تميز جناح الحدود الشمالية المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 33» بتنوع وعمق المحتوى المعروض، حيث يمكن الجناح زواره من التعرف على ما تزخر به المنطقة من إرث تاريخي وحضاري كبير، ومن بين المعالم التاريخية يبرز قصر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي تحتضنه قرية لينة التاريخية. تقع قرية لينة في محافظة رفحاء التابعة لمنطقة الحدود الشمالية (أحد المراكز الإدارية الواقعة إلى الجنوب من المحافظة) بنحو 105 كيلومترات، وتضم قصرا للملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وهي من أقدم قرى شمال المملكة العربية السعودية التي تحتوي على العديد من المواقع التاريخية والأثرية المهمة. وذكرت المراجع التاريخية القديمة أن قرية «لينة» تضم 300 بئر لا يزال بعضها موجودا حتى اليوم، وتقع في مكان إستراتيجي بين النفود والحجرة، وعلى مفترق طرق رئيسية تربطها بمناطق: الرياض، والقصيم، وحائل بالطريق الدولي المار بالحدود الشمالية، وأيضا على طريق تجاري قديم كان يربط منطقة نجد بالعراق، وبالقرب من «درب زبيدة» المعروف. ويتوسط قصر الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - قرية «لينة»، وتم إنشاؤه عام 1354 / 1355ه بعد توحيد المملكة ليكون مقرا للإمارة، وهو من المواقع التاريخية البارزة في محافظة رفحاء، حيث ما يزال شامخا بإطلالته وطرازه المعماري القديم. وتبلغ مساحة القصر 4000 م2، وبني من الطين واللبِن والحجارة، ويضم سورا في أركانه 4 أبراج دائرية الشكل تستخدم للحراسة والمراقبة، وتتوسطه بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب، ومن الداخل غرف خاصة لسكن الملك عبدالعزيز وأسرته، وأخرى خاصة للضيافة واستقبال الضيوف، بجانب مسجد صنع سقفه من سعف النخيل، وبئر قديمة، ومكان مخصص للخيول، وفناء واسع تطل عليه معظم الغرف. تجدر الإشارة إلى أنه جرى ترميم القصر من قبل هيئة السياحة والتراث الوطني للمحافظة على عراقته التاريخية، حيث يعتبر من الأماكن التي يتردد عليها الزائرون لمحافظة رفحاء. وتعتبر قرية «لينة» من القرى الغنية بالآثار الجديرة بالاهتمام، وكانت إلى وقت قريب مركزاً تجارياً مهماً يجمع بين تجار العراق والجزيرة العربية خصوصاً من أهالي منطقتي نجد والشمال، كما كانت مكانا لتلاقي التجار وأهالي البادية، لتوفر المياه في آبارها.