علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة في الملحقية الثقافية في واشنطن أن 50 رئيس ناد طلابي سعودي من مختلف الولايات قدموا عريضة إلى الملحق الثقافي، تتضمن المطالبة بإعادة النظر في حسم المكافأة المالية الشهرية للطلبة المبتعثين، إضافة إلى شكاوى على شركة التأمين الطبي الجديدة المخصصة للطلبة. وكشفت المصادر ل«عكاظ» تحويل الملحقية الثقافية في واشنطن «العريضة» إلى وزارة التعليم، في خطوة تأتي بعد مطالبات الملحقية في وقت سابق للوزارة بالتريث في تطبيق قرار إيقاف مكافأة بدل العلاج للمبتعثين. وأشارت العريضة (حصلت «عكاظ» على نسخة منها) إلى أن المكافأة الشهرية تعد «معينا للطلبة في غربتهم»، مؤكدين ضرر حسم البدل على كثير من الطلبة المبتعثين، خصوصاً «من لديهم أطفال وعائلة سيتضررون ضرراً كبيراً بهذا الحسم، الذي سيؤثر على طبيعة حياتهم وميزانيتهم الشهرية». وتضمنت العريضة شكوى على شركة التأمين (United Health Care)، التي تم التعاقد معها خلال 2016، إذ اتهمها رؤساء الأندية ب«أنها لا تقدم الخدمة الطبية المميزة، إذ إن العديد من الطلبة المبتعثين اضطروا إلى دفع مبالغ إضافية لتعويض النقص المالي عند تلقيهم العلاج وزيارة المستشفيات، ما أرهقهم كثيراً وتسبب بمديونيات مالية كبيرة للكثير منهم». وطالب رؤساء الأندية الطلابية الموقعون على العريضة (تحتفظ «عكاظ» بأسمائهم) بإعادة النظر في حسم بدل العلاج النقدي من المكافأة المالية، أو تغيير شركة التأمين الطبي إلى شركة تأمين تقدم خدمات أفضل، مؤكدين أنهم يحملون «أمانة تمثيل زملائهم المبتعثين لإيصال رسائلهم». ..ومبتعثون: فوجئنا بالقرار! انتقد عدد من المبتعثين في الولاياتالمتحدة بعض المضامين الواردة في خبر «عكاظ» بعنوان (إيقاف «بدل العلاج» للمبتعثين ومرافقيهم.. الشهر القادم)، في (10/3/1438)، مشيرين في رسائل بعثوها للبريد الإلكتروني لرئيس التحرير إلى أنهم لم يبلغوا بالقرار، فضلا عن أنهم سيتضررون منه حال تطبيقه. ونالت «عكاظ» قسطاً من وابل الانتقادات الطلابية من المبتعثين بعد أن انفردت بالخبر، وتؤكد الصحيفة أن مهنيتها تقتضي نقل الأخبار بدقة وفق ميثاق شرفها، وسط ترحيب منها بانتقادات الطلبة، لذا أتاحت لهم مساحة لنشر ردودهم وآرائهم، بحيادية. [email protected] أفاد المبتعث في جامعة روبرت موريس ولاية بنسلفانيا عبدالمجيد القحطاني، أنه لم تصلهم إيميلات تفيد بحسم بدل العلاج، مشيرا إلى أن دخول القرار حيز التنفيذ سيلحق بهم كثيرا من الأضرار المادية. وقال القحطاني: «هناك كثيرون في أمس الحاجة للمبلغ المحسوم، وكان الأجدى بمحرر الخبر عدم نقل آراء مغايرة عما أدلى به المبتعثون». [email protected] رأى المبتعث نافع الحربي أنه لا يحق لأي أحد أن يتحدث باسم الجميع ويعبر عن آرائهم، مشيرا إلى أن قرار حسم البدل الطبي مؤثر، وسيتضرر منه كثير من المبتعثين حال تطبيقه، خصوصا العوائل التي تستلم مكافأة لا تكفي لقضاء متطلباتهم، مبينا أن التأمين لا يغطي كل المصاريف، ويضطرون لدفع أموال من جيوبهم للرسوم المشتركة والأدوية وبعض الوصفات الطبية. [email protected] ذكر رئيس النادي السعودي في جامعة شارلوت بكارولينا الشمالية أحمد النداح، في رسالة وجهها لرئيس التحرير، أنهم لم يتلقوا أي رسائل على البريد الإلكتروني تبلغهم بالقرار، متذمرا مما نشر في «عكاظ» وأن ما ورد لا يمثل لسان المبتعثين. [email protected] أبدى المبتعث محمد الحسين استغرابه مما نقلته «عكاظ» بأن المبتعثين غير متضررين، مؤكدا أن جميع الطلاب تفاجأوا بالخبر خصوصا أن الشركة التي لديها شراكة مع SACAM تتهرب من دفع قيمة الأدوية. [email protected] أشار المبتعث أيمن العمري إلى أن الطلاب المبتعثين في الولاياتالمتحدة هم أكثر المتضررين من الحسم، إذا ما عرفنا أن المبتعثين في الدول الأخرى يتقاضون مكافأة لا تقل عن 2000 دولار أمريكي لكل شخص، بينما يتقاضى المبتعثون في الولاياتالمتحدة مكافأة لا تزيد على 1739 دولارا، وهي لا تكفي لآخر الشهر، مبينا أن التأمين الطبي الحالي لا يغطي الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية جدا، و«لدي ما يثبت ذلك بالفواتير». وزاد العمري: «ختاما أتمنى أن توضحوا الصورة الحقيقية للواقع وألا تنساقوا خلف المحسوبيات وتجميل الصورة للمسؤولين». [email protected] قال المبتعث مالك العنزي: «أخي جميل الذيابي أنا مبتعث وخُصم مني نحو 110 دولارات، وهذا يؤثر سلبا علينا، وما أوردته صحيفتكم حول حسم بدل العلاج، يضرنا كثيرا». [email protected] أكد المبتعث عمر تضرر غالبية المبتعثين حال دخول قرار إلغاء بدل العلاج حيز التنفيذ، ملمحا إلى أن المكافأة التي يتقاضونها لا تكفيهم، وغالبيتهم يقترضون ويطلبون تحويلات من ذويهم للوفاء بالتزاماتهم الأساسية. [email protected] أوضح المبتعث عبدالعزيز العماني أنهم فرحوا بأن أحد أعمدة الصحافة السعودية تبنت قضيتهم، مستدركا بالقول: «لكن ما آلمنا أن الملحقية الثقافية في أمريكا تتكتم على الخبر إلى يومنا هذا، وتكتبون في صفحاتكم أنها قد نبهت الطلاب كي يستعدوا!». وقال: «هل يعقل أن تستنزف شركات الديون والفواتير الصحية ميزانياتنا، وتأتي «عكاظ» لتقول إن غالبية المبتعثين تلقوا الخبر بصدر رحب، وهم يعانون آلام الغربة، بعيدا عن الوطن؟». رأي المحرر كانت «عكاظ» ولا تزال تنقل الخبر بمصداقية وحيادية وموثوقية، وفق ميثاق شرفها المهني، ولم تكن يوما مرحبة بأي ضرر يلحق بأي فئة من فئات المجتمع، خصوصا طلاب الابتعاث الذين يكابدون آلام الغربة ومتاعب الدراسة. وتؤكد «عكاظ» وقوفها الدائم مع المبتعثين، وغيرهم من شرائح المجتمع السعودي، وتحرص على نقل همومهم للمسؤولين وإتاحة الفرصة لهم لنشر آرائهم وردودهم بحيادية تامة، وما نشر في خبر (إيقاف «بدل العلاج» للمبتعثين ومرافقيهم.. الشهر القادم)، لم يكن القصد منه الإضرار بالطلاب المبتعثين ونعلنها على الملأ وقوفنا معهم.
