«امرأة»من تكونين يا امرأة لا تجيء سوى في الغياب وعند احتراق المواسم ألمحك الآن عابرة شارع الروح تنتظرين لقائي مكلّلة بالهوى المتوحّش والزمهرير *** جسدي متعب نازلا في ظلام المسافة والعزلة القرويّة تأخذني للبعيد البعيد أنا لم أعدْ فارسا سيروّض فيك الجموح المشاكس يحصد عشب السريرة وردتك الأنثويّة غارقة في الملوحة - يا مهرة تستحثّ الغواية والإفك - سوف يجففها الفارس الورقيّ وينفخ من سرّه المتعطّش فيها يعلّقها نجمة في فضاء الحنين. «يأتي من الغسق المخبأ» فتىً يأتي من الورد المخبّأ ساهرا في الليل تجرحه النجوم بضوئها الممتدّ في عينيه يجلس قرب طاولتي يفتش في مروج الوقت عن تعبي, صباي, غدي يقلّب - دون مكترث - هنالك عاشق، جمرٌ تهجّد في الهوى الفتّاك حتى صار معتكفا هلمّ إليّ يا جسدا تعفّر بالطفولة سوف أسقي زرعك المحموم من عطشي تعال، أهدهد الحمّى التي تنساب في بدني سهرتُ، سهرتُ، حتى جئتَ ساقتْكَ التعاويذ، التمائم، أنت لي الوهّاج في الظلماء، فجر يدي، حرير دمي. *** فتىً يأتي من الغسق المخبّأ في غروب الروح أعرفه وينكرني. «كما يحتفي الخبز بالملح» المدينة نائمة بعد منتصف الليل منذورة للحنين الفصيحْ لست وحدك في هذه الساعة الآثمة القصيدة واقفة قرب باب الخليل بن أحمد هل تدخلين؟ المتدارك يحمل معطفه في ليالي الشتاء يضلّ الطريق إلى غرفتي. غادرتْكَ الكتابة في آخر العمر أنت الذي غسلتك المليحات ثم التجأن إليك كما يحتفي الخبز بالملح والأرض بالمطر الموسمي.