«نسدد عنك التمويل البنكي القديم ونقدم لك قرضا جديدا»، هذه العبارة كانت آخر صرعات الملصقات الإعلانية والدعائية التي أصبحت أشبه ما تكون بالظاهرة في جدة، وتوضع هذه الملصقات على الصرافات الآلية على اعتبار أن عملاء البنوك هم المستهدفون من ذلك. ويبدو أن عدوى الملصقات الإعلانية عن المعلمين الخصوصيين وشركات النقل وغيرها التي توضع على واجهات المحال التجارية بطريقة عشوائية، انتقلت إلى الصرافات الآلية ولكن للإعلان عن سداد القروض هذه المرة. «عكاظ» رصدت مجموعة من صرافات آلية تتبع بنوكا عدة وضعت عليها ملصقات تتضمن عروضا بتقديم خدمات تسديد القروض البنكية بطريقة شرعية إسلامية وخدمات الرهن العقاري، بعد تسديد القروض القديمة من البنك نفسه، وخدمات تسديد بطاقات الفيزا وغيرها من الخدمات التي تدخل في المجالات البنكية والمرافق الخدمية الأخرى. ولوحظ أن هذه الملصقات دونت بأسماء مستعارة وبأرقام جوالات خاصة، وفي اتصال هاتفي على بعض هذه الأرقام؛ أجاب أحدهم أنه يعمل في معرض للسيارات في منطقة المعارض في جنوبي جدة، وقال إن آلية العمل في تقديم الخدمة للشخص لتسديد الديون البنكية التي عليه بأن يتقدم لشراء سيارة من المعرض ويبيعها في المعرض نفسه أو معرض آخر، مقابل فوائد خدمة ما بين سبعة وثمانية آلاف ريال. وأجاب آخر أن على المتقدم للخدمة إحضار خطاب تعريف من جهة العمل يتضمن مقدار الراتب مع صورة لبطاقة الأحوال المدنية وبطاقة العمل، وألمح إلى أن تكون المقابلة في مكان آخر يحدد له مكان معين دون أن يعرف جهة عمله. في اتصال آخر مع أحد الأرقام المدونة في أحد الملصقات، أوضح مقدم الخدمة أن التعامل يكون بعيدا عن المبالغ المالية، بل عن طريق سلعة تشترى وتباع من قبلهم ويتم تسديد المبلغ المقترض بسداد مبكر ومن ثم طلب قرض جديد من البنك نفسه ومنه يتم تسديد مبلغ مع فوائد للجهة التي قدمت الخدمة. وتبين أن معظم أصحاب تلك الملصقات من أصحاب المعارض للسيارات أو سماسرة لها، الملاحظ أيضا أن آلية تقديم الخدمة تكون بأوراق و إثباتات رسمية تقدم من قبل الراغب في خدمته من تلك الجهة. وإزاء ذلك، أشار مسؤول في أمانة جدة أن مثل هذه الملصقات من السلوكيات غير المرغوبة، ونظاميا غير مسموح بها في كل المرافق، وأكد أن الأمانة تتبع هذه الملصقات وتباشر إزالتها فورا مع التنبيه أن مثل هذه الأعمال تشوه المنظر العام لهذه المرافق وتسيء لسمعة بعض الجهات. واشار إلى أن الأمانة تنسق مع جهات معنية كالاتصالات، وذلك لمتابعة الأرقام المدونة على الملصقات والتحقق من وضعية المروجين لها والتعامل معهم بحسب آلية متبعة من قبل تلك الجهة. من جهته، قال مسؤول في بنك الراجحي إن البنك يتعامل مع العميل نفسه ولا يهمه أي أطراف أخرى، مشيرا إلى أنه سبق وتقدم للبنك عملاء يرغبون في سداد قروضهم ولم نجد أية إشكاليات مرتبطة معهم.
