تكثر في إدارتنا الأقسام واللجان والكوادر المادية والبشرية ومع كثرتها فالخلل يتفاقم وتتسع دائرته دون أن تبرز حلول لهذه المشاكل، وهذا يجعلك تزداد حيرة وتساؤلا ترى من يساهم في تفشي ظاهرة الإخفاق في أداء العمل داخل هذه الإدارات ومن يحصد نتيجة هذا السوء ؟!!. هل هو ضعف الإعداد والتأهيل أم غياب الضمير الحي لدى البعض فيكتفي بتحسين الصورة الخارجية وفي الداخل مشاكل لا حصر لها. إنك تصاب بالذهول وأنت تحصي مسميات اللجان لدى بعض الإدارات والتي قيل إن لكل منها عملة والذي يصب في النهاية في دراسة مشكلة وإيجاد حل وعند انتهاء المدة الزمنية التي حددت لها لإنجاز عملها ترقب النتائج وكلك حماسة لسماع الحلول التي تمخضت عن هذه الدراسات وعلى ضوئها سنتخلص من جملة كبيرة من المشاكل، ولكنك تفاجأ أن كل ما قيل إجراءات شكلية الهدف منها صرف الأنظار عن رصد الأخطاء وإثبات بالواقع أن الوضع في طريقه للعلاج، والدليل هذه التشكيلات الوهمية للجان عملها حصر الاعداد وجمعها كحصيلة لنسب غير واقعية لتفشي المشكلة وطرق علاجها. نعلم أن هناك جهات رقابية تتابع أعمال هذه الإدارات، لكن عملها يقتصر على متابعة أعمال بعينها في غالبيتها إدارية أو تنظيمية بحتة لا تعنى بالجوانب الأخرى التي تركز على قياس المخرج النهائي للعمل ونسبة تحقيق الاستفادة والتي تتوائم مع السياسة العامة للمؤسسات الحكومية والتي وضعت لتحقيق مستويات عالية لرقي المجتمع والقضاء على أغلب ما يعانيه من إشكاليات. معضلتنا أننا لا نخطو إلى الأمام بل نصر على وتيرة الجمود والعمل وفق خطط تاهت معالم الطريق فيها ولم يعد تتبعها يجدي نفعا وسط التقدم السريع لوسائل التقنية الحديثة والتي تنظم الجهود وتعنى بالجانب الفكري والنفسي وحتى العضلي للكوادر المهنية، فترفع الطاقات وتسمو بالفرد داخل هذه المؤسسات ليبدع أكثر، وهذا ما نفتقده . حقيقة ما نفتقده هو تدني الوعي وعدم الرغبة في إعمار العقل بالجديد مع ضعف وندرة في البرامج التي تستهدف بالتوعية والتدريب المسؤولين الأعلى مناصب في هذه الإدارات، لأن الثقة مطلقة فيهم بالقدرة على التحرك مع عجلة التطور والمسارعة لاكتساب المعرفة دون غيرهم، مما يجعلهم يكررون ويتكررون بنفس النهج والعقلية التي همها الأوحد فرض السيطرة والمحافظة على المكان. ما قد يكون حل ناجع تشكيل مجلس وطني، أعضاؤه من الخبراء المؤهلين جيدا وتكون مهمته دراسة أداء مؤسساتنا داخل الميدان، ومعرفة نقاط الضعف واستخلاص القوة منها للبدء في مشروع المعالجة، والذي حتما لن يكون سهلا باعتبار التغيير قد يكون جذريا لبعض الأنظمة المتبعة أو الأشخاص المنفذين، لأن الحلول الظاهرية أبدا لا تجدي، الدراسة والبحث والإعداد الجيد للكوادر بكافة تدرجاتها هو ما قد يجعلنا نتجاوز ما هو حاصل، وقبل ذلك المتابعة الدقيقة لعمل كل لجنة تشكل في الإدارات ليس من قبل مديريها وإنما جهات خارجية تبحث عن نتيجة هدر الجهد والوقت وما أثمر عنه.