هو شاعر.. هو ناثر.. هو كاتب.. هو صحفي عَلَمٌ كبير.. متفرد في شعره عن معاصريه بخروجه عن سرب الشعراء التقليديين بما خلفه من شعر.. هو ذوب الوجدان، جميل التعبير والبيان، هو صادق في وفائه الذي أكسبه محبة الكثير. ولئلا أطيل عليكم هو من الذين كانوا طليعة الرعيل الذي كان منهم: الشاعر حسن عبدالله القرشي، والشاعر محمد الشبل، والشاعر محمد صالح باخطمة، والشاعر مقبل العيسى.. هو الأستاذ الشاعر عبدالغني قستي تغمده الله برحمته - الذي يقول في مقطوعة شعرية بديوانه (أحزان قلب).. باقة من شعر الوجدان وعنوان المقطوعة «أسعد الأيام»: يا حبيبي والنوى لم تمتحن يوماً سوانا كيف أسلوك وأسلو معهداً أصان هوانا؟ وسقانا من رحيق العلم سحراً وبيانا أنا لولاه ولولا روضة ضمت منانا وبقايا ذكريات رددت رجع صدانا وأعادت لي ربيع الحب في عهد صبانا فإذا الماضي أراه مثلما كنت وكانا لم تغيرنا الليالي أو تبدل من هوانا أنا لولا هذه الأشياء لم أذكر فلانا لا ولم أفخر بأني شاعر أهوى الحسانا .. أعادني لذا ما كتبه الأستاذ خالد القشطيني بجريدة «الشرق الأوسط» تاريخ 21/3/1438ه عن الصديق الحبيب والشاعر المجيد الأستاذ عبدالغني قستي والحوار الذي جرى بين الأستاذ القستي، والأستاذ زاهد محمد زهدي عن الهاتف وما أدراكم ما الهاتف! وبالعودة للديوان وجدت مقطوعة نظمها ونحن نتسامر في حوار عن الحب وشجون المحب الذي لا يعرفه محبوبه فيعيش بالأحلام أفضل الساعات والأيام.. والأعوام أيضاً، والقصيدة هي: ما أنت إلا مهجة خفقت بصدر الرافدين وقصيدة هزت بها بغداد قلب الخافقين إذ راح شعرك في الورى يسري مسير النيرين ويهز أعطاف الوجود ويزدهي كالفرقدين وأنا المحب وديعة في راحتيك ألا ترين؟ * * * إن لم تزينك الأساور والعقود الغاليات فكفى يمينك أنها حملت يراع الخالدات وكفى لديدنك زينة إن كنت شاعرة الفرات .. رحم الله صديقي الحبيب الأستاذ عبدالغني قستي الذي ما زالت ذكراه في قلوبنا. السطر الأخير: فخلود ذكر المرء عمر قد تجدد ثانيا وهو النعيم ولا نعيم سواه يبقى وافيا