إذا قصدت يوما التسجيلات الإسلامية فاستقبلك إعلان كبير على واجهة المحل يفيد بوصول النسخة الكاملة للمصحف المرتل لأحد المطربين المعروفين الذين مازالوا يمارسون الغناء على شاشات التلفاز وفي المسارح والحفلات فلا تستغرب. فقد أعطى الأزهر الشريف قبل أيام إجازة للمطرب المصري علي الحجار كقارئ للقرآن الكريم، وأوشك على الانتهاء من تسجيل المصحف الشريف كاملا ترتيلا وتجويدا بحسب أحكامه الأصلية التي يجيدها تماما، وكشف الحجار أنه بدأ منذ فترة بتسجيل القرآن الكريم بصوته في استوديو للتسجيلات الصوتية والموسيقية خاص به داخل منزله. وأكد في لقاء على إحدى الفضائيات المصرية الخاصة أنه أول مطرب يحصل على إجازة من الأزهر الشريف لتسجيل القرآن كاملا بصوته، ما أثار الكثير من ردود الأفعال بشأن ذلك، ملفتا إلى أن هذه التسجيلات لن تكون متوافرة لجمهوره في الوقت الراهن، ولن تخصص للغرض التجاري في البداية إلا إذا كانت هناك حاجة لذلك وتوفر داعم كمنتج للتجربة. وقال الحجار «سوف أقوم بإهدائها لأولادي وأصدقائي، وأعتبرها تجربة جديدة في مشواري الطويل، وأضاف: من شجعني على تسجيل القرآن هو اعتماد الأزهر لي كقارئ بعدما استعانت بي الدكتورة زينب زمزم في برنامجها «قصص الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم» كي أقرأ في كل حلقة منه سورا قرآنية. وتابع القول: لقد فعلت ذلك من أجل أن أقدم عملا طيبا في ميزان حسناتي، وليس لأغراض تجارية بحتة، وهذا الموضوع ليس سهلا كما يتصور البعض؛ لأن تلاوة وترتيل القرآن عمل غير عادي، ولكن لو أغني مثلا «عنوان بيتنا زي ما كان بس انت نسيت العنوان»، كما أنني يجب أن أجد شريكا في الإنتاج يساعدني على نشر التجربة إذا ما كانت ستأخذ الشكل التجاري مستقبلا، وقد يكون ذلك سهلا وليس بالأمر الصعب. وحول ما إذا كانت تلك التجربة ستجعله يعتزل الغناء قال الحجار: حتما ستفرض علي شروطا أعلم جيدا أنه يجب وضعها في الاعتبار.. برغم كوني أضع بداخلي رقيبا على أي أغنية قبل أن أضعها أمام أعين الرقابة، ولكن عند قراءتي للقرآن بشكل فيه إشهار وقد يحدث ذلك قريبا بعدما سجلت العديد من سور القرآن، ففي هذه الحالة يجب أن أعيد حساباتي في مسألة الغناء. قرار الحجار وإذن الأزهر له أثارت جدلا كبيرا بين العلماء المصريين وانقسموا بين مؤيد لهذه الخطوة ومعارض لها. من جانبه علق رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور مسفر القحطاني على هذه القضية بقوله: أنا أعتقد أنه لا يوجد إنسان يمنع مسلما من قراءة القرآن الكريم فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة (لقد صدقك وهو كذوب ) فماهو الدور الذي ينبغي أن تقوم به الجهات الدعوية في مثل هذه الحالات والإجابة بسيطة وهي أن يستغلوا توجهه الصحيح وبذرته الطيبة في دعوته ونصحه وإرشاده وربما أثر القرآن في تعديل سلوكه فكلنا نحتاج هذا النصح، والقضية ليست محل جواز وعدم جواز وإنما أن نحسن الظن به وربما ساهم عمله هذا في تحول أقواله إلى أفعال طيبة فبعض الأشخاص يظن الناس أنهم عصاة وفجار ولكن سريرتهم تكون طيبة والعكس صحيح، فالقضية لا تؤخذ بظواهر الأمور ولكنها تؤخذ ببواطنها.