ارتباط السعوديين بالقهوة حد الإدمان، يفسر إعجابهم بشعر راكان الحثلين: «يا محلا الفنجال مع سيحة البال.. في مجلس مافيه نفس ثقيله». إذ كشفت آخر تقديرات وزارة التجارة والاستثمار، أن السعوديين ينفقون نحو 700 مليون ريال سنويا، على القهوة والشوكولاتة، فيما ارتفع الاستهلاك 12% خلال عام واحد، بين 2016 و2017، ما أدى إلى انتشار «الكوفي شوب» بشكل مبالغ فيه بمدن السعودية. ولا غرابة أن يرتبط السعوديون بالقهوة منذ زمن الخيل وبيت الشعر، إلا أن ما يدعو للدهشة أن يصل الأمر إلى وقوف الشباب طوابير طويلة بانتظار طاولة خاوية أو مقعد للجلوس في إحدى الكافيهات، بل تطور الأمر إلى الحجز من الصباح الباكر لقضاء بعض الوقت في رحاب القهوة. الأكثر غرابة أن حقيقة ما ينفقه السعوديون على القهوة مازال رقما يتأرجح بعيدا عن تقديرات «التجارة»، إذ تناولت العديد من التقارير إجمالي الإنفاق بمبالغ ذي 9 أصفار. وهو ما يؤكد ضخامة حجم الإنفاق على هذا المشروب العجيب. وبلغة الأرقام باعتبارها أفضل لغات الحديث عن حجم الاستهلاك، كشفت مصلحة الجمارك أخيرا أن إجمالي واردات المملكة من البن في 2017 بلغ نحو 58.784 طنا، بقيمة تجاوزت 832.5 مليون ريال، أما في 2016، فقد بلغ حجم الواردات 51.784 طنا، بقيمة تجاوزت 675 ريالا بزيادة بلغت 18.9% في القيمة، و11.9% تقريبا في الحجم. كما كشفت بيانات الجمارك أن إثيوبيا واليمن والهند والبرازيل وإيطاليا وأمريكا والصين الشعبية والكويت وكندا وكينيا، هي أبرز الدول التي تصدر القهوة للمملكة. يذكر أن «جدة» ستشهد إنطلاق المعرض الدولي للقهوة والشوكولاتة اليوم (الجمعة)، ويتضمن تقديم 10 أنواع من القهوة العالمية، على مدى 3 أيام.
