سلبي • ماذا عن انتقادات الجمهور؟ أغلب الكلام الموجه إلي من قبل قلة من الجماهير مكررا لما يكتبه البعض، وبلا شك جمهور الاتحاد عاطفي، واستغل أصحاب النقد الهادم الإعلام في التأثير على القلة من خلال تركيزه على الفتات وترك مضمون العمل، والدليل عندما كتبوا عن مهرجان اعتزال حمزة إدريس، حيث لم ينظروا إلى أن الحفل أقيم كأول مهرجان في نادي الاتحاد بهذا الحجم، بعدما كانت فكرة المهرجان في أدراج الرياح. • لماذا لاترد؟ لن أنزلق وراء الهجوم الإعلامي، فليس المقصود فيه فراس أو الدكتور خالد، وإنما المقصود فيه نادي الاتحاد. •كيف يريدون إسقاط الاتحاد؟ المخربون من الإعلاميين ليسوا اتحاديين حتى ولو أعلنوا ذلك، لأن الاتحادي الحقيقي لا يقبل أن يسقط الاتحاد، والاتحاديون معروفون بحبهم الشديد لناديهم، فهل تريد أن اصدق بأن من يهاجم النادي اتحادي..؟، الأمر الآخر تلاحظ أن أكثر من يهاجمنا من يدركون حقيقة نجاحنا. الطفل المدلل • أنت الطفل المدلل للدكتور خالد المرزوقي؟ ليعلم الجميع بأن الدكتور خالد المرزوقي رجل إداري، وليس في حاجة تزكية من فراس التركي أو غيره، ولو لم يجد في فراس التركي القدرة الجيدة على التطوير لكان بإمكانه أن يقيله ويأتي بغيره. • هناك اتهام بأنك تتدخل في شؤون غيرك؟ لم يكن هناك أي تدخل في أي موضوع لا يخصني ما لم يطلب مني الدكتور خالد المرزوقي ذلك، ولم أتدخل في كرة القدم إلا فيما يخص الأمور المالية ، إلى جانب أمور توكل لي بخطابات رسمية أو بطلب من رئيس النادي فيما يتعلق في التنظيمات الآسيوية. شفافية • كيف ترى علاقة أعضاء مجلس الإدارة المستقيل؟ مبنية على الصراحة والشفافية، وأرى أن من يتكلم في الإعلام عن أسرار المجلس مثل الذي يتكلم عن أسرار أسرته في الإعلام، والكل يستطيع أن يتحدث بما شاء لكن ليس من قيم مجلس الإدارة نشر الغسيل. ومشاكلنا لابد أن تحل داخل البيت وليس خارجه، ولا أخفي عليك أحيانا يحدث نقاش حاد يصل إلى أبعد مما تتخيل، لكن لا أفضل الحديث عنها لوسائل الإعلام. • هل المجلس مخترق؟ نعم، تم اختراقه. غيرة • يتردد أن فراس الكل في الكل، لماذا؟ ليس صحيحا. وليس من الضروري أن أبرر للإعلام طالما أنا أعمل، ربما تكون غيرة، ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام عبرة. • هل تنوي الاستمرار في العمل في إدارة الاتحاد؟ سأستمر في حالة استمرار الدكتور خالد المرزوقي رئيسا. رغم أن ذلك لا يرضي أهله ولا أهلي، وليس تمسكا بالمنصب، ولكن من يقدم عملا جيدا يجب أن يستمر لمواصلة النجاح،. • ما هي أخطاء الإدارة؟ عدم التواجد الإعلامي في الفترة السابقة، وتأخرنا في إصدار قرار تكليف عدنان جستنية، وأنا مؤمن بأن الحضور متأخرا أفضل من عدمه. • هل سبق وشعرتم كإدارة بأن اللاعبين متواطئين في اللعبة؟ لاعبو العميد أكبر من أن يتواطؤوا في مثل هذه الدسائس، ويعون مسؤولياتهم بدرجة عالية من المسؤلية. العشوائي ينظر بعشوائية • يقال أن مكافآت البطولة وزعت بشكل عشوائي؟ من يقول بأن المكافآت وزعت بشكل عشوائي هو العشوائي، ومتعود أن تدار الأمور بعشوائية، بل وزعت حسب التقييم الفني والإداري وبموافقة من المشرف العام على الفريق ورئيس النادي. تناقض • منير رفه أشار في لقاء سابق ل «عكاظ» أن الجمعية العمومية مخالفة للائحة.. ما تعليقك؟ أولا أحترم منير رفه، واستغرب منه حول إشارته أن الجمعية العمومية لم تكن واضحة الأهداف، لاسيما أننا سبق وتحدثنا أن الجمعية العمومية عقدت كأول جمعية تعقد في نادي الاتحاد، لإطلاع أعضاء الشرف وأعضاء الجمعية عن أعمال مجلس الإدارة عن الفترة التي مضت في النادي، وبكل شفافية ووضوح، وتعتبر خطوة فريدة من نوعها التي تستعرض قائمة الإيرادات والمصروفات، إلى جانب خطوات سبق تنفيذها وأخرى ستنفذ مستقبلا، ولم يكن من ضمن أهداف الجمعية إبراء ذمة إدارة النادي. الأمر الآخر بالنسبة للحضور يدرك منير رفه أن عدد الأعضاء الذين حضروا الجمعية التي شهدت انتخابات رئاسة النادي العام الماضي يفوق 200 عضوا، بينما الأعضاء في الجمعية الماضية 112 عضوا، وهذا يعني استبعاد الأعضاء غير المسددين والذين لا تنطبق عليهم الشروط،. أما قوله حول إرفاق الميزانية المالية قبل انعقاد الجمعية بشهر فأتفق معه، كونه نظاما معمولا به من قبل الإدارة، وسبق وتحدثنا مع الإخوان في الجمعية أن المركز المالي موجود، ومن يود الاطلاع فالباب مفتوح أمامه، ومن خلال منبر «عكاظ» ندعو منير رفه بأخذ نسخة من المركز المالي للاطلاع عليه، لكي نوكد له بأن المركز المالي مدقق ومعتمد من محاسب قانوني للفترة التي تولت إدارة الدكتور خالد رئاسة النادي، ومقارنتها مع الميزانية السابقة، لكن مسألة الرجوع لخمس سنوات ماضية فهذا ليس (من اختصاصنا)، ولم نبحث من خلال الجمعية لنشر غسيل الإداراة السابقة حتى نعود إلى خمس سنوات ماضية، أما نحن فهدفنا من الجمعية إطلاع الأعضاء على مجريات التنظيم. واخيرا أريد أن أوضح أن البيان أو التقرير المالي الذي أعلن في الجمعية يختلف تماما عن البيان المالي الذي أعده الزميل منير وأعلنه بدوره رئيس النادي في ذلك الوقت أحمد مسعود حول الأوضاع المالية للنادي (بيان الإفلاس) آنذاك.
