شهد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عصر اليوم (الأحد)، انطلاق فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها 16 تحت شعار «بالتراث نسمو»، والتي ينظمها معهد الشارقة للتراث. واطلع القاسمي على بيئات الإمارات الزراعية والجبلية والصحراوية ضمن الفعاليات المشاركة في أيام الشارقة التراثية، وشاهد سموه عرضاً حياً لحرفة سقي الماء باستخدام «اليازرة». وتوقف عند منصة جمهورية التشيك، ضيف شرف أيام الشارقة التراثية، وتعرف على معروضات المنصة، وما تحتويه من فنون تشكيلية تراثية وتاريخية، وعروض متنوعة من الفنون المعاصرة والتقليدية، وبرنامج المشاركة التشيكية خلال الأيام، الذي يتضمن العديد من العروض المسرحية والموسيقية والأدبية وورش العمل الفنية. وأبدى إعجابه بمعرض «ماضٍ وذكريات من السعودية والإمارات» للفنان التشكيلي السعودي عبدالعزيز المبرزي، الذي يحكي ماضي وذكريات دولتي السعودية والإمارات منذو مراحل التأسيس إلى الآن. كما تعرف على ما تضمه المنصة من أنشطة وبرامج وفعاليات وعروض فنية شعبية، وحرفية وفنية، تعكس عراقة التراث السعودي، وخصوصيته، وتقاطعاته مع التراث المحلي الإماراتي خصوصاً والخليجي عموماً، ومن ضمنها لوحات لمعالم تاريخية في البلدين. وافتتح حاكم الشارقة متحف النابودة، بعد أعمال الترميم واستحداث عدد من القاعات، الذي تشرف عليه هيئة الشارقة للمتاحف. ويشارك في أيام الشارقة التراثية هذا العام أكثر من 600 من الخبراء والباحثين والكتّاب والإعلاميين من أكثر من 31 دولة من مختلف بلدان العالم، كما تشارك في الفعاليات 38 فرقة، من بينها 20 فرقة محلية، و18 فرقة دولية. ويعكس شعار أيام الشارقة التراثية لهذا العام «بالتراث نسمو» إستراتيجية ونهج الإمارة بشكل عام، ومعهد الشارقة للتراث بشكل خاص، من خلال الفعاليات السنوية والموسمية، التي تسمو وترتقي بالتراث مضموناً وشكلاً، وتكرّم رواده والمبادرين فيه، ويرمز الشعار إلى صون التراث، والحفاظ على الهوية الثقافية، والخصوصية المحلية. وتستمر فعاليات أيام الشارقة التراثية حتى 21 من أبريل الجاري في مختلف مدن ومناطق الشارقة، متضمنة حزمة من الأنشطة والبرامج والندوات والمحاضرات، والمسابقات والفعاليات التي تُقدم وتُعرض لزوار وجمهور التراث، إذ يتجلى في تلك الفعاليات عبق التاريخ، ومهارة الحرف، واستحضار الفنون الشعبية والبيئات الإماراتية المتنوعة. وتقدم أيام الشارقة التراثية هذا العام 4 معارض كبرى، هي: معرض عام زايد، وهو المعرض الرئيسي احتفاء بعام زايد، ومعرض «ماضٍ وذكريات» من تراث المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للفنان التشكيلي عبدالعزيز المبرزي، ومعرض «الكائنات الخرافية»، ومعرض «الفنون الجميلة». ويتضمن جديد الأيام هذا العام: برنامج «المجاورة» ويتناول الحكايات الخرافية والأساطير التاريخية في الشارقة، وبرنامج «قرية الطفل»، والبيئات التراثية التي تستعيد لنا كل عام حياة الماضي في صور بهية وجميلة، ومقهى الأيام الثقافي، وعروض فنية على سفينة البغلة، وغيرها من الفعاليات والأنشطة المبتكرة حول التراث والثقافة. وقال رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للأيام الدكتور عبدالعزيز المسلم: «تحظى أيام الشارقة التراثية بدعم كبير ومستمر من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، منذ النسخة الأولى، وبفضل هذا الدعم أصبحت نموذجاً يحتذى في تنظيم المهرجانات الثقافية الشعبية الكبرى، وتعتبر تظاهرة ثقافية مهمة ومميزة زاخرة بالفعاليات والبرامج والأنشطة التراثية المليئة بالنشاط والمعرفة والترفيه، فهي قيمة حضارية وثقافية ومعنوية تقدمها إمارة الشارقة إلى دولة الإمارات والعالم العربي، ومحفل ثقافي مهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري». وتعتبر أيام الشارقة التراثية حدثا موسميا سنويا، وملتقى كبيراً تتفاعل فيه الحضارات والثقافات ضمن جهود إمارة الشارقة، في مجال الحفاظ على التراث والتاريخ والتعريف بهما، والتأكيد على أهمية التراث وأصالته وضرورات صونه والاستفادة منه والاستمرار في نقله للأجيال الجديدة، إذ يحتل التراث وجهود الحفاظ عليه، مكانة مرموقة ومهمة، ويأتي على رأس أولويات اهتمامات الدولة والإمارة.