ولي العهد يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي    شهداء ومصابون في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    الأوكراني أوزيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع    في الأحساء تنفيذ 10 مشاريع في اختتام "أساطيل المستقبل"    رفضت بيع كليتها لشراء زوجها دراجة.. فطلقها !    خبير سيبراني: تفعيل الدفاع الإلكتروني المتقدم يقي من مخاطر الهجوم    «هيئة العقار»: 18 تشريعاً لمستقبل العقار وتحقيق مستهدفات الرؤية    الأهلي يضمن الثالث.. الحزم يحرج الرياض.. التعاون رابع الكبار    لقب الدوري الإنجليزي بين أفضلية السيتي وحلم أرسنال    السفارة السعودية في تشيلي تنظم حلقات نقاش بعنوان "تمكين المرأة السعودية في ظل رؤية المملكة 2030"    مقتل 3 فلسطينيين على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على رفح    تنظيم جديد لتخصيص الطاقة للمستهلكين    «التعليم».. تكشف شروط نجاح الطلاب والطالبات بجميع المراحل    خادم الحرمين يأمر بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    سلة الهلال تُتوّج بلقب المربع الذهبي    اطلع على مشاريع التطوير لراحة الحجاج.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة يتفقد المشاعر المقدسة    زيارات الخير    محتالة تحصل على إعانات بآلاف الدولارات    طبخ ومسرح    سمو ولي العهد يستقبل الأمراء والمواطنين    مواقف مشرّفة    «تيك توك» تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    330 شاحنة إغاثية إلى اليمن وبيوت متنقلة للاجئين السوريين    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    الماء (2)    جدول الضرب    «التعليم»: حسم 15 درجة من «المتحرشين» و«المبتزين» وإحالتهم للجهات الأمنية    قرى «حجن» تعيش العزلة وتعاني ضعف الخدمات    المقبل رفع الشكر للقيادة.. المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو"    27 جائزة للمنتخب السعودي للعلوم والهندسة في آيسف    انطلاق المؤتمر الأول للتميز في التمريض الثلاثاء    «باب القصر»    اشتباك بالأيدي يُفشل انتخاب رئيس البرلمان العراقي    عبر التكنولوجيا المعززة بالذكاء الاصطناعي.. نقل إجراءات مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    للسنة الثانية.. "مبادرة طريق مكة" في مطار إسطنبول الدولي تواصل تقديم الخدمات بتقنيات حديثة    تحدي البطاطس الحارة يقتل طفلاً أمريكياً    دعاهم إلى تناول السوائل وفقاً لنصائح الطبيب.. استشاري: على مرض الكلى تجنّب أشعة الشمس في الحج    مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    وزير التعليم: تفوّق طلابنا في «آيسف 2024» يؤسس لمرحلة مستقبلية عنوانها التميّز    كيان عدواني غاصب .. فرضه الاستعمار !    أهمية إنشاء الهيئة السعودية للمياه !    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    الهلال يحبط النصر..    الخبز على طاولة باخ وجياني    جماهير المدينة (مبروك البقاء)!    المملكة رئيسا للمجلس التنفيذي للألكسو حتى 2026    نيابة عن ولي العهد.. وزير البيئة يرأس وفد المملكة في المنتدى العالمي للمياه    الرئاسة العامة تستكمل جاهزيتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ١٤٤٥ه    التخصصي: الدراسات السريرية وفرت نحو 62 مليون ريال    "إرشاد الحافلات" يعلن جاهزية الخطط التشغيلية لموسم الحج    توطين تقنية الجينوم السعودي ب 140 باحثا    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    قائد فذٌ و وطن عظيم    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    بتوجيه الملك.. ولي العهد يزور «الشرقية».. قوة وتلاحم وحرص على التطوير والتنمية    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليقات
نشر في نجران نيوز يوم 04 - 05 - 2011

يسر القسم الثقافي في صحيفة نجران نيوز الالكترونية ان يعلن عن اسم الفائز بمساقة الصحيفة ( كل شهر لاب توب ) في شهرها الثاني والذي جاء من خارج الحدود وبالتحديد من جمهورية مصر العربية حيث كانت الجائزة من نصيب الاستاذ / علاء محمد جادو والذي يعمل مدرس لمادة التاريخ .
وفور الاتصال به عبر الاستاذ علاء عن سعادته بالفوز بهذه المسابقة وكان الفائز قد اشترك بموضوع تحت عنوان ( اللحمة الوطنية طوق النجاة الناجع ) .
الجدير بالذكر ان ( موضوع الشهر الثاني من المسابقة يتكلم عن اللحمة الوطنية والوقوف خلف القيادة وردع من يدعو الى التفرقة ويثير النعرات الطائفية وذلك من خلال تقرير صحفي او مقاله بشرط ان يكون الموضوع الصحفي او المقاله خاليه من التعرض لاشخاص او اسماء بذاتهم ويجب ان يكون هناك رؤيه واضحة ومعالجة وحلول يستفاد منها ).
وتتقدم صحيفة نجران نيوز الالكترونية بالشكر والتقدير لكل من شارك وتتمنى لهم حظا اوفر في المسابقات القادمة كما تتقدم بخالص التهاني والتبريكات للفائز بمسابقة الشهر الثاني علاء محمد جادو وتتمنى له التوفيق والنجاح الدائم .
وهنا نضع ين ايديكم الموضوع الفائز المركز الاول
اللحمة الوطنية طوق النجاة الناجع
تميز المجتمع السعودي بوحدة وطنية قل نظيرها في بلدان العالم .. وحدة في العقيدة .. ووحدة في الوطن .. ووحدة في القيادة .. هذه الوحدة التي أرسى دعائمها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - كانت ثمرة كفاح وجهاد تحمل فيه المؤسس ورجاله الأوفياء المتاعب وارتقوا الصعاب ليتحقق لهذا الوطن وأبنائه وحدة يفاخرون بها.. ويستظلون جميعاً بظلها.. ويعيشون على نهجها أخوة متحابين ومتعاضدين ومتعاونين على البر والتقوى.. ويتوارثون ذلك جيلاً بعد جيل.. ليتحملوا في كل مرحلة مسؤولية الحفاظ على هذه الوحدة ومنجزاتها.. ويتصدون لكل محاولات المساس بها ..
لقد عاش أبناء المملكة ولا يزالون منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - عاشوا جميعاً في وحدة ووئام .. وتآلف ومحبة.. وهم على هذا العهد باقون – إن شاء الله -.. ولكن التطورات المتسارعة التي شهدها العالم.. والانفتاح الإعلامي والثقافي والاقتصادي الذي شهدته المملكة مؤخراً عزز من حضور بعض المظاهر السلبية في المجتمع السعودي - وهو أمر طبيعي أن يكون هناك بعض السلبيات مقابل أي تطور وتحديث في المجتمع ، حيث برزت في الآونة الأخيرة مظاهر الاحتفاء والتفاخر بالذات وتزايد مد النعرات الطائفية والمناطقية ،
ليبقى السؤال الأهم: لماذا تثار النعرات الطائفية في المجتمع السعودي الآن؟ ولمصلحة من؟ وماذا سيحقق لمستقبل الوطن ؟ وما هي انعكاسات تلك النعرات القبلية علي الوحدة الوطنية ؟ 0
كل تلك تساؤلات نحاول تلمس أبعادها وتأثيراتها المتباينة علي المجتمع السعودي ووحدة ولحمتة الوطنية الضاربة بجذورها منذ زمن مديد 0
على الرغم من مشروعية الانتماء والافتخار المناطقي الطائفي أحيانا كوحدة اجتماعية متماسكة تعبر في مجملها العام عن نموذج متجانس من العادات والتقاليد والأعراف لمجتمع ما، إلا أن هذا الانتماء و التعصب الذي وصل لحد النعرات الطائفية قد تجاوز في كثير من المواقف الاتصالية المباشرة وغير المباشرة دائرة الزهو بالذات، والبحث عن المصالح الفئوية والتعصب البغيض، والانتقاص من الآخرين، والنظرة إليهم بشكل دوني لا يليق.. وهو ما يفسر على أنه تهديد جوهري للوحدة الوطنية التي نتفاخر بها المملكة على الدوام وهو ما يشعر معه البعض بالتخوف والقلق، وما سيكون عليه الحال في المستقبل من تزايد ملحوظ لمظاهر التعصب وبزوغ النعرات الطائفية في المجتمع السعودي وآثار ذلك أمنياً واجتماعياً وسياسياً على المجتمع.. إلى جانب تخوف البعض من تحول هذا التعصب الطائفي إلى ممارسات سلوكية تشعل فتيل أزمة قد تجر معها اختلافات وخلافات والوطن في غنى عنها0
اللحمة الوطنية البوثقة التي تنصهر فيها كل الانتماءات لصالح الوطن
تمر الدول والمجتمعات في مسيرة حياتها بمراحل وتطورات عدة، فمنها المستقرة التي تنعم بالرخاء والرفاهية لفترات طويلة، ومنها التي تتعرض لكوارث أو محن أو تعصف بها أزمات وقلاقل، وقد تنجو منها وقد لا، وذلك تبعاً لعوامل عدة. ومن أهم عوامل استقرار الدول ورفاهيتها مبدأ المواطنة وما يتعلق به 0
فالدولة ظاهرة اجتماعية لا يمكن أن تنتج وتبني مقوماتها وتنهض بمقدراتها وتحافظ على مكتسباتها إلا على أسس معينة أهمها مبدأ المواطنة الذي تنبثق منه اللحمة الوطنية ، فهي مكون أساسي من مكونات الدولة وجوهر التفاعلات التي ينتجها المجتمع ويحيا بها. فالمواطنة هي علاقة بين الفرد والدولة يحددها الدستور بما ينص عليه من حقوق وواجبات للمواطن. ومؤداها حب وإخلاص المواطن لوطنه وخدمته له في أوقات السلم والحرب، وتشمل المواطنة مفهوم الانتماء والذي يعني انتساب الفرد لكيان ما، يكون منصهراً فيه شاعراً بالأمان في أرضه، محباً له ومعتزاً بهويته، فخوراً بالانتساب له، وفي ذات الوقت منشغلاً بقضاياه وعلى إدراك بمشكلاته، ملتزماً بقوانينه وقيمه،
مراعياً للصالح العام محافظاً على مصالحه وثرواته، غير متخلّ عنه حتى في أوقات الأزمات والمحن.
لذا فالمواطنة المدعومة باللحمة الوطنية هي البوتقة التي تنصهر فيها جميع الانتماءات لصالح انتماء واحد فقط هو الوطن، دون أن يعني ذلك إلغاء الانتماء للقبيلة أو الأسرة أو المنطقة أو الاعتقاد الفكري المذهبي أو خلافه، وإنما يعني عدم تعارض هذه الانتماءات للانتماء الأكبر للوطن. ورغم تحفظ البعض على مفهوم المواطنة لاعتقاده بتقاطعه مع الدين في عدة أوجه، إلا أن قضية البحث في أسباب الضعف بالإحساس بالمواطنة لدى بعض المواطنين السعوديين، تشكل مصدر تحدّ للدولة وإن لم تشكل ظاهرة مقلقة بعد ولله الحمد، وذلك للحفاظ على اللحمة والتكاتف بين المواطنين من جهة وبين المواطنين والدولة من جهة أخرى.
لذا تثار قضية الانتماء للوطن وخصوصاً في السنوات الأخيرة من عدة أوجه دينية واجتماعية وسياسية وقانونية0
وقد يكون من الإنصاف الإشارة إلى الإحباط الذي ربما أصاب بعض أفراد المجتمع وأضعف شعورهم بالانتماء الحقيقي للمجتمع الكبير بسبب ما ثبت لهم أن القيم والمعايير القبلية والطائفية والإقليمية لا تزال تفرض حضورها بقوة في المجتمع ويتم تقديمها على معيار الكفاءة والولاء للوطن الذي لن يتحقق بالأماني ولن يرسخ عن طريق رفع الشعارات وترديد القصائد البلاغية، وإنما يحتاج إلى ممارسة حقيقية تخدم الهوية الوطنية وتهمّش الهويات الفرعية الأخرى.
ومهما كانت الأسباب وانطلاقا من هذا الواقع فيجب دراسة الخيارات المتاحة أمام المجتمع السعودي من أجل تعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية انطلاقا من نبذ النعرات الطائفية وصولا لتدعيم ركائز اللحمة الوطنية كطوق أمن للتماسك المجتمع السعودي ؟.
لا شك من وجود متربصين هدفهم النيل من الوحدة الوطنية لإثارة النعرات الطائفية وتفتيت عضد اللحمة الوطنية في المجتمع السعودي0
الحلول الناجعة لوأد النعرات الطائفية
هناك قاعدة ذهبية قال بها أحد الإسلاميين – رحمه الله – بعد أن بكى الخلافة الإسلامية وهي ( هيا بنا نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا عليه ) ، هذه القاعدة إذا وعيناها سوف ينظر كلً إلى الآخر على أنه شقيق له ، ويدرك كل منا أن الاختلاف في الرأي القائم علي النعرات الطائفية وليس في المبدأ ، وعلى ضوء ذلك سوف تقوم كل جماعة بتقييم الجماعة الأخرى تقييما موضوعيا فتنظر كل جماعة إلى إيجابيات الأخرى قبل أن تنظر إلى سلبياتها ، وبهذا تتقارب وجهات النظر فيزول ما بينا من عصبيات ونعرات طائفية هشة تتحكم فيها الأهواء 0
ويأتي موضوع التعصب الطائفي والمناطقي في المجتمع السعودي وأبرز مظاهرهما خلال هذه المرحلة من الموضوعات المهمة والحساسة التي تستحق المناقشة وتبادل الآراء حولها للخروج بآلية عمل تحارب التعصب والنعرات الطائفية بكافة أشكاله، وتقدم الحلول والاستراتيجيات التي تحد من خطورته على المجتمع أمنياً وسياسياً وإدارياً وثقافياً.
لابد من الاختلاف فيما بيننا لأننا بشر نخطئ ونصيب ولسنا ملائكة فلا نستطيع أن نزيل الخلاف أو نلغيه ولكن نستطيع تقليل دائرته والتعايش السوي السليم معه، ولابد لنا من التأدب بآداب الإسلام في التعامل مع المخالف0
إن الرقي بعمليات الإدراك والتعمق في فهم العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع الإنساني مرهونة بالطريقة العلمية للتفكير وتحرير العقل بعيداً عن ربقة التقليد والتبعية الفكرية اللذين ينبثقان من الجهل والتعصب، الأمر الذي لا يتحقق إلا بإشاعة روح المحبة والسلام والتسامح والتفاهم والتقليل من تعليم الأفراد الحقد والضغينة في كافة وسائل الإعلام المختلفة، مما يجنبنا تبعية عدم التثبت في الأمور والإسراع في التعالي والتعصب الطائفي 0
وعلى أية حال فإن موضوع النسق الثقافي أو المكنونات النفسية لتلك الممارسات السلبية التي بدأت تظهر في أوساط المجتمع السعودي يجب التعامل معها بأسلوب فيه كثير من الحكمة والروية وبعد النظر ذلك أن من يقوم بتلك الممارسات من الشباب لا يدركون ما يترتب على تصرفاتهم من أبعاد سلبية لذلك فإن دور الجهات الأمنية ووسائل الإعلام والتربية والتعليم وخطباء المساجد وأساتذة الجامعات، وقبل ذلك دور الأسرة ووعيها لما يترتب على تصرفات أبنائها غير المرغوبة من انعكاسات سلبية علي وحدة الوطن السعودي ومنجزاتة الحضارية ، وعلى العموم فإن التركيز على إيجاد حلول وبدائل تتيح للشباب وغيرهم ما يحتضنهم وينمي فكر الانتماء الجماعي والفردي لديهم إلى الدين ثم المليك والوطن وتقديم ذلك على الولاء للحمولة والعشيرة، أو القبيلة أو الطائفة والمنطقة0
نعم إن لكل منطقة مكانتها وخصوصيتها، ولكن الممارسات التي تتم وبصورة فردية محدودة والتي تؤدي إلى الحساسية والكراهية يجب أن يتم التعامل معها ذلك أن مثل تلك الممارسات تفت في عضد الوحدة الوطنية0
وعلى العموم فإن العصبية الطائفية أو المناطقية أمر سلبي يفت في عضد الوحدة الوطنية، خصوصاً مع احتدام الصراع العالمي واستهداف العرب والمسلمين وما سوف ينجم عنه من مخاض يجب أن نحمي أنفسنا منه من خلال وحدة الكلمة ووحدة الصف ووحدة الوطن والالتفاف حول القيادة الراشدة بإذن الله.
إن تجسيد الانتماء إلى هذا الوطن يأتي من خلال الوعي والإدراك المستنير لما يترتب على أقوالنا وأفعالنا من فعل وردة فعل حتى وان كانت تلك الأقوال أو الأفعال عفوية ذلك أن هناك من يتلقفها ويعمل على حرفها عن مسارها أما البقية وهم الأكثرية فإنهم يتمتعون بحسن النية والمقاصد دون إدراك للأبعاد المخفية لتلك الممارسات 0
ويمكن إجمال تلك الحلول :
دعوة مؤسسات الدولة للتصدي لظاهرة التعصب الطائفي وكافة أشكال التعصب في المجتمع، ومن ذلك مجلس الشورى ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
أهمية الحفاظ على المنجز الوحدوي الذي تحقق للمملكة على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ورجاله الأوفياء، وأهمية استشعار معاني الوحدة الوطنية وغرسها في نفوس الناشئة من أبناء هذا الوطن.
نبذ جميع أشكال التعصب الطائفي في المجتمع، ومن ذلك التعصب القبلي أو التعصب للإقليم والمحافظة أو القرية أو الطائفة 0
ضرورة احتواء هذه الظاهرة ( النعرات الطائفية ) بالوعي والمعرفة.. وتعميق الحوار.. والانفتاح.. وقبول الآخر.
منع الملصقات التي تحمل رموز التعصب والتي تبذر بذور الفتنة الطائفية، ومعاقبة المخالفين، إن هذه الرموز والملصقات التي قد تنتشر بين أوساط الشباب قد تتسبب في صدامات فيما بينهم، وبالتالي تؤدي إلى قضايا جنائية قد تصل إلى حد القتل، كما قد تساهم في تعميق جذور التعصب الطائفي لديهم0
النظرة الجادة للقنوات الفضائية التي تحمل توجهاً عنصرياً بإثارة النعرات الطائفية في المجتمع , إن هذه القنوات، لا سيما القنوات التي يملكها أشخاص يبحثون أما عن المادة بأي وسيلة، أو الشهرة على حساب وحدة المجتمع السعودي، أو بهما معاً، وضرورة مقاطعة هذه القنوات وعدم مراسلتها الكترونياً بواسطة رسائل ال (sms) والتي تشكل المصدر الرئيسي لاستمرارها، حيث يعمد القائمون على "كنترول" هذه القنوات على تمرير
بعض المشاركات والعبارات التي تحرك مشاعر الانتماء العصبي المغلف بالطائفية ليزداد حجم المشاركة.. ويقابله زيادة في الدخل العام0
تفعيل دور مشايخ القبائل في الحد من ظاهرة التعصب الطائفي ، ومحاربته بين أبناء المناطق ، والتحذير من السلوكيات الخاطئة التي قد تؤثر على نسيج الوحدة الوطنية للمجتمع السعودي , وقد عُرف عن مشايخ القبائل ولاؤهم لدينهم ووطنهم وقيادتهم، وتقديرهم للمصلحة
الوطنية العليا، والتصدي لكل المحاولات التي تحاول النيل منها، كما عُرف عنهم حكمتهم في التعامل مع المواقف والسلوكيات الفردية التي قد تصدر من بعض الأفراد ومعالجتها بما يخدم المصلحة العامة.
تنظيم حملات توعوية لمحاربة التعصب والنعرات الطائفية ، على أن تبدأ هذه الحملات من المدارس والكليات والمعاهد والجامعات، حيث يتواجد فئة الشباب الأكثر تمسكاً بمظاهر التعصب في الانترنت والقنوات الفضائية0
دعوة مركز الحوار الوطني لمناقشة موضوع النعرات الطائفية كما ينادي دائما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على أهمية توسيع دائرة الحوار الوطني، ونقاش القضايا الوطنية0 ومناقشة موضوع التعصب والنعرات الطائفية في المجتمع من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، باعتباره مؤسسة مجتمعية تناقش القضايا والمشكلات التي تهم الوطن والمواطن، وذلك باستقطاب المختصين والمفكرين لطرح هذه القضية وتداعياتها السلبية على وحدة الوطن واستثمار مختلف وسائل الاتصال للقيام بالحد من تلك الظاهرة ، بحيث يشكل ذلك مرحلة جديدة في مسيرة الحوار الوطني ، بما يؤدي إلى التقريب بين مختلف الآراء والتوجهات، والقيام بنشر قيم التسامح وإنتاج أفكار مثمرة لها مردود فعال على أبناء الوطن وتقوية أواصر الوحدة الوطنية.,ونبذ التعصب الطائفي 0 ويعد هذا سعياً جديداً لتلمس القضايا والمشكلات المثارة في المجتمع، والسعي إلى طرحها ومناقشتها ,وتقريب وجهات النظر حولها بما يعزز من الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد.0
أتمنى أن يناقش ( التعصب والنعرات الطائفية ) على مستوى وزارة الإعلام وضمن مناهج التعليم وفي الصحافة وجميع وسائل الإعلام المقرؤ والمسموع والمرئي منها ليس لكونه يمس وحدة الوطن فقط ولكن لكونه ناقوسا ينذر بخطر قادم 0
كما نحتاج البلاد لحملة توعوية ضخمة تبدأ في المدارس وتنتهي في الهِجر والقبائل للتوعية بمخاطر ونتائج العصبية والنعرات الطائفية الخاطئة والعادات المصاحبة لها...
وضرورة الرجوع إلى المعايير الإسلامية في التقوى والالتزام، وأن المعيار الصحيح للكفاءة والكرامة هو التقوى والصلاح.
نشر ثقافة حسن التعامل والخلق التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم و‘حلالها محل التوتر النفسي والانفعال الطائفي الذي قد يسود في المجتمع السعودي .
لا شك أيضاً أن التواصل واللقاء بين أفراد المجتمع له مردود إيجابي إذا خلا من السلبيات وركز على الإيجابيات، والسلبيات تتمثل في كل حركة أو فعل أو قول يؤدي الى الفرقة أو الكراهية أو التشاحن أو الانتقاص أو التعالي أو غير ذلك مما يتعارض مع الدين الحنيف والخلق القويم، أما الإيجابيات فهي كل فعل أو قول أو حركة تؤدي الى مزيد من الإخاء والمحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع وعشائره وقبائله 0
يجب أن يكون الجميع سواسية باسم الوطن الكبير الذي يضم بين جنباته جميع أبنائه في كل مكان.. فلا يقبل الانتقاص أو التقليل من أي أحد ينتسب إلى هذا الوطن بحجة انه اقل من الآخر نسباً أو حسباً.. وهو ما يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بأن ليس هناك مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية.. بل الجميع سواسية.. أخوة متحابين متعاونين لخير هذا الدين والوطن0
خاتمة
وأخيرا فإن المواطنة والانتماء لهذه البلاد المباركة مطلب ملح للحفاظ على وحدته وتلاحم شعبه مع قيادته الحكيمة، وبما يتطلبه تحقيق هذا الهدف من بذل الغالي والنفيس. فمهما تعددت مناطق أو قبائل المملكة ومهما تعددت الانتماءات، يجب أن نجمع على أمر واحد وهو أن الوطن للجميع وأن الانتماء الأكبر يجب أن يكون له، تحت حكم الشريعة الإسلامية والقوانين الموافقة لها، وفي ظل المساواة التامة بين أفراده حيث لا تمييز بينهم إلا لسبب شرعي أو قانوني.
فالمجتمع السعودي إذا أراد أن يكون مجتمعا موحدا في شعور الانتماء والولاء فيجب عليه المضي بخطوات ثابتة نحو المجتمع المتماسك المصطف خلف مليكه 0
المراجع :
1- المجتمع السعودي : النظم الاجتماعية/ المنظمة العربية للتنمية الإدارية, 2004م.
2- المواطنة و القبلية و خيار الدولة الحديثة / عمر فوزان الفوزان, دورية / المجلة العربية : شهرية 2008 م
3-الجغرافيا البشرية المعاصرة للمملكة العربية السعودية / تأليف محمد عبد الحميد مشخص. مكتبة دار جدة، 1998
4-التنوع و التعايش : بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية و الوطنية / حسن الصفار , ط1 , 1419 ه ، 1999 م
5- المحافظة على وحدة البلاد السعودية/ تأليف محمد بن عبد الرحمن الخميس. الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، 1995م
6- حماية المجتمع السعودي من الأفكار و المذاهب الهدامة/ تأليف محمد بن عبد الرحمن الخميس, صدر هذا الكتاب بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودي
7- تعزيز ثقافة الحوار : إبراهيم بن عبد الله العبيد , مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ط1 2009
8- دور وسائل الإعلام السعودية في إثراء ثقافة المجتمع السعودي : دراسة تاريخية وصفية/ بدر بن احمد كريم, ط1, 1421 ه/ 2000 م.
9-في ضوء القرآن الكريم بإصلاح الفرد يصلح المجتمع الإسلامي / بقلم : سعود الحميضي .دورية / المنهل : مجلة شهرية للآداب والعلوم ، س 47 ، ع 42( جمادى الأولى والآخرة 1401-مارس ، ابريل 1981 م ).- ص 341-342 '


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.