1- زرقة في السماء القريبة مذ ظللتني بأشواقها مثل زرقة هذا الجهاز الصغير هي شقراء.. صفراء.. بيضاء.. أو هكذا أتخيل صورتها في الأثير هكذا يترآى لي الآن وجه بريء كسرب عصافير طارت من اللوح إذ رسمتها يد امرأة من حرير ليس بيني وبين الوجوه التي ترقب الضوء غير افتراض المكان الوثير ليس إلا خطوط الخيال وإيميلها وفؤادي الذي يدخل الآن مرحلة الوجع العاطفي الأخير. -2- إنه «النت» خفي حنين ترآى كما المرأة الواجفة إنه «النت» يفضي إلى اللاشعور المرائي لأفكارنا النازفة ها أنا أكتب الآن أكتب حتى أرى وجهها في الحروف ها أنا الآن أكتب أكتب لكن إيميلها لا يجيب وشاشتها لا تبوح إنني الآن بين اللظى والحتوف ليس للشعر يا صاحبي مد روح ليس بيني وبين قريني علامات خوف ليس للحب رائحة كي تفوح -3- قلت: أحمد جاءت رسالتها: والكثيرون «أحمد» قلت: إني أنا «أحمد الشعر» قالت: وما كان «درويش» و«المتنبي».. كثيرون في الشعر «أحمد» مثلك يأتون أو يذهبون إلى نصف أرواحهم والمسافات حرف شبيه وآخر يفقد معناه حين الشبه -4- قلت: أحمد لا يستوي اثنان إلا على روح هذي القصيدة جاءت رسالتها: كيف أعرف أنك إياه فقلت لها: إن وجهي كما سمرة القمح لون الرداء يميل إلى شفق بارد وكم العباءة أطول إلا قليلا ألا تذكرين؟ ضحكنا كثيرا على حرج الغزل العربي وسوء تفاهمنا في الحديث وصيد عواطفنا بالإشارة -5- قالت: الآن صف لي المحبة قلت لها: أنت هي قالت: الله الله. ثم بكت.. وأضافت: أنا قد أكون الأسى وإذا فلماذا تحب الأسى قلت كيف يكون الأسى؟ وانتظرت.. وجاءت رسالتها.. الندى طيب القلب يبكي على نفسه «كلما جف قطر الندى كان هذا مسمى الأسى» قلت: هيا صفي لي المحبة قالت: نداء السماء على الأرض وقت انفصام الغروب ملامح وجهك في حالة البعد صفو المشاعر والبوح في عتبات الأسى -6- قالت: الآن يا «أحمد الشعر» صف لي مسمى المحبة حين تخالطها لحظات الشجون قلت: من علم ربي وحكمته رجل وامرأة عند بدء الخليقة ليسوا سوى شجر ومع الوقت فاضت محبتهم باهتزاز الغصون رجل وامرأة فاض منهم جنى القلب وارتد طرف العيون رجل وامرأة. عاشقان على جمرة الحب حال الرضا والجنون -7- قالت: الآن فض يا دمي وارو ما جففته الأساطير قل للذي ركب البحر عد إنني مثل طيف الغمام قل: أرى صورة الشمس فاضت بألوانها فوق ريش الحمام إيه يا «أحمد الشعر» ما للأسى غير نبض القصيدة حين جف الكلام أحمد العواضي صنعاء، أحمد قران الزهراني القاهرة