شرح كبير الفيزيائيين الطبيين بقسم الأورام بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني والأستاذ المساعد بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية، الدكتور ممدوح بن سعود القثامي، الحاصل على براءة الاختراع للمرة الثالثة من مكتب الاختراعات والعلامات التجارية في أمريكا، ل«عكاظ» تفاصيل مخترعه (كبسولة انبعاث البوزيترون لعلاج الأورام بالبروتونات الموجهة بالأشعة). وقال «إن ذلك يعد واجبا عليه وعلى كل زملائه الكوادر الطبية الوطنية المدربة». وأضاف: أن المخترع السعودي لا ينقصه شيء في العصر الحاضر خصوصاً مع الدعم الذي توليه الدولة، وأن أبحاثه استغرقت نحو عامين، وأنه يسعى لحفظ حقوقه بالتقديم على براءة الاختراع طبقا للنظام الأمريكي. • ماذا يعني لك الاختراع؟ •• يعني اتساع نافذة الأمل لكل مريض سرطان يعاني ويقاوم آلامه، وأهديه لهم، وهو الأمر الذي دفعني للاغتراب عن بلدي وأسرتي، وهوأصعب شيء مر علي طوال الفترة الماضية، وكلما تذكرت الهدف الذي أطمح له أنسى وأتجاوز كل المعوقات. • حدثنا عن الاختراع الأول.. تفاصيله وجدواه؟ •• الاختراع الأول (بوليمر) بتقنيات النانو المتقدمة يستخدم في أغراض عدة مثل تحديد أماكن الأورام السرطانية بدقة عالية أثناء العلاج الإشعاعي الموضعي والجراحي، كما يستخدم في العمليات الجراحية كمادة ذكية لفصل الأنسجة السليمة عن غير السليمة. وصمم بوليمر خصيصًا ليتم حقنة داخل أنسجة الجسم من خلال إبر متناهية الصغر ذات أعراض جانبية ضئيلة. ويهدف الاختراع إلى زيادة فاعلية علاج الأورام السرطانية ثم زيادة جودة الحياة لمريض السرطان. • وماذا عن الاختراعين الآخرين؟•• طريقة علاج الأورام بالأشعة الموجهة بالتصوير الطبي، ويعتبر نقلة نوعية في علاج الأورام بالأشعة وتستخدم التقنية الجديدة في التصوير الطبي وبالتحديد الأشعة المغناطيسية لتحديد أماكن الأورام بدقة عالية، وبالتالي تضمن هذه التقنية تسليط الأشعة العلاجية كما هو مخطط لها مسبقا، كما تستخدم التقنية في علاج الأورام الموجودة في الأنسجة والأعضاء المتحركة مع عملية التنفس، مثل أورام الرئة والجهاز الهضمي، وصممت خصيصا للاستخدام في عمليات الجراحة الإشعاعية بالتقنيات الحالية والمستقبلية. والاختراع الثالث يستخدم في البروتونات (العناصر المشحونة) لعلاج السرطان، وهي تقنية متقدمة أثبتت فاعليتها في علاج بعض أنواع السرطان، والمملكة أول من احتضن تقنية العلاج بالبروتونات في الشرق الأوسط، ويكمن التحدي في العلاج بالبروتونات في نسبة التأكد من مدى أشعة البروتون داخل الجسم وبالتحديد مداها قبل وأثناء وأيضا بعد إصابة الأنسجة المستهدفة بالعلاج. • الاختراع الذي سيخدم مصابي السرطان.. حدثنا عنه؟•• كبسولة متناهية الصغر تزرع داخل الورم أو قريبا منه بمساعدة الأشعة التداخلية أو الصوتية أثناء العلاج بالبروتونات، إذ يتم تنشيط الكبسولة بالبروتونات من خلال تفاعل نسميه «التفاعل النووي الضوئي» يحول الكبسولة لماده مشعة مطلقة لأشعة البوزيترون. • كيف تنظر لمجال الاختراع بالعلاج الإشعاعي؟•• مجال الاختراع في علاج الأورام السرطانية بالعلاج الإشعاعي التداخلي والموضعي والجراحي يخدم فئة خاصة من المجتمع وهم المرضي المصابون بالأورام السرطانية. والاهتمام والتنمية العقلية منذ مراحل التعليم الأولى، وبالذات لفئة الموهوبين، سواء بالبرامج البحثية المكثفة، أو عن طريق المعامل المتطورة، أو عن طريق الاستفادة بالتقنية الحديثة بالتدريب غير المباشر وربطها بالجهات المختصة الأجنبية، سيكون له مردود كبير خلال السنوات القادمة. • كيف تتابع أبحاثك؟•• بفضل التطور الهائل في تقنية المعلومات أتابع أبحاثي وما يستجد عليها أحياناً أثناء فترات راحتي، على الرغم من أن هذا الشيء يسبب جهدا ذهنيا وبدنيا، ولكن عندما أرى النتائج يزول كل شيء. • الاختراعات السعودية كيف تنظر لها؟ وكم استغرقت أبحاثك؟ •• المخترع السعودي لا ينقصه شيء في العصر الحاضر خصوصاً مع الدعم الذي توليه الدولة، واستغرقت أبحاثي نحو عامين بدايتها في عام 2013 وانتهت عام 2015 وتعتبر الخطوة الأولى، وتتبعها الخطوة الثانية وهي حفظ الحقوق بالتقديم على براءة اختراع لحماية اختراعاتي حسب النظام الأمريكي، إذ يجوز منح براءات اختراع المنفعة لأي شخص يخترع أو يكتشف أي عملية جديدة ومفيدة أو آلة أو سلعة تصنيع أو أجهزة أو أي تحسين مفيد جديد لها إلى حد بعيد، ومعظم طلبات البراءات المودعة لدى مكتب الولاياتالمتحدةالأمريكية تطبيقات منفعة، واستغرق الحصول على براءات الاختراع الصادرة من مكتب الاختراعات والعلامات التجارية الأمريكية قرابة السنوات الأربع لكل اختراع. • ما دور الابتكار في تنمية الاقتصاد؟•• الابتكار يعتبر المحرك الأساسي للتقدم الاقتصادي الذي يفيد المستهلكين والشركات والاقتصاد ككل ومن الأهداف الاستراتيجية للمملكة ورؤية 2030 الطموحة تحويل الاقتصاد والمجتمع إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتركيز على تصدير التقنية للخارج والتنافس على مستوى العالم من خلال خطط مدروسة تستهدف على سبيل المثال إنشاء بنية أساسية صلبة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بهدف وضع المملكة في طليعة بلدان المنطقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتنتهي بتقدمها عالميا في مراتب التطوير والابتكار أيضا من الناحية الاقتصادية، كما يهدف لتطوير وتطبيق الأفكار والتقنيات التي تعمل على تحسين السلع والخدمات أو تجعل إنتاجها أكثر كفاءة، ومن الفوائد الرئيسية للابتكار مساهمته في النمو الاقتصادي ويمكن أن يؤدي الابتكار إلى إنتاجية أعلى مما يعني أن نفس المدخلات تولد ناتجاً أكبر مع زيادة الإنتاجية، فيتم إنتاج المزيد من السلع والخدمات؛ وبمعنى آخر يؤدي الى نمو الاقتصاد الوطني.