وصف أدباء مصريون خسارة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الانتخابات التي أجريت الثلاثاء الماضي على منصب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) بأنها أضرار بفكرة الثقافة الإنسانية وإقصاء لمبادئ الحياد والعدالة والحق. وعبرت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر في بيان عن «صدمتها الكبرى» من نتيجة الانتخابات التي فازت فيها وزيرة الخارجية البلغارية السابقة ايرينا جيورجييفا بوكوفا بالمنصب في الجولة الخامسة والأخيرة من عملية التصويت، واعتبرت أن وراء «التحول المفاجئ في النتيجة ترتيبات تمت في الخفاء تدعمها قوى دولية وتحالفات سياسية» بهدف إقصاء المرشح المصري عن الفوز. وقال البيان: إن المنظمة خسرت «جهود» حسني الذي كان متقدما على جميع منافسيه خلال الجولات الثلاث الأولى للتصويت وتعادل في الجولة الرابعة مع منافسته البلغارية. وأبدى البيان رفض «مثقفي وأدباء مصر... هذه الممارسات التي تضر بفكرة الثقافة الإنسانية وتقصي مبادئ الحياد والعدالة والحق وتقف حائلا بين الضمير الإنساني». وواجه ترشح حسني للمنصب غضبا من بعض دعاة الحرية الذين اتهموه بغض النظر عن الرقابة في مصر، كما ناهضت ترشحه أيضا المنظمات اليهودية على خلفية تصريحه في وقت سابق بأنه على استعداد «لحرق الكتب اليهودية» إذا صادفها في المكتبات المصرية، رغم اعتذاره عن هذا التصريح الذي اعتبره زلة لسان. في المقابل، تعهدت الدبلوماسية البلغارية ايرينا بوكوفا الرئيسة الجديدة لليونيسكو بإجراء تغييرات جديدة لجعلها أكثر كفاءة وأقل بيروقراطية. وأكدت بوكوفا في مقابلة مع الإذاعة البلغارية بثت أمس أنها «صديقة للعالم العربي وجميع المناطق الأخرى من العالم»، موضحة أن منظمة اليونسكو منظمة عالمية لها أهداف عالمية، «وسأفعل ما هو ممكن لإقناع أصدقائي العرب بأنها كذلك». وأصبحت الدبلوماسية البلغارية (57 عاما) أول سيدة تتولى منصب الأمين العام لمنظمة اليونيسكو بعد فوزها في الانتخابات ضد الوزير المصري فاروق حسني. يشار إلى أن المدير العام لمنظمة اليونيسكو ينتخب لعهدة مدتها أربع سنوات.