ضمن مشروع «مركز البحوث والتواصل المعرفي» لنقل الأدب السعودي إلى آسيا، صدر حديثاً عن دار ياشلار الأوزبكية للنشر «YOSHLAR NASHRIYOT UYI»، مختارات شعريّة للشاعر والمسرحي السعودي صالح زمانان، بعنوان نُزلُ الأبديّة «Abadiyat manzillari»، نقلها من اللغة العربيّة إلى الأوزبكيّة الدكتور مرتضى سيد عمروف، حيث تأتي هذه الترجمة والنشر بالتعاون بين دار ياشلار، وقسم اللغات الشرقيّة في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند، وبين مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض، ضمن مشروع الأخير الرامي لنقل أدب السعودية وثقافاتها إلى لغات القارة الآسيوية. واختارت دار ياشلار الأوزبكية غلاف هذا الكتاب بصورة فوتوغرافية عمرها 43 عاماً للمصوّر العالمي تشيكوف مينوزا، لمنظر من أعلى بيوت الطين بمدينة نجران -مسقط رأس الشاعر زمانان-، ثم صفّت الديوان ليأتي في 112 صفحة من القطع المتوسط، شملت مقدمة المترجم، و30 نصاً للشاعر تنوّعت بين نصوص جديدة لم تنشر بعد، ونصوص تم اختيارها من ثلاث مجموعة شعريّة كان زمانان قد طبعها بالعربية هي: ديوان «عائدٌ من أبيه» -3 طبعات-، وديوان «رأسه في الفجيعة.. أصابعه في الضحك»، وديوان «أعطال الظهيرة» –طبعتان-. ويعتبر صالح زمانان من الشعراء والمسرحيين الشباب الذين رسّخوا تجربتهم في المشهد الثقافي وأثبتوا الأحقيّة، حيث توّج بجائزة السنوسي الشعرية عام 2016 كأول سعوديّ يحوزها، وجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب 2017 كأصغر من ينالها، وكتب عدة بحوث في مجال المسرح والحداثة، وطبع 8 كتب بين الشعر والمسرح، وترجمت نصوصه للغات الإسبانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والصينية، وأقام أمسيات ومحاضرات في الشعر والأدب بأكثر من 20 دولة في قارات العالم جميعها. وأكّد المترجم الدكتور مرتضى سيد عمروف، في مقدمة الديوان المُترجم أن قصائد «نُزل الأبديّة» تمثّل رؤية الشعراء والمبدعين الشباب في المملكة العربية السعوديّة تجاه العالم والوجود والإنسان والأشياء الأخرى التي تجسّد مقاصد الشعر وغايات الأدب، وسوف تلاقي احتفاءً خاصاً في أوزبكستان، سواء عند القرّاء من محبي الشعر والتجارب المترجمة، أو عند الأكاديميين والباحثين في الأدب العربي المعاصر، بوصفها تعكس الموجة الجديدة من الأدب العربي المنقول إلى الأوزبكيّة. وأشار إلى أن المجموعة ستُقدم ملمحاً حداثياً جلياً لما توصلت له التجربة الشعريّة في المملكة، من ناحية الشكل الشعري، أو من نواحي الموضوعات والاستنادات الثقافيّة والمعالجات الفنيّة، فنصوص صالح زمانان في هذا الإصدار تأتي ضمن تصنيف قصيدة النثر العربيّة، وتتجلّى في ثناياها اشتغالات بديعة، تتناول غير المألوف تارةً، وتصطنع من خلاله صورة شعريّة جديدة ومشعّة، وتارةً تتناول المألوف والاعتيادي/ اليومي، لكنّ هذا التناول لا يُهمل الدهشة، فهو يأتي من جهة مفاجئة كالفلسفة أو التراث أو حتى المسرح، الذي يُعدّ الشاعر زمانان أحد كتّابه المهمين في السعودية. وسبق للدكتور مرتضى سيد عمروف قبل هذا العمل، أنْ ترجم عدة أعمال من الأدب السعودي إلى اللغتين الأوزبكيّة والروسيّة، ونشر العديد من البحوث العلميّة التي ناقشت موضوعات الترجمة والأدب العربي، كما عمل أستاذاً مشاركاً في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود، وقام بتدريس اللغة العربية وآدابها في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند. يذكر أن مركز البحوث والتواصل المعرفي -مقره الرياض- أطلق في مطلع العام 2019، مشروعاً تواصلياً ثقافياً يهدف إلى نقل الآداب والثقافات السعودية إلى لغات القارة الآسيوية، حيث دشّن المركز في أغسطس الماضي، بمعرض بكين الدولي للكتاب 2019، ثلاثة كتب من الأدب الكلاسيكي السعودي ترجمها إلى اللغة الصينية بالتعاون مع جامعة بكين للدراسات الأجنبية ودار نشر جامعة بكين لإعداد المعلمين ودار انتركونتننتال للنشر، والكتب هي رواية «ثمن التضحية» لحامد دمنهوري، ورواية «ثقب في رداء الليل» لإبراهيم الناصر الحميدان، والمجموعة القصصية «عرقٌ وطين» لعبدالرحمن الشاعر.