يجهل كثيرون من الناس مواضع رفع اليدين في الدعاء، فيرفعون أيديهم في كل موضع ووقت، دون أن يعلموا أن المسألة محددة بدليل شرعي وهي السنة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. «عكاظ» أوردت عددا من أقوال أهل العلم الشرعي في مواضع رفع اليدين في الدعاء، والذين اختلفوا مابين مجيز في كل الأحوال، وبين من يرى أنها محددة ولا يجوز رفعهما في المواضع الأخرى.. فإلى التفاصيل: غير مستحب الشيخ عبد العزيز بن باز (يرحمه الله) رفع اليدين غير مستحب في الصلاة المكتوبة؛ لأنه ما كان يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام، وهكذا في الصلاة، لا نرفع أيدينا في الدعاء بين السجدتين ولا في الدعاء في التشهد الأخير قبل السلام؛ لأنه عليه السلام لم يرفع يديه عليه الصلاة والسلام، وهكذا في دعاء الخطبة يوم الجمعة، أو دعاء الخطبة يوم العيد لا ترفع الأيدي، لأن الرسول لم يرفع عليه الصلاة والسلام في ذلك، لكن في صلاة الاستسقاء في خطبة الاستسقاء ترفع الأيدي؛ لأن الرسول رفع، فإذا استقى الإمام في خطبة الجمعة أو في غيرها إذا استقى شرع له رفع اليدين في الدعاء، كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام، وهكذا في الدعوات الأخرى لو دعا إذا عرض له عارض فدعا في الضحى أو في التهجد دعا ربه ولو من دون صلاة. حالات محددة الدكتور خالد المزيني (أستاذ الفقه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هيئات وحالات كان يرفع فيها يديه في الدعاء، والحالات التي كان يرفع فيها يديه أثناء الدعاء المطلق خارج الصلاة، فكان يرفعهما في الاستنصار في غزوة بدر وغيرها، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في المنبر، وفي القنوت. أما الحالات التي لايشرع فيها الرفع ففي الصلاة المكتوبة وبين السجدتين أو بعد الرفع من الركوع، ورفع اليدين على المنبر بدعة باستثناء الاستسقاء والاستنصار، وكان صلى الله عليه وسلم يشير بسبابته في دعائه حينما يخطب على المنبر، كما أن المؤمنين على الدعاء يلحقهم حكم الخطيب في ذلك، أما المداومة على رفع اليدين في الدعاء بعد الفريضة مباشرة فهذا مكروه. جائز مطلقا الدكتور خالد القريشي (أستاذ الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود) لايوجد حكم غير جائز وإنما استحباب وجواز، ويستحب رفع اليدين في الدعاء في المواضع التي رفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه فيها وفيما سوى ذلك فيجوز في كل موضع وليس حراما والأفضل أن يرفع الداعي يديه فيما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. الرسول صلى الله عليه وسلم رفع يديه في حال الاستسقاء عموما وفي الخطبة والقنوت والدعاء العام. رفع اليدين في الدعاء جائز في كل المواضع، وإنما الأفضل أن يوافق المسلم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما في العبادة فإنه لايجوز زيادة شيء عليها كالصلاة على الميت، فإنها لاعلاقة لها بالدعاء، وإنما موضع صلاة ولاينبغي للمسلم أن يزيد عليها شيئا غير ما ورد، وهذا الحكم ليس لأنه مرتبط بالدعاء وإنما بالصلاة التي هي عبادة توقيفية.