يعكس مشروع قرية نجران التراثية الذي سيقام على أرض الجنادرية قريباً هوية منطقة نجران التاريخية والاجتماعية والمعمارية وأساليب الحياة ويعطي تصوراً واضحاً عن مختلف أنماط الحياة في منطقة نجران ومحافظاتها . وحرص الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران على أن تكون للمنطقة قرية تراثية في الجنادرية تعكس ما تتميز به منطقة نجران من إرث تاريخي وحضاري مشرق فوجه أمير المنطقة بوضع حجر الأساس وتنفيذ مشروع قرية نجران التراثية عاجلا. وبهذه المناسبة رفع أمير منطقة نجران شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني حفظهم الله على ما يولونه من اهتمام كبير بجوانب التراث والثقافة وهو ما جعل المملكة تكون في مقدمة الدول اهتماما بتلك الجوانب المهمة . وقال:»إن قرية نجران التراثية ستكون علامة وإضافة مميزة للجنادرية نظراً لأن منطقة نجران تعد من أهم المناطق في الجوانب التاريخية والتراثية والأثرية والفنون بما تضمه من آثار ضاربة في عمق التاريخ ومن أهمها الأخدود وآبار حمى وطابع العمران النجراني المميز والفنون الشعبية والحرف اليدوية» مشيراً إلى أن المشروع وعند الانتهاء من إنشائه سيكون مشروع جذب بارز لزوار الجنادرية لما يضمه من تجسيد لحياة الإنسان النجراني الأصيل في جوانب حياته . وأبان أمير منطقة نجران أن مشروع قرية نجران التراثية في الجنادرية يعطي للزائر الذي لم تسنح له الفرصة لزيارة المنطقة فكرة وتصورًا كاملاً عن منطقة نجران بمختلف أوجهها ابتداءً بأنماط البناء والطراز المعماري ومختلف أساليب الحياة لدى أهالي المنطقة مروراً بتاريخها القديم نظراً لاحتوائها على جميع العناصر التي تعكس هوية المنطقة سواءً التاريخية أو الاجتماعية أو المعمارية وأساليب الحياة وتكيف أهالي منطقة نجران الأوائل مع مختلف تأثيرات المناخ فيهم . ويقع مشروع قرية نجران التراثية على مساحة تتجاوز عشرة آلاف متر مربع وهو نموذج للطراز المعماري القديم في نجران بأنواعه المختلفة وسوق للحرف الشعبية اليدوية وأماكن للمأكولات الشعبية النجرانية ونموذج للمزرعة وساحة لأداء الفنون الشعبية وصالة لعرض تراث نجران وركن عن آثار المنطقة وأهم معالمها السياحية، إضافة إلى جناح ثقافي . وارتكزت فكرة تصميم المشروع على إعطاء الزائر فكرة كاملة عن منطقة نجران بكل ما تحتويه من آثار ومبان وأنماط للحياة لديهم حيث يمكن لزائر قرية نجران التراثية مشاهدة العناصر التي بداخلها ابتداء من البوابة الرئيسة للقرية حيث توحي بالرمزية لها ثم تقود الزائر إلى ركن الأخدود الذي يشتمل على الرحى ومنحوتات صخرية على شكل ثعابين وحصان ذو قرنين وكتابات هيروغليفية بعد ذلك يمر الزائر بثلاثة مبان تمثل العمارة النجرانية القديمة حيث يشاهد تميز هذه العمارة واختلاف أشكالها ووظائفها ابتداء من أول المباني بنجران والمعروف باسم «المشولق»، وهو عادة ما يتكون من طابقين ويبنى من مادة الطين ويخلط به مادة التبن التي تعطي متانة كبيرة للطين بعد خلطها ومن ثم يبنى بها البيت ويأتي بعد ذلك النوع الثاني من المباني النجرانية وهو البيت (المقدم) وعادة ما يبنى من دورين فقط وهناك نوع آخر من أنماط البناء في القرية ويسمى (الدرب) وهو تحفة معمارية ويتكون عادة من سبعة طوابق وتستخدم العائلة النجرانية القديمة هذا النوع من المباني بكثرة . ولن يفوت الزائر أن يرى الأسلوب الذي كان يستخدمه المزارع النجراني في فصل منتوج القمح الذي تنتجه مزارعهم وذلك لبيعة أو استخدامه من قبلهم كمصدر غذائي لهم حيث يقوم المزارعون بربط حجر ضخم على شكل رحى يربط في اثنين من البقر وتقوم بجر الحجر بشكل دائري على محصول القمح في مكان مخصص لذلك يطلق علية ( المجرن) وبعد فترة من هذه الحركة ينفصل القمح عن الألياف ويعبأ في أكياس لبيعه واستخدامه، وتباع هذه الألياف (التبن ) أو تعطى للحيوانات لتتغذى عليها. كما تشتمل القرية التراثية على مبنى للحرف الشعبية وذلك لإظهار الحرفيين النجرانيين وإبداعاتهم في صنع التحف والمفروشات والخناجر والجنابى وغيرها من الأواني الفخارية . وحرص مصممو القرية على إيجاد محل خاص لكل حرفي لعرض إنتاجه في القرية ولبيع بعض من تلك المنتوجات على زوار القرية وتشتمل الحرف النجرانية على ( الحدادة والنجارة والبرام والحياكة والخرازة وصناعة الخناجر والسيوف والأواني المنزلية) كما تشتمل القرية على ركن للأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة نجران مثل (الوفد والمرق والحميسة والرقش مع المحض والرقش مع المرق والبر والسمن والعسل) وبذلك يخرج زائر القرية بفكرة وتصور كامل عن منطقة نجران وتراثها وتاريخها وأساليب الحياة فيها.