الشهرة عالم مثير لاسيما إذا ما اقتُرنت بحياةٍ محتواها البحث عن الماركات والسفر والترفيه، ولا أعتقد أن طريقها بات صعباً أمام معادلة العرض والطلب ومعطياتٍ عصرية أغلبها هشّ وفارغ كنتيجة حتمية لهذه المعادلة لن تخطئ عيناك محتوى ما يُعرض عبر منصات برنامج «السناب شات» مثلا، كمية السذاجة والمواقف والمقالب والأفكار. إحداهن تصور طفلها أمام مئات المتابعين أثناء إخباره بوفاة جدته التي هي أمها! لا أعلم حقيقة ما الرسالة التي تود إيصالها هذه المشهورة، أو الهدف المنشود من تصوير، وحديث إحداهن وهي مستلقية على السرير. وإذا افترضنا أنها رغبة الجماهير أو كما يقال «الجمهور عاوز كدا»، فمجرد التفكير في فكرة الاعتراض أصلا ستؤدي بك إلى الإقصاء التام! في ظروف كهذه عليك أن تبتعد وترفع الشعار الشهير «وأنا مالي». مع معاودة القراءة لمخلفات ذوقٍ كهذا، ستلحظ أن البعض من متابعي المشاهير بات يصنع لنفسه عالماً افتراضياً يقترن بحياة ويوميات المشهور، يراه في قرارة نفسه واقعاً مثالياً عليه أن يعيش فيه فوق كل اعتبار، سيرسم خيالات لا علاقة لها بحالته المعيشية، فيتجرأ على كسر كل الحواجز ويبذل المستحيل في سبيل تحقيق المال مثلا، لن يقنعه شيء، فهو ما يزال تحت تأثير مقارناته التي تجعله تعيساً مكتئباً دائماً. هنا لا غرابة أمام تفاهة ما نسمع من مشكلات زوجية وأسرية عصرية كانعكاس طبيعي لرغبة التقليد والتطلّع والتأثر بحياة المشاهير. إن هذا الكم الجارف من مقاطع التفاهة متوقعُ جدا، لاسيما في ظل غياب القدوة الحسنة، أو لنقل في عدم تسليط الضوء الكافي عليها لأنها فعليا موجودة ولكن أين دورها؟ نحن أحوج ما نكون لمشهورٍ واعٍ يمثل قدوة للجيل، يبث أفكاراً بناءة ينشر وعياً، يتبنى مشروعاً رائدا، نعم نحتاجه أمام هذا الفراغ الذي يوّسع من دائرة هذا السُخف اليومي الذي تمطرنا به منصات السناب شات وغيرها.