الاعتذار شجاعة لا يجيدها إلا الأقوياء الواثقون من أنفسهم، الذين يتحملون مسؤولياتهم وأخطاء مرؤوسيهم، لكنها في بعض الأحيان لا تجدي إذا كانت لا تصلح الخلل، أو أن الحلول البديلة لا تعوض الفائت. وعلى رغم اعتذار وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الخميس الماضي أمام الملأ عن الخطأ الفادح في مقرر «الاجتماعيات والوطنية»، بيد أن اعتذاره لم يجد قبولاً لدى عدد من السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، كونه لم يعلن عن محاسبة المتسبب المباشر في الخطأ، فيما ربط تربويون سحب الكتب وطباعة كتب جديدة بعد تصحيح الخطأ «غير المقصود» بحادثة إعفاء مدير مدرسة من منصبه في تبوك قبل نهاية العام الماضي لتمزيق طلابه كتبهم أمام مدرستهم. واعتذار وزير التعليم الأخير لم يكن الأول، الذي يتحمل فيه أخطاء مسؤولي وزارته من المتخصصين في المجال التربوي والحاصلين على شهادات عليا في التعليم، إذ سبق أن أعلن العيسى اعتذاره من المعلمين والمعلمات قبل أربعة أشهر على الخلل الذي صاحب حركة النقل الخارجي بعد إطلاقها بدقائق، ما اضطر الوزارة إلى تأجيلها لأيام عدة. وفي حال مر اعتذاران للوزير العيسى من دون تطوير ومعالجة الخلل في وكالة الشؤون المدرسية المسؤولة عن حركة النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات، ووكالة المناهج المسؤولة عن المقررات الدراسية، سيضطر بعد كل خطأ في وزارته لتحمله وحده، والاكتفاء بالاعتذار فقط عبر تغريدة مكونة من 140 حرفاً في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».